تركيا: منطقة آمنة في سوريا قريبا ولن يسمح لـ«جبهة النصرة» بالتواجد

الثلاثاء 4 أغسطس 2015 02:08 ص

أكدت مصادر تركية رسمية أن قيام المنطقة الآمنة في الشمال السوري «مسألة وقت لا أكثر»، مشددة على أن الاتفاق الأخير مع الأميركيين يتضمن تفاصيل دقيقة لمستقبل الوضع في الشمال السوري.

وشددت المصادر على أن الأميركيين اقتنعوا بأنه لا يمكن لتجربة تعاونهم مع الأكراد في محاربة «الدولة الإسلامية» أن تمتد على الحدود التركية، لما في ذلك من مخاطر ديمغرافية وأمنية، مشيرة إلى أن الأميركيين تفهموا وجهة النظر التركية.

وقالت المصادر إن الاتفاق الأميركي-التركي استغرق وقتا طويلا ليخرج بأفضل خيارات ممكنة، مشيرة إلى أن اللقاءات بين الأميركيين والأتراك استمرت ما يزيد على ثمانية أشهر نتج عنها الاتفاق الأخير، وتوج الاتصال الأخير بين الرئيسين «أردوغان» و«أوباما».

وأشارت إلى أن الأتراك شعروا بالضغط الشديد نتيجة تحركات «الدولة الإسلامية» والنظام والقوات الكردية والتهديد المباشر بتشكيل دولة كردية في شمال سوريا.

وأكد المصدر أن تركيا لن تدخل الأراضي السورية مبدئيا، مشددا على أنها سوف تحقق المنطقة الآمنة بقوة النار، وعلى المعارضة السورية أن تستغل الغطاء الناري التركي لتحرير المدن والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» والتنظيمات الأخرى.

كما أكد أنه لن يكون هناك دور لـ«جبهة النصرة» في المنطقة الآمنة ولن يسمح لها بالوجود.

وأشار المصدر إلى أن المنطقة الآمنة تمتد من عفرين إلى أعزاز إلى جرابلس، موضحا أن المنطقة تمتد على مسافة 140 كيلومترا طولا وبعمق 50 كيلومترا.

وفيما قالت مصادر تركية إن عمليات التنسيق تتم مع المعارضة السورية المعتدلة لتأمين القوة العسكرية التي سوف تشارك في العملية، كشف مصدر في المعارضة السورية عن اتجاه لإجراء تغيير في الحكومة السورية المؤقتة لمواكبة المرحلة المقبلة التي سوف تتطلب «دورا أكثر فعالية للحكومة المؤقتة ومؤسساتها في إدارة الداخل السوري».

وقالت المصادر إن رئيس الحكومة المؤقتة «أحمد الطعمة» قد يستقيل من أجل الإفساح في المجال أمام حكومة جديدة تواكب المرحلة، موضحا أن الأمر طرح بجدية في اجتماعات الائتلاف السوري الأخيرة، وأن قرارا بشأنها سوف يصدر في وقت قريب.

وقال مصدر بارز في المعارضة السورية إن القيادة التركية عقدت سلسلة اجتماعات مع قادة المعارضة السورية لوضعها في أجواء التطورات الأخيرة عند الحدود مع سوريا والاتفاق الأميركي-التركي.

وقال المصدر إن الاتفاق بين الأميركيين والأتراك يتضمن القيام بعملية عسكرية مشتركة بين الأتراك والمعارضة السورية المعتدلة.

وكشف أن العمليات البرية سوف تنطلق في وقت قريب جدا وسوف يكون الهجوم على «الدولة الإسلامية» أولا، من أعزاز إلى جرابلس وسيطرة الجيش الحر على المنطقة.

وقال المصدر إن الأتراك سوف يقومون بتشكيل المنطقة الآمنة وفق نظرية «تحرير المدن» من القوى «الإرهابية» سواء كانت «الدولة الإسلامية» أو «حزب العمال الكردستاني» الكردي، ومن ثم تتشكل المنطقة الآمنة تلقائيا.

وأضاف المصدر: «بعدها ستتم السيطرة على حلب تلقائيا حيث إنها سوف تسقط نتيجة تشكل المنطقة الآمنة بجوارها»، مؤكدا أنه لن يسمح للتنظيمات الكردية باستغلال العملية العسكرية للسيطرة على المناطق التي يخرج منها «الدولة الإسلامية»، وأن سيطرة هؤلاء لن تتجاوز مدينة عين العرب/كوباني الحدودية.

وأوضح المصدر أن الأتراك باشروا فعليا التحرك لترجمة الاتفاق مع الأميركيين، بتجهيز كل الأمور القانونية والعسكرية للتحرك.

كما لفت أن الطائرات الأميركية بدأت تأتي إلى قاعدة إنجيرليك، وأنه خلال الأسبوع الحالي أو بداية الأسبوع المقبل سوف تبدأ العمليات على الأرض، موضحا أن الفرق العسكرية السورية الموجودة في المنطقة المتوقعة أن تكون آمنة تم تجهيزها والتنسيق معها.

وأشار إلى أنه تم في اجتماع «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) الذي عقد بناء على طلب أنقرة التأكيد على تأمين الدعم العسكري واللوجيستي للعملية.

وأوضح أن المجموعات المعتمدة من تركيا هي من سوف تكون مهمتها حماية المنطقة، وتركيا تتحمل مسؤوليتها وسوف تنقل الحكومة إلى الداخل ومن ثم الائتلاف.

