قال الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» إن الحرب الأمريكية في العراق هي التي أدت لظهور نزاعات طائفية هناك، وساهمت في ظهور تنظيم «الدولة الإسلامية»، في حين أن إيران هي المستفيد الوحيد من تلك الحرب على العراق، خاصة بعد أن أزاح الأمريكيون الرئيس الراحل «صدام حسين» من طريقهم.
وأضاف «أوباما» في خطاب ألقاه في الجامعة الأمريكية بالعاصمة واشنطن الأربعاء؛ بشأن الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى العظمى، إن «الحرب على العراق كلفت تريليون دولار، وتسببت في ظهور نزاعات طائفية مستمرة في العراق، كما تسببت في ظهور تنظيم داعش (الدولة الإسلامية)».
وتابع: «من السخرية أن المستفيد الوحيد في المنطقة من تلك الحرب هي إيران، التي تقوى موقفها الاستراتيجي في المنطقة، لأننا أزلنا عدوها اللدود صدام حسين»، بحسب ما نقلته تقارير صحفية.
ووفق وكالة رويترز، أشار «أوباما» إلى أن «البرنامج النووي الإيراني كان موجوداً من أيام شاه إيران وبمساعدة أمريكية في ستينات القرن الماضي، لكن وصول الخميني إلى الحكم سرَّع من تطور البرنامج، إلا أنه ورغم استخدام صدام حسين أسلحة كيمياوية في حربه مع إيران إلا أن برنامج إيران النووي بقي مستقراً خلال التسعينات بسبب بعض العقوبات».
ولفت «أوباما» إلى أن الرئيس الأمريكي السابق «جورج بوش» عندما تسلم الرئاسة لم يكن لدى إيران أجهزة الطرد المركزي ولم يكن لديها أي شيء لتخصب به، لكنني عندما تسلمت الرئاسة كان لدى إيران الآلاف من أجهزة الطرد المركزي، ولم تكن لديهم النية لتخفيض هذا العدد».
وقال إن «رفضا للاتفاق من جانب الكونغرس سيجعل أي إدارة أمريكية مصممة على منع إيران من حيازة سلاح نووي، تواجه خيارا وحيدا، هي حرب أخرى في الشرق الأوسط، لا أقول ذلك لأكون تحريضيا، إنه واقع».
وأضاف: «إذا أطاح الكونغرس بالاتفاق، سنفقد أكثر من مجرد القيود على برنامج إيران النووي أو العقوبات التي فرضناها بدقة، سنفقد شيئا أكثر قيمة، المصداقية الأمريكية كقائدة للدبلوماسية، وكمرتكز للنظام العالمي».
وتأتي تصريحات «أوباما» التي تحمل الإدارات الأمريكية السابقة مسؤولية ما وصلت إليه أوضاع المنطقة بسبب غزو العراق عام 2003 في سياق دفاعه عن الاتفاق النووي مع إيران والذي تم توقيعه في منتصف يوليو/تموز الماضي، ويشهد الاتفاق خلافا كبيرا بين الأمريكيين وخاصة بين البيت الأبيض والكونغرس الذي يحاول عرقلة الاتفاق.
وأفاد استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية بالتعاون مع مركز «ONC» لاستطلاعات الرأي، بأن 52% من الأمريكيين يرون أن الكونغرس يجب أن يرفض الاتفاق، بينما رأي 44% العكس.
وكان للانتماء السياسي تأثير على نتائج الاستطلاع؛ حيث بينت النتائج أن 66% من الجمهوريين والمستقلين يرغبون في أن يرفض الكونغرس الاتفاق، بينما رأى 61% من الديمقراطيين العكس.
وما زال الاتفاق بحاجة لموافقة الكونغرس الأمريكي حيث أمام الأخير فرصة حتى 17 سبتمبر/أيلول للموافقة على الاتفاق أو رفضه، ويعارض الجمهوريون الاتفاق بشكل كبير، بينما يخوض البيت الأبيض حملة ضاربة سعيا لإقراره.