هدد تنظيم «الدولة الإسلامية» الثلاثاء بجعل قطاع غزة واحدا من مناطق نفوذهم في الشرق الأوسط متهمين حركة المقاومة الإسلامية «حماس» التي تحكم القطاع بأنها غير جادة بما يكفي بشأن تطبيق الشريعة.
جاء ذلك في تسجيل فيديو صدر من معقل لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، الأمر الذي يعد تحد نادر لـ«حماس» التي تحاول ضبط الوضع الأمني في غزة للحافظ على الهدنة التي تلتزم بها الفصائل في القطاع منذ نحو عام عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة.
ووصف عضو مقنع في تنظيم «الدولة الإسلامية» في أول رسالة من التنظيم موجهة إلى فلسطين المحتلة، قادة «حماس» بأنهم «طواغيت»، قائلا: «بإذن الله سنقتلع دولة اليهود من جذورها وأنتم وفتح وكل العلمانيين لا شيء.. زبد يذهب مع زحفنا وستحكم الشريعة في غزة رغما عنكم».
وأضاف «ما يصير اليوم في الشام وفي مخيم اليرموك خاصة إنما سيحدث في غزة ورب الكعبة»، في إشارة إلى التقدم الذي يحرزه تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا بما في ذلك في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وتسيطر «الدولة الإسلامية» على مساحات كبيرة في العراق وسوريا وأعلنت مسؤوليتها عن شن هجمات في مصر وليبيا وتونس واليمن.
من جهة أخرى، اتهم وزير المخابرات الإسرائيلي «يسرائيل كاتز»، «حماس» أمس الثلاثاء بإقامة مشاركة مع تابعين لـ«الدولة الإسلامية» في شبه جزيرة سيناء المصرية وهي تهمة لطالما نفتها «حماس».
وزعم «كاتز» في مؤتمر في تل أبيب أنه «يوجد تعاون قائم بينهم في مجال تهريب السلاح والهجمات الإرهابية، المصريون يعلمون ذلك وكذا السعوديون».
وتابع قوله «في الوقت نفسه.. في قطاع غزة.. أهان تنظيم الدولة الإسلامية حماس.. ولكن لديهما قضية مشتركة ضد اليهود.. في إسرائيل أو في الخارج».
ويشهد قطاع غزة، مؤخرا توترا بين «حماس»، وجماعات متشددة تناصر «الدولة الإسلامية»، وتشن الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، حملات اعتقال في صفوفها.
وتقول حركة «حماس»، إن تلك الجماعات خارجة عن القانون، وتعمل على زعزعة الأمن في القطاع، وتتبنى أفكارا تكفيرية.
وكانت «حماس» قد صرحت في وقت سابق أن تنظيم «الدولة الإسلامية» ليس له موطئ قدم حقيقي في القطاع، وقال «سامي أبو زهري» المتحدث باسم الحركة: «لا يوجد شيء اسمه داعش (الدولة الإسلامية) في قطاع غزة»، لكنه أضاف: «هناك بعض المناصرين لهذه الأفكار وهؤلاء ليس لنا مشكلة معهم لأننا لا نحارب الناس على أفكارهم ولكن في نفس الوقت لن نسمح بأي تجاوزات أمنية من أي جهة أو أشخاص».
وقد أشار تقرير في هذا السياق، إلى أن حركة «حماس» تحتاج إلى التأكد من أنه لا ينظر إليها على أنها مضيف محتمل لـ«الدولة الإسلامية»، وهو ما نفاه هذ الفيديو الذي بثه التنظيم كأول تسجيل يتوعد فيه «حماس» بدلا من التعرض للاحتلال الإسرائيلي.