«كتائب بابليون» المسيحية تنضم لـ«الحشد الشعبي» في مواجهة «الدولة الإسلامية»

الأربعاء 8 يوليو 2015 01:07 ص

أنهى المئات من المتطويعن العراقيين المسيحيين تدريباتهم العسكرية استعدادا للمشاركة في ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية ضد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية»، في مؤشر أثار قلق المراقبين؛ كونه يزيد من الطابع الطائفي للحرب في العراق والتي يعتمد تنظيم الدولة فيها على كونه حاميا للسنة في مواجهة الهيمنة الإيرانية وتبني حكومة بغداد سياسات إقصائية تجاه سنة العراق. 

وأعلن مؤخرا عن تشكيل «بابليون» أول فصيل مسيحي في العراق أعلن استعداده للمشاركة في «تحرير الموصل»، وقال مسؤول الفصيل إن 800 متطوعا من عناصره أكملوا تدريباتهم في 3 معسكرات في بغداد وصلاح الدين استعدادًا للمشاركة في معركة «تحرير الموصل» من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وأضاف أنهم سينضمون تحت لواء الحشد الشعبي (ميليشيات تابعة للحكومة العراقية).

وقال «ريان الكلداني»، أمين سر «كتائب بابليون»، إن «800 متطوعا من المكون المسيحي استكملوا تدريباتهم العسكرية التي تلقوها مؤخرًا في ثلاث معسكرات في بغداد وصلاح الدين، تمهيدًا لزجهم مع باقي مقاتلي المكون المسيحي ضمن كتائب بابليون للمشاركة في تحرير الموصل»، وأضاف أن «إجمالي أعداد المسيحيين الذين انضموا إلى الحشد الشعبي لا يمكن إعلانه على اعتباره من المعلومات السرية التي يجب ألا يطلع عليها العدو»، على حد قوله.

وأشار إلى أن «كتائب بابليون تتهيأ بالتنسيق مع قوات الجيش العراقي، وباقي فصائل الحشد الشعبي للتقدم باتجاه قضاء الشرقاط شمالي مدينة تكريت خلال الأيام القادمة»، دون أن يبيّن مهمة تلك الكتائب، وفيما إذا كان ذلك التحرك استعدادًا لمعركة «تحرير الموصل»، وبيّن أمين السر أن «بابليون منضوية بشكل رسمي في هيئة الحشد الشعبي التابعة للحكومة الاتحادية وتتلقى الدعم العسكري من الحكومة العراقية».

والمسيحية هي ثاني أكبر الديانات في العراق من حيث عدد الأتباع بعد الإسلام، وهي ديانة مُعترَف بها حسب الدستور العراقي؛ حيث إنه يعترف بـ14 طائفة مسيحية في العراق يسمح التعبد بها، يتوزع أبناؤها على عدة طوائف ويتحدث نسبة منهم اللغة العربية (اللغة الأم)، في حين أن نسبة منهم تتحدث اللغة السريانية بلهجاتها العديدة واللغة الأرمنية، وأكبر كنيسة في الشرق الأوسط تقع في العراق في مدينة بغداد وهي كنيسة الطاهرة الكبرى.

واحتفظت المسيحية في العراق، وعلى خلاف سائر الدول العربية، بطابعها الأصلي؛ فظلت مسيحية سريانية ولم تتعرب بنسب كبيرة كما حصل في بلاد الشام ومصر، وإن كان معظم أتباع هذه الكنائس يجيدون العربية حاليا، كلغة تخاطب يومي لاسيّما في المدن الكبرى. 

حرب الطوائف

من جانبها رأت صحيفة «القدس العربي» اللندنية أن الحكومة العراقية، في سبيل الانتصار المزعوم على تنظيم «الدولة الإسلامية» تكتّل مواطنيها على أسس دينية تتواجه فيها الطوائف وتسود فيها غلبة قانون أديان أو مذاهب على أديان ومذاهب أخرى، وهو ما يمكن أن يعدّ سبباً مباشراً في تدعيم حجج التنظيم المذكور في ادعائه الدفاع عن السنّة، أو حتى سبباً في تخليقه لو لم يكن موجوداً، وهو ما يفتح باباً جديداً لحروب الإبادة الجارية ويضيف إليها ذرائع جديدة، بحسب الصحيفة. 

وأضافت أن ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية انطلقت بعد سقوط مدينة الموصل في حزيران/يونيو من عام 2014 إثر فتوى للجهاد أطلقها المرجع الشيعي الأعلى السيد «علي السيستاني» والتي ما لبثت أن قوننتها الحكومة العراقية وقدّمت الدعم المالي والعسكري لمتطوعيها. وإذا كان كثير من العراقيين يئنون تحت وطأة النفوذ الإيراني الهائل على حكومتهم فيما سبق، فإن وجود كيان شيعي مواز للجيش وقوات الأمن، والسيطرة الإيرانية المباشرة على قيادته جعلا المعادلة العراقية الهشّة أصلاً في مهبّ الريح، وإذا كان تطويع مئات من المسيحيين وإضافتهم إلى القوة الشيعية المهيمنة لن يضيف على ميزان القوى الكثير، فإنه سيحمل مزيداً من خلط الأوراق الطائفية وإضافة ضحايا جدد للحرب السوداء القائمة.

وكشفت الكتلة المسيحية في البرلمان العراقي (تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي) عن انضمام أكثر من 1000 مسيحي إلى قوات «الحشد الشعبي» تمهيدًا لتحرير مناطق سهل نينوى (شمالًا- مركزها الموصل) الذي يضم العديد من البلدات المسيحية التي سيطر عليها «داعش».

واستنكرت «القدس العربي» أن تعمل الحكومة العراقية كل ما تستطيع عمله لتفقد كل شكل من أشكال الشرعية، حيث اعتبرات أن «تغطيتها، بغير إرادتها (وربما بإرادتها) لحشود شعبية من طبيعة دينية ومذهبية، أفقدتها معناها القانونيّ وسلطاتها على البلد، وخضوع حشودها للقرار الإيراني أفقداها أهم أسس سيادتها على الأمن والجيش والبلاد».

وبهذا المعنى - تخلص الصحيفة - فإن الدولة العراقية لم تعد موجودة. ما هو موجود، ربما، هو أرض محتلّة وسلطات بلا سيادة وخراب بدون حدود.

  كلمات مفتاحية

كتائب بابليون الدولة الإسلامية معركة الموصل

«الدولة الإسلامية» يأوي نازحين عراقيين في مخيمات بالموصل

«معصوم»: جرائم «الدولة الإسلامية» بحق المسيحيين والإيزيديين تضاهي فظائع «النازية»

"الدولة الاسلامية" وأخواتها .. وأسباب مفاجأتها الكبرى في الموصل

نائب عراقي: مسيحيو بغداد يتعرضون لتطهير عرقي على يد ميليشيات

«بابليون».. فصيل عراقي مسيحي يتأهب للدفاع عن «الأسد» في سوريا

«كتائب بابليون» العراقية المسيحية تستعد لدخول سوريا في الأيام المقبلة