تمثال نفرتيتي «المشوه» يثير سخرية وغضب المصريين عبر «تويتر»

الثلاثاء 7 يوليو 2015 10:07 ص

أثار تمثال نُحت حديثا للملكة الفرعونية «نفرتيتي» استياء مستخدمي «تويتر»، ووصفوه بـ«المشوه» واعتبروه محاولة رديئة لمحاكاة التمثال الأصلي.

وسرعان ما دشنوا وسما جديدا باسم «#نفرتيتي» للسخرية من التمثال الذي نُصب في مدخل مدينة سمالوط بمحافظة المنيا جنوبي مصر، وجذب الوسم تعليقات العديد من المغردين ليتجاوز عدة آلاف خلال فترة وجيزة.

وتبادل المغردون، صورة لتمثال عام 2015 الى جانب التمثال الذي نُحت عام 1345 قبل الميلاد والموجود حالياً في متحف برلين الجديد في ألمانيا، ولدى المقارنة اعتبر البعض منهم الأمر بمثابة «فضيحة لمصر».

وانتقد نقيب التشكيليين «حمدي أبو المعاطي» وهو رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة التمثال الجديد، واصفا إياه بأنه «مسخ للفن المصري القديم».

وقال أحد المغردين ساخرا: «يبدو أن نفرتيتي لو قامت من قبرها وشاهدت التمثال، هتجيب جيشها وتحاربنا احنا»، بينما علق آخر قائلا: «والله المشكلة أننا بنهزر .. مش عارفين أن دي فضيحة دولية لمصر، وتشويه لتاريخنا».

بينما شن مغرد آخر هجوما علي المسؤولين في الدولة قائلا: «لو كان في مسؤول في الدولة بيتحاسب، مكنش الاستهتار بالتاريخ والحضارة المصرية وصل للدرجة دي».

واختتم آخر ساخرا بقوله: «أكيد الحكومة هتحمل الإخوان مسؤولية تشويه التمثال كالعادة».

استبدال التمثال

ويبدو أن حدة التعليقات التي ظهرت حول التمثال بين مستخدمي تويتر وفيسبوك دفعت وزارة الثقافة المصرية لاتخاذ قرار باستبدال تمثال «نفرتيتي» المشوه بالمنيا بآخر وفقا لمقاييس فن النحت الفرعوني.

وكلف وزير الثقافة المصري «عبد الواحد النبوي» قطاع الفنون التشكيلية وجهاز التنسيق الحضاري «باستبدال تمثال نفرتيتي المشوه» بعد اتصاله هاتفيا بـ«صلاح الدين زيادة» محافظ المنيا لرفع التمثال وتجميل المنطقة التي سيوضع بها تمثال جديد «بمقاييس تتوافق وجماليات الفن المصري القديم».

وقرر محافظ المنيا اللواء «صلاح الدين زيادة» إحالة جميع المسؤولين الفنيين بالوحدة المحلية لمركز ومدينة سمالوط للتحقيق، والذين تسببوا بشكل مباشر في إخراج تمثال الملكة «نفرتيتي» بشكل مشوه، وقاموا بوضعه بمدخل المدينة دون الرجوع لمتخصصين أو فنيين بالمحافظة، وكلف أيضا رئيس الوحدة المحلية بإزالة التمثال فورا من مكانه، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية المصرية.

وقال وزير الثقافة المصري في بيان إن «وضع تمثال مشوه للملكة يسيء للوسط التشكيلي الذي أبدع وسيظل يبدع في فنون النحت».

ولم يدافع منفذو التمثال عنه وهو يحاكي رأس نفرتيتي الذي يعود إلى نحو 3400 عام وعثر عليه أثريون ألمان برئاسة «لودفيج بورخارت» في السادس من ديسمبر كانون الأول 1912 بمنطقة تل العمارنة (محافظة المنيا) موقع مدينة أخيتاتون التي أنشأها الملك اخناتون زوج نفرتيتي عاصمة لمصر بعد توليه الحكم عام 1379 قبل الميلاد.

ويرى تشكيليون أن رأس تمثال نفرتيتي بألوانه وخطوطه وما يمثله من كبرياء وحساسية من أروع قطع النحت لامرأة في تاريخ فن النحت.

وكانت مصر في 24 يناير/ كانون الثاني 2011 طلبت رسميا من ألمانيا استعادة تمثال «نفرتيتي» الموجود في متحف برلين واحتجت بوقوع ما اعتبرته تمويها من جانب «بورخارت» ليكون التمثال من نصيب بلاده حيث زعم أنه تمثال من الجبس لأميرة ملكية.

وقال المجلس الأعلى للآثار آنذاك إن مصر لم تكف عن طلب استعادة التمثال منذ رسالة من الملك فاروق يوم 14 أبريل/ نيسان 1946.

وفي اليوم التالي 25 يناير/كانون الثاني 2011 أعلنت مؤسسة التراث البروسي الثقافي المشرفة على المتاحف الألمانية رفض طلب مصر استعادة تمثال «نفرتيتي» الذي يجتذب أكثر من مليون مشاهد سنويا في متحف برلين. وقال «هيرمان باتسنجر» رئيس المؤسسة آنذاك في بيان «موقف المؤسسة بشأن عودة نفرتيتي لم يتغير .. هي لا تزال سفيرة مصر في برلين».

وبعد اندلاع الثورة الشعبية في ذلك اليوم وتصاعد وتيرتها طوال 18 يوما تمت الإطاحة بالرئيس الأسبق «حسني مبارك» ولم تثر قضية تمثال نفرتيتي رغم استحداث وزارة للآثار بمصر ثم عاد التمثال الأصلي إلى صدارة الاهتمام في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب «التمثال المشوه».

 

  كلمات مفتاحية

مصر السياحة نيفرتيتي وزارة الثقافة السيسي

تمثال «هتلر الراكع» يُباع بأكثر من 17 مليون دولار

باحثون في بريطانيا يصنعون مجسما لوجه الملكة «نفرتيتي»