تكثيف الهجوم الإعلامي المصري على قطر بعد إعلانها الاستعداد لـ«وساطة» مع الإخوان

الأربعاء 12 أغسطس 2015 05:08 ص

برغم أن وزير خارجية قطر «خالد العطية» قد صرح بوضوح خلال حديثه الأخير مع قناة (التلفزيون العربي) أن العلاقات الفعلية بين القاهرة والدوحة إيجابية وتختلف عما يقوله الاعلام المصري، كما أن هناك وفد قطري شارك في افتتاح قناة السويس الجديدة، إلا أن تصريح الوزير القطري عن «وساطة قطرية بين السيسي والإخوان»، كشفت ما وراء الكواليس من خلافات وأعادت العلاقات لنقطة الصفر بعدما استأنفت صحف وفضائيات ونشطاء في مصر هجومهم علي قطر.

رد الفعل الأكبر الذي كشف التدهور الفعلي في العلاقات وأغضب القاهرة، ظهر في رد وزارة الخارجية المصري، على ما قاله الوزير القطري عن تدخل قطري للوساطة مع الاخوان، حيث قالت «إنه ليس هناك مجال للتفاوض أو القبول بوساطة خارجية للحوار مع جماعة الإخوان المسلمين».

تبع ذلك اندلاع حملة هجومية شرسة عبر وسائل الاعلام المصرية ومواقع التواصل، ركزت علي الهجوم علي قناة الجزيرة واتهام قطر بتمويل الإرهاب في مصر ودعم جماعة الاخوان المتهمة من قبل السلطات بممارسة العنف.

وكان وزير الخارجية القطري، «خالد العطية»، قد قال في حوار تلفزيوني الخميس الماضي، إن بلاده لا تعتبر الإخوان جماعة إرهابية، معربا عن استعداد بلاده للقيام بدور الوسيط بين النظام المصري وجماعة الإخوان المسلمين لتحقيق الاستقرار في مصر، ما أغضب الخارجية المصرية.

فبحسب بيان صدر عن الخارجية المصرية، رفض المتحدث باسم الخارجية «أحمد أبو زيد» تصريحات وزير خارجية قطر «بشأن تقييم بلاده لتنظيم الإخوان، واستعدادها للوساطة بين الحكومة المصرية والتنظيم»، واعتبر المتحدث المصري أن تصريحات وزير الخارجية القطري «غير مقبولة»، مضيفا أنه «ليس هناك مجال للتفاوض أو القبول بوساطة خارجية للحوار مع تنظيم الإخوان»، الذي وصفه بـ«الإرهابي».

وكان وزير الخارجية القطري «خالد العطية» قد قال في مقابلة مع قناة «التلفزيون العربي» الفضائية الخميس: «العلاقة بين مصر وقطر علاقة طيبة، ولكن، هناك خلاف سياسي هو إقصاء مكون سياسي كبير في مصر.. نحن ندعم مسألة الحوار، ونشجع الحوار، وحل الأمور في نطاق حوار وطني يجمع الكل في مصر ولا يقصي أحدا».

وأضاف: «أؤكد أنه ليس لدينا مبادرة، ولكن لو طلب من قطر أن تكون وسيطا في عمل يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى خير للأمة العربية سنكون جاهزين. ومصر من الدول المهمة التي يعنينا استقرارها مباشرة كعمق استراتيجي».

وقال «العطية» إن بلاده ترفض وصف الإخوان المسلمين بالجماعة الإرهابية، ولكن بيان الخارجية المصرية، وصف تصريحات «العطية» بأنها «تفتئت على أحكام القضاء المصري وقرارات الحكومة المصرية وإقرار جموع الشعب المصري بأن تنظيم الإخوان تنظيم إرهابي»، على حد زعمها.

عودة الوسم المسئ

وقد تحولت حملة الهجوم المصرية الجديدة ضد قطر بعد حديث «العطية» عن وساطة مع الاخوان، إلى صورة مكررة من حملة سابقة وضعت هاشتاج مسيء لقطر يتضمن سبابا وشتائم، حيث أعاد نشطاء مصريون معارضون نشر تدوينات وتغردات مسيئة لقطر.

وسخرية مغردون مصريون من قطر واتهموا قناتها الجزيرة بأنها تمارس «الحرب العالمية الثالثة» التي تحدث عنها «العطية»، وأن قطر تنفذ «أجندة صهيونية» وأن قناة السويس الجديدة أكبر من قناة الجزيرة القطرية، وأن قطر «حاضنة الإخوان»، إلى غير ذلك.