وأكد أن تركيا لن تسمح لـ«جبهة النصرة» أن توجد هناك في المنطقة، كما أكد أن حركة «أحرار الشام» لن تكون عائقا وسيكونوا متعاونين وإلا سوف يقضوا على أنفسهم، وهذا اتفاق أميركي تركي، مشيرا إلى أن «أحرار الشام» تدرك أنها تحت المراقبة والأتراك والأميركيين متفقين على ذلك.

وأبدى المصدر اعتقاده أن بعض الفوضى قد تحدث في المناطق المحررة، مشددا على ضرورة أن تكون الحكومة السورية المؤقتة جاهزة للانتقال إلى الداخل لملء الفراغ وإدارة المناطق.

وأعلن المصدر أن تركيا سوف تفتح الطريق، والمسؤولية على الحكومة المؤقتة وتحتاج إلى قدرات مالية كبيرة.

وقال: «المناطق المحررة تعرضت لدمار شديد ولديها حاجة لـ400 مليون دولار على الأقل، وهذا أكبر تحد للحكومة السورية المؤقتة بعد تحرير المنطقة الآمنة»، موضحا أن تأمين المبالغ يحتاج اجتماعات كبيرة وطويلة مع الدول المانحة، مشيرا إلى وعد تركي للحكومة السورية المؤقتة بالاهتمام بها وبقضاياها والعمل على مساعدتها في كل خطواتها المقبلة، مؤكدا أن تركيا سوف تتدخل من أجل تأمين تمويل عندما تنتقل الحكومة إلى الداخل وتأمين احتياجاتها للقيام بالمشاريع.

وفيما أشارت المصادر السورية إلى أن «أحرار الشام» متفهمة ومتعاونة، رأت أن جبهة «النصرة» تحاول عرقلة العملية من خلال استهداف المشاركين في مشروع تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة.

وقالت المصادر إنه تم تدريب 54 مقاتلا في تركيا لمواجهة «الدولة الإسلامية»، مشيرة إلى أن المجموعة التي تلقت التدريب دخلت الأراضي السورية في 12 من يوليو/تموز الماضي وكانت أول ضربة تلقتها من «جبهة النصرة»، حيث هاجمتها وخطفت قائد الفرقة «نديم الحسن» مع 17 من مقاتليه يوم الخميس الماضي، وبعدها بيوم قامت «النصرة» بالهجوم على مقر قيادة الفرقة وقتلت 5 وجرحت 16 من مقاتليها، وفي نفس اليوم تم خطف 8 من مقاتلي الفرقة أيضا، وبهذا لم يبق من المقاتلين إلا 7 احتموا في أحد مواقع الأكراد الموجودة في عفرين بتغطية جوية من الأميركيين.

  كلمات مفتاحية

سوريا تركيا الولايات المتحدة منطقة آمنة جبهة النصرة الأكراد أحرار الشام حزب العمال الكردستاني الدولة الإسلامية

«جبهة النصرة» تختطف 8 مقاتلين دربتهم واشنطن في تركيا

الفرص محدودة أمام قيام منطقة آمنة في سوريا

«الناتو» يؤكد تضامنه مع تركيا ويعلن متابعته للتطورات على حدودها عن كثب

واشنطن وأنقرة تسعيان لإقامة منطقة آمنة بشمال سوريا

«أوغلو»: لن نرسل قوات برية إلى سوريا والضربات التركية قد تغير اللعبة في المنطقة

تركيا تعلن عزمها إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا

وزير الدفاع الأمريكي: إقامة منطقة آمنة في سوريا يتطلب «مهمة قتالية كبيرة»

«البنتاغون»: لدينا أدلة على اختطاف «جبهة النصرة» للمقاتلين السوريين

تركيا تعتزم إطلاق عملية واسعة ضد «الدولة الإسلامية» في شمال سوريا

«جبهة النصرة» تبدأ الانسحاب من ريف حلب استعدادا للمنطقة الآمنة

مقاتلون سوريون ينتقدون فشل الولايات المتحدة في حماية «الفرقة 30»

مسؤول تركي: نسعى لإنشاء منطقة «من دون مخاطر» ستتحول لـ«آمنة» لاحقا

«جبهة النصرة»: الاستعانة بتركيا لقتال «الدولة الإسلامية» لا يجوز شرعا

«أحرار الشام» تدعم إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا

مسؤول تركي: اتفقنا مع أمريكا على بنود المنطقة الآمنة في شمال سوريا

«لواء السلطان مراد» يتسلم مواقع «جبهة النصرة» قرب حدود تركيا

واشنطن تنفي موافقتها على إقامة «منطقة آمنة» في شمال سوريا

حسابات تركيا المعقدة في سوريا

الهجمات الجوية التركية في سوريا

وزير خارجية تركيا: أنقرة وواشنطن ستبدآن عملية شاملة ضد «الدولة الإسلامية»

«أردوغان»: المنطقة الآمنة بسوريا ستكون في مناطق العرب والتركمان

«أولاند»: سنبحث مع شركائنا اقتراح تركيا إقامة «منطقة آمنة» شمال سوريا

تركيا: نظام «الأسد» هيأ الأرضية لظهور التنظيمات الإرهابية

روسيا تجدد رفضها إقامة منطقة حظر جوي في سوريا

«أردوغان»: حلفاء تركيا يقتربون من فكرة إقامة منطقة آمنة شمال سوريا