اتهمت «جماعة الإخوان المسلمين» وناشطون معارضون الأمن المصري بتصفية 7 من المعارضين في محافظتي الجيزة (غرب العاصمة) والفيوم (وسط)، بينهم عضو بحركة «حازمون».

لكن مصادر أمنية زعمت أن الأشخاص السبعة كانوا مطلوبين على ذمة قضايا، وقتلوا في اشتباكات؛ إثر مبادرتهم بإطلاق النار على قوات الأمن التي حضرت للقبض عليهم.

في محافظة الفيوم، نقلت وكالة «الأناضول» للأنباء عن مصدر أمني، طلب عدم الكشف عن هويته، إن قوات الأمن بالمحافظة قامت بقتل 6 أشخاص كانوا مطلوبين في تهم؛ إثر مبادرتهم بإطلاق النار على القوات.

وقال المصدر: «قامت قوات أمنية بشن حملة على قريتى السيليين، وسنهور القبلية، بمركز (مدينة) سنورس، بمحافظة الفيوم؛ لضبط متهمين ارتكبوا جرائم قتل بحق بعض أفراد الشرطة».

وأضاف: «أطلق الأشخاص المطلوبون النار على قوات الأمن، فتم التعامل معهم؛ ما أسفر عن مصرع 6 إرهابيين، وتم تحرير محضر بالحادث، وتولت النيابة العامة التحقيق».

وبينما لم يكشف المصدر الأمني عن أسماء القتلى الستة، نقلت صحيفة «العربي الجديد»، مقرها الدوحة، عن مصادر وصفتها بأنها «خاصة»، دون أن تسميها، إن القتلى هم: «عبد العزيز مراد»، و«عبدالفتاح عبد الناصر»، و«ربيع خراد»، و«عبد الناصر علواني»، و«عبد العزيز هيبة»، و«عبدالسلام حتيتة».

ووفق المصادر ذاتها، لم يتأكد حتى الآن ما إذا كان «عبدالفتاح عبد الناصر»، هو العضو بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين أم لا.

في مقابل، الرواية الأمنية، اتهمت «جماعة الإخوان المسلمين» قوات الأمن بتصفية المعارضين الستة في الفيوم.

وقال «محمد منتصر»، المتحدث الإعلامي باسم الجماعة، في بيان على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «قامت اليوم ميلشيات الداخلية بتصفية مجموعة من الشرفاء، وخطباء مساجد محافظة الفيوم، في محاولة لإسكات أي صوت حر ينادي بحرية هذا الوطن، وتحريره من ظلم وبطش العسكر».

وأضاف: «ميلشيات النظام الانقلابي؛ قامت بقتلهم وتصفيتهم ومثلت بجثثهم، حيث ظهرت جثثت مقطوعة الأطراف، ما يدل على تعذيب بشع ومجرم من بلطجية الداخلية».

تصفية عضو بحركة «حازمون»

وفي محافظة الجيزة، المتاخمة للعاصمة المصرية، قال مصدر أمني لوكالة «الأناضول»، إن قوات الأمن قتلت عضوًا بحركة «حازمون» أثناء تبادل لإطلاق النار.

المصدر الأمني (الذي طلب عدم الكشف عن اسمه) أضاف أن «فريقًا من قوات العمليات الخاصة تمكن من قتل جهادي يدعى مجدي بسيوني، داخل شقة مستأجره بمنطقة الهرم (بمحافظة الجيزة غربي القاهرة)»، لافتا إلى أن «بسيوني» «عضو بحركة حازمون، وأنه أفرج عنه منذ عام بعد اعتقال دام لمدة 5 أشهر، بتهم التعدي على منشآت حكومية».

بينما اتهم «رمضان»، شقيق «بسيوني»، قوات الأمن بتعمد تصفية شقيقه.

وقال لـ«الأناضول»: «مجدي كان ينوي تسليم نفسه للأمن، وصرح بذلك عبر صفحته على فيسبوك، أول أمس الأربعاء، لثقته بعدم إدانته في أي جريمة».

وأضاف أن «قوات الأمن أخذت جثة شقيقه معها بعد أن أطلقت النار عليه، وأردته قتيلاً»، مشيرًا أنه لا يعرف مكان الجثة حاليًا.

ومنذ فترة تلاحق قوات الأمن «بسيوني»؛ ما دفعه لترك منزله بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة، والتنقل بين عدة مناطق.

وتأسست «حازمون» في عام 2012، كحركة داعمة لترشح الداعية الإسلامي «حازم أبو إسماعيل» للانتخابات الرئاسية التي أجريت في العام ذاته، قبل أن يستبعد القضاء الأخير من الترشح؛ بإدعاء عدم توفر شروط الترشح فيه. وتحولت الحركة فيما بعد لحركة معارضة للانقلاب العسكري على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في مصر.

اعتقال 32 معارضا

في سياق متصل، قالت قوات الأمن المصرية إنها ألقت القبض على  32 من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، والموالين لها، في عدد من المحافظات المصرية.

وقال مصدر أمني لـ«الأناضول»، رفض ذكر اسمه، إن المقبوض عليهم من محافظات الجيزة (غربي القاهرة)، والغربية (دلتا النيل - شمال)، والمنيا، وبني سويف (وسط)، وإنهم متهمون  بـ«التعدي على المنشآت العامة والخاصة، والمشاركة في الأعمال العدائية، والتحريض عليها على مستوى محافظات الجمهورية»، حسب إدعائه.

ومنذ تولي وزير الداخلية الحالي، «مجدي عبد الغفار» منصبه في مارس/آذار 2015، تكررت حوادث قتل عناصر معارضة للانقلاب العسكري بينها قيادات بجماعة الإخوان   المسلمين، وبينما تدعي وزارة الداخلية أنهم قتلوا بعد مبادرتهم بإطلاق النار على الأمن، يؤكد ناشطون معارضون أن الأمن تعمد تصفيتهم؛ وهي ما تؤكده دلائل في مسرح الحادث.