وقال أحد المغردين: «خالد العطية وزير خارجية قطر ركز كل حواره في مقابلة تليفزيونية على مصر فقط .. إن لم تكن مصر خنجرا في خاصرتك فلمَ التركيز عليها». بينما علق «محمد جرامون» بقوله: «قال خالد العطية: الإعلام المصري قادر على إشعال حرب عالمية ثالثة ، وردي: إعلام قطر نفذ بالفعل أجندة الصهاينة فأشعل حروبًا أهلية قتل بها الآلاف».

جيش حر لتحرير قطر!

وفيما قال مؤيدون للنظام في مصر على مواقع التواصل أن مصر يمكنها أن تقوم بالمقابل بدعم المعارضة القطرية، حيث تحدث المذيع «أحمد موسي» القريب من نظام السيسي في مصر في برنامجه (على مسئوليتي) عن «تشكيل جيش حر معارض في قطر».

حيث زعم «موسى»، أن هناك أنباء تفيد بأن مجموعات تكونت داخل الدولة القطرية تحت مسمّى «الجيش القطري الحر»، قد ألقت القبض على الدكتور «عزمي بشارة»، مستشار الشيخ «تميم بن حمد» أمير قطر.

وأضاف، في برنامجه «على مسؤوليتي» على فضائية «صدى البلد»، 4 أغسطس/آب الجاري أن هناك حالة من القلق والارتباك داخل العاصمة القطرية الدوحة.

وأوضح «موسى»: «ندعم المجموعات التي تكونت في قطر تحت مسمى "الجيش القطري الحر"، وذلك لمحاربة الأمير تميم بن حمد، أمير دولة قطر والأربعين حرامي»، على حد قوله، مضيفا أن الشعب القطري من حقه أن «يسترد أمواله المنهوبة لصالح تمويل الإرهابيين، من قبل المجرمين تميم وأبيه»، حسبما قال.

لا مصالحة مع «تنظيم إرهابي»

وردت أحزاب مصرية علي قطر بهجوم مماثل، ووصف «طارق محمود» الأمين العام لائتلاف دعم صندوق تحيا مصر تصريح «خالد بن محمد العطية» وزير الخارجية القطري عن استعداد قطر لإجراء عملية مصالحة ما بين مصر والإخوان بـ«التصريحات الشاذة».

وقال أن «تلك التصريحات تدخل سافر في الشأن الداخلي المصري حيث أن قطر دأبت على التدخل في الشأن الداخلي بالدول العربية»، و«أن دولة بحجم مصر لن تأخذ تعليمات من دويلة صغرى حول سياساتها الداخلية أو الخارجية».

وأكد «طارق محمود» أنه لا يمكن الحديث عن أي مصالحة مع تنظيم إرهابي يرتكب أعمال إرهابية في حق الوطن وأن قطر تسعى لتلك المصالحة «لأنها دولة داعمة للإرهاب ومسئولة عن نمو الأنشطة المتطرفة حول العالم وهي أحد الدول التي تقوم بتمويل ذلك الإرهاب».

تقدير الموقف القطري

بالمقابل قال معارضون لنظام «السيسي» أن مبادرة قطر للوساطة تنم عن شعور بالمسئولية القومية، وأشادوا بالموقف القطري.

حيث أكد «طارق الزمر» ‏رئيس حزب البناء والتنمية أن: «إعلان وزير خارجية قطر استعداده للتوسط في مصر ينم عن شعور مفرط بالمسئولية القومية وإدراك عميق لمحورية دور مصر وضرورة خروجها من أزمتها».

وقال الناشط المصري المعارض «عَمْرُو عبد الهادي» أن: «تصريحات وزير خارجية قطر اليوم التي دعا فيها لاستقرار مصر أصابت إعلاميي السيسي بالجنون فانهالوا على قطر نباحا وسبا».

 

  كلمات مفتاحية

مصر قطر خالد العطية وساطة الإخوان العلاقات القطرية المصرية

تطاول إعلامي مصري على قطر و«العطية» بعد عرض الوساطة

مصر ترفض وساطة قطر للتصالح مع «الإخوان» وتعتبرها «تدخلا في شؤونها»

«طارق الزمر» