البحرين توقف الصحيفة المستقلة الوحيدة في البلاد .. وحقوقيون: «سحق للمعارضة»

الجمعة 7 أغسطس 2015 08:08 ص

أوقفت السلطات البحرينية صدور صحيفة «الوسط» وهي الصحيفة المستقلة الوحيدة في المملكة الخليجية.

وأفادت وكالة أنباء البحرين الرسمية بأن «هيئة شؤون الإعلام قررت وقف صدور وتداول صحيفة الوسط حتى إشعار آخر»، وأرجعت القرار إلي «مخالفتها القانون وتكرار نشر وبث ما يثير الفرقة بالمجتمع ويؤثر على علاقات مملكة البحرين بالدول الأخرى»، حسبما أوردت الوكالة.

ويأتي القرار بعد يوم من تحذير وزير الإعلام، «عيسى الحمادي»، من اتخاذ إجراءات قانونية ضد وسائل الإعلام التي تنشر ما وصفه بأنه معلومات كاذبة بشأن البحرين.

وأدانت جماعات ناشطة في مجال حقوق الإنسان الخطوة بوصفها محاولة لقمع المعارضة.

واضطرت صحيفة «الوسط» للتوقف مؤقتا في عام 2011 عقب الاحتجاجات المناوئة للحكومة في البحرين.

واعتقل «كريم فخراوي»، المؤسس المشارك للصحيفة في أبريل/نيسان 2011، قبل أن يموت وهو قيد الاحتجاز بعد أسبوع واحد من اعتقاله، وتداولت أنباء حينها عن تعرضه للتعذيب حتي الموت.

سحق للمعارضة

من جانبها، وصفت منظمة «هيومن رايتس فيرست» قرار هيئة شؤون الإعلام وقف صحيفة الوسط عن الصدور بالخطير واعتبرته تأكيداً على مساعي الحكومة البحرينية في في إسكات كل الأصوات المعارضة وسحق المعارضة.

المنظمة حملت الإدارة الأمريكية مسؤولية تصاعد الانتهاكات الحقوقية والتعدي على حرية الرأي والتعبير في البحرين، وقالت أن منذ إعلان وزارة الخارجية الأمريكية في نهاية يونيو 2015 رفع على الحظر المفروض على مبيعات الأسلحة إلى الجيش البحريني، بعدما زعمت الوزارة وجود «تقدم حقيقي في مجال حقوق الإنسان» كانت هناك سلسلة من الاعتداءات على حرية التعبير من قبل الحكومة البحرينية.

رئيس المنظمة «براين دولي» قال أن «إغلاق الوسط هو خطوة خطيرة جدا من قبل النظام، وإدارة أوباما يجب تعيد النظر بصورة عاجلة في رفعها للحظر على مبيعات الأسلحة إلى هذا النظام القمعي».

وقالت المنظمة أن الوسط جريدة محترمة ورائدة في المنطقة، يرأس تحريرها الصحفي ذوي الخبرة «منصور الجمري» والمعروف عن الصحافة المتوازنة لأكثر من عقد من الزمان. وفي عام 2011، في أعقاب اضطرابات واسعة النطاق واحتجاجات مؤيدة للديمقراطية، اضطرت الصحيفة إلى الإغلاق مؤقتا.

غضب تويتري

لم يقف الاستنكار عند هذا الحد، فسريعا ما لاقي الأمر تفاعلا عبر الفضاء الإلكتروني، ودشن نشطاء وسما حمل اسم «#وقف_صحيفه_الوسط»، أعربوا فيه عن غضبهم لما تشهده المملكة الخليجية من كبت للحريات ومصادرة للأراء المخالفة.

وقال حساب «ساخر هادف»: ‏«بعد #وقف_صحيفه_الوسط ليس في الصباح ما نقرأه الا صحف هز الوسط!».

أما «Jaafar Aljamri»، فعلق قائلا: «إغلاق صحيفة غير مهنية لن يسبب انكشافا للداخل أمام العالم. مع الوسط سيكون الانكشاف أكثر وضوحا. تلك هي عبقرية الفشل! #وقف_صحيفة_الوسط».

وتعجب حساب «Bahrain» من سرعة اتخاذ القرار القاضي بغلق الصحيفة فقال ‏«في البحرين فقط تنام وانته تقرا الجريدة تقعد الصبح وتقرأ خبر تسكيرها متى القاضي اتخذ القرار ما تدري ههههه #وقف_صحيفه_الوسط».

وتشهد البحرين اضطرابات منذ احتجاجات عام 2011 التي طالب فيها المعارضون، وغالبيتهم من الشيعة، بإصلاحات من الحكومة التي يقودها السنّة.

وفي السابق، اتهمت حكومة البحرين إيران بدعم مسلحين من الشيعة الذين يشكلون غالبية سكان المملكة.

كما تستدعي المنامة سفيرها لدى طهران باستمرار للاحتجاج حول «تصريحات عدائية متكررة» لزعماء إيرانيين.

ودأبت إيران على نفي التدخل في شؤون البحرين بالرغم من الإعراب عن تأييدها لجماعات المعارضة التي تطالب بمزيد من الحقوق السياسية والاقتصادية للشيعة.

  كلمات مفتاحية

البحرين حرية الصحافة صحيفة الوسط حظر النشر أوباما المعارضة البحرينية

«هيومن رايتس ووتش» تطالب البحرين بإطلاق سراح النشطاء الحقوقيين

ردا على انتقاد الخارجية الأمريكية.. البحرين: نتبع الإجراءات القانونية

«نيويورك تايمز»: واشنطن خذلت الداعين إلى الديموقراطية وحقوق الإنسان في البحرين

رفع حظر السلاح الأمريكي عن البحرين يرتبط بـ«التغييرات الإقليمية» وليس بتحسن حالة حقوق الإنسان

مراسلون بلا حدود: تراجع حاد لحرية الصحافة في العالم في 2014

«الاتحاد الأوروبي» يستنكر وقف صحيفة «الوسط» البحرينية

مصادر: اعتقال الناشط الحقوقي البحريني «ميثم السلمان»

بعد يومين من وقفها .. البحرين تسمح لصحيفة «الوسط» بالصدور مجددا

البحرين تفرج عن صحفيي الولايات المتحدة فيما يقبع صحفيوها خلف القضبان