هاجم الكاتب الصحفي السعودي، «جمال خاشقجي» صحيفة «البوابة نيوز»، المقربة من دوائر الحكم في القاهرة، بعد نشرها مقالا يتحدث عن توتر العلاقات بين مصر والسعودية بسبب استقبال الأخيرة لـ«خالد مشعل»، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس».
ووصف «خاشقجي»، في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ما نقلته الصحيفة عن «مصدر مصري سيادي» بأن سياسة السعودية خطر على الأمن العربي بـ«العك»، متسائلًا: «تحركاتنا خطر على الأمن العربي !! كيف ينشر عك كهذا بصحيفة مصرية مقربة من النظام، وتنسب معلوماتها لمصادر سيادية!؟».
وأضاف الكاتب السعودي، المقرب من دوائر صنع القرار بالمملكة: «تمارس السعودية سياستها بثقة وفق ما تقتضيه مصلحة البلاد على طريقة (ويسهر الخلق جراها ويختصم) وتتركه حتى يرتب وضعه وفق قواعدها الجديدة».
كانت صحيفة «البوابة نيوز» نشرت مقالا تحت عنوان: «سلمان يحشد الإخوان في مواجهة إيران»، قال فيه رئيس تحريرها «عبد الرحيم علي»، المقرب من الأجهزة الأمنية - خاصة الأمن الوطني - والمعروف بعلاقاته القوية بالمسؤولين في أبوظبي، أجرى تحقيقا صحافيا نشر على موقع «البوابة نيوز» - الذي يديره وتموله أبوظبي - أوضح فيه أن العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» يحشد «الإخوان المسلمين» لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة. وأنه بينما ترى القاهرة الأولوية في المواجهة مع التنظيمات الإسلامية وفى القلب الإخوان، تؤمن السعودية بأن الوقوف أمام الخطر الإيراني هو الأهم الآن، خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى».
وتحدث «عبد الرحيم علي» عن نقطة خلاف ثانية بين القاهرة والرياض، والتي تتعلق بالأزمة السورية، وقال: «وجهة النظر المصرية تقوم على حل سياسي يتضمن بقاء الدولة السورية والجيش السوري (جيش النظام) ومحاربة الإرهاب هناك من دون موقف مسبق من الرئيس بشار الأسد، بل ترى القاهرة دورًا انتقاليًا له. الرياض من جانبها وضعت خطًا أحمر تجاه الأزمة في سوريا يتمثل في ضرورة إقصاء الأسد وفق حل عسكري، فعملت على مشروع لتدريب المعارضة السعودية الموصوفة بالمعتدلة».
أيضا، كشف عن نقطة خلاف ثالثة بين القاهرة والرياض، قائلا في مقاله: «ولا تخفى مصادر القاهرة القلق المصري من الانفتاح السعودي اللافت على المحور التركي القطري، وتزايد وتيرة التقارب بين الملك سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العدو الأول للقيادة السياسية في مصر».
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، كشفت وسائل الإعلام عن لقاء جرى في الرياض بين الملك «سلمان» ووفد من حركة «حماس»، برئاسة «خالد مشعل»، أعقبه إصدار العاهل السعودي أوامر بإطلاق سراح معتقلي الحركة بالمملكة.
ويرى مراقبون وخبراء سياسيون فلسطينيون أن زيارة «مشعل» للسعودية تتضمن رسالة سياسية تؤذن بـ«مرحلة جديدة» في العلاقات بين حركة «حماس» والسعودية في عهد الملك «سلمان».