حملة إعلامية في السعودية تخاطب الشباب لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»

الأحد 14 يونيو 2015 03:06 ص

شريط فيديو مدته ثلاث دقائق، نشرته منظمة مدعومة من الحكومة السعودية على موقع يوتيوب في 4 يونيو/حزيران، حصل على 150 ألف مشاهدة في 48 ساعة، وأثار نقاشًا في المملكة حول كيفية وقف الصراع الطائفي.

في فيديو «القاتل الخفي» صوت يتحدث بلهجة سعودية يسأل المشاهد أن يخمن هوية قوة «أسوأ من المرض، والكوارث الطبيعية، والمجاعة»، والتي لا تقتل فقط مئات الالاف من الأبرياء بل أيضا دولا بأكملها. (ثم يأتي الجواب: القاتل الخفي قد يكون أنت، إلا إذا تعلمت أن تقبل الاختلاف والانسجام مع الآخرين). وتركز الرواية على السرد عبر سلسلة من صور مائية متحركة وصوت نحيل عالي.

تم تأسيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، والذي أنتج  الفيديو، في عام 2003 في أعقاب مأساة 11 سبتمبر/أيلول والسلسلة اللاحقة من الهجمات الإرهابية المرتبطة بالتنظيم في الرياض والتي أودت بحياة أكثر من أربعين شخصا. إنه يهدف الى توفير منصة لــ«إصلاح النقاش واقتراح الحلول» للعقيدة المغروسة في أذهان الإرهابيين الذين تهوروا ونفذوا الهجمات، والتخفيف من التمييز على أساس الجنس والتحريض الطائفي من خلال الحوار. وكما هو الحال مع هذه الجهود في كثير من الأحيان، فإنه من الصعب قياس الأثر. لكن التفجيرات الانتحارية التي وقعت الشهر الماضي واستهدفت مسجدين للشيعة في المنطقة الشرقية للمملكة، والتي أعلنت «الدولة الإسلامية» مسؤوليتها عنها، خلقت مشكلة دائمة بشكل صارخ.

وأطلقت المملكة العربية السعودية، التي هي الآن في خضم حرب متعددة الجبهات ضد وكيل إيراني في اليمن وفروع للدولة الإسلامية في العراق المجاور وسوريا وأماكن أخرى، مجموعة متنوعة من المبادرات في محاولة لثني الشباب السعودي عن الانضمام إلى الجماعات الجهادية، أو مهاجمة أفراد الأقلية الشيعية في البلاد كنوع من تفريغ الغضب ضد نظام طهران.

وفي برنامج «همومنا»، الذي يبث أسبوعيا على شاشة التلفزيون العام السعودي، يظهر رجال الدين، وكذلك المواطنون السعوديون الذين عادوا بخيبة أمل من الحروب الأهلية في سوريا والعراق معا للتنديد بتلك التنظيمات. هم يقولون بأن جوهر تلك الجماعات ليست كما هو معلن ويردده كثيرون، ويصورونهم للناس كمنافقين ومن اختراع وصناعة منظمات الاستخبارات الأجنبية، أو أن الشباب حسن النوايا غير مجهز بشكل جيد لمحاربة أمثال «بشار الأسد».

هنا مقطع من البرنامج.

هذه الحجج لا ترقى إلى التنصل من الفكر الجهادي السلفي الكامن الذي يشكل مبادئ «الدولة الإسلامية». ومع ذلك؛ فإن دراسات مجموعة التركيز من قبل وزارة الداخلية السعودية تشير إلى أن البرنامج فعال في الوصول إلى هذه المجموعة الفرعية من السكان الذين يعتنقون بالفعل الجهادية السلفية، ووصلوا إلى نقطة حمل السلاح.

ويتبنى «القاتل الخفي» نهجا مختلفا. إنه يتحدث إلى وعي الشباب السعودي الواسع خارج النطاق المحلي في المدن الكبيرة مثل الرياض وجدة، إنه يحذر من الخط الفاصل الرقيق بين الناس الذين يكنون الكراهية والناس الذين يعملون عليها. عندما يقول الراوي أن «القاتل الخفي يمكن أن يكون أعز صديق»، يظهر على الشاشة شاب في غرفة المعيشة مع قبعة بيسبول في الخلف، ليس طالب معهد ملتحي ولكن «صبي البيت»، الذي تأثر بالثقافة الشعبية في القرية العالمية. «هل تعتقد أنك بريء؟» يتسأل صوت الراوي. «فكر مرة أخرى. تأمل قناعاتك وأفكارك. فكر ثانية في الأحقاد والضغائن التي تحملها. يعتقد الكثير من الناس مثلك أنهم أبرياء ولكنهم تحولوا إلى حيوانات برية ... في اللحظة التي يتخلون فيها عن قيمة التعايش».

ويقول رعاة الفيديو إنه يتحدث «بطريقة تتفق مع لغة العصر الذي نعيش فيه ... إنه يستخدم رسائل ذكية وغير مباشرة». ومع نهاية الكليب، يفتح الباب على غرفة معيشة ملونة وصوت طفل يبكي: «عندما تدخل بيتك وتصبح بين عائلتك اسأل نفسك دائما: هل الخلاف يستحق أن تفقد كل هذا؟» بالنسبة لجمهور يستمع منذ فترة طويلة لرجال دين يحثون المسلمين على «محبة الموت أكثر من الحياة» فإن السؤال البلاغي يعمل على نبذ هذا المجاز والتأكيد على قيمة الحياة.

وقد حاولت حكومة الولايات المتحدة صناعة مقاطعها الخاصة لمكافحة الفكر الجهادي.

ويصور فيديو واشنطن بوست القصير الأخير باختصار انقسام وزارة الخارجية المسؤولة عن الجهد والمنتج الذي عليهم أن يظهروه. «مرحبا بكم في أرض الدولة الإسلامية» يستخدم صورة ساخرة مخيفة لإظهار أن «الدولة الإسلامية» تمارس أعمال عنف بضراوة. وفي أحسن الأحوال، إنها نسخة فجة من الحملة ضد الدولة الإسلامية التي يجدها المرء أكثر منهجية على برنامج «همومنا»، أي ليس الهجوم على الأيديولوجية الأساسية، ولكن بدلا من ذلك على فشل المنظمة في تحقيق التوقعات. ولا يتحدى الفيديو الشباب ليفكروا في الميول الخاصة بهم كما لا يناشد أفضل ما في غرائزهم.

ومن المفارقات، أن فيديو «القاتل الخفي» السعودي يأتي بصورة أقرب إلى توجيه القيم العائلية الأمريكية. وهذه علامة جيدة. وبعد كل شيء: يتفق الجميع على أن الفاعلين الأصليين ينبغي أن يقوموا بنصيب «الأسد» لمواجهة المتطرفين في المنطقة، ويظهر الفيديو كيف أن السعوديين يمكنهم أن يكونوا أكثر فعالية. لكن بالنظر إلى أن الأمريكيين يستثمرون في الاتصالات والعلاقات العامة باللغة العربية، كما ينبغي، فإنه حري بواشنطن إيصال رسالة أكثر تطورا مما هي عليه حتى الآن.

  كلمات مفتاحية

السعودية الدولة الإسلامية تجنيد الشباب

”المملكة“ و”الخلافة“: كفاح السعودية الداخلي ضد «الدولة الإسلامية»

ما الذي تهدف إليه «الدولة الإسلامية» من هجماتها داخل السعودية؟

«بيزنس إنسايدر»: السعودية تعاني لمنع «الدولة الإسلامية» من تجنيد الشباب

الداخلية السعودية : 1500 سعوديا تورطوا فى الإرهاب منذ عام 2011

«معهد واشنطن»: 8% فقط من السعوديين والمصريين يدعمون «الدولة الإسلامية»

الملك «سلمان» يدعو إلى تحصين الشباب المسلم من «تضليل الإعلام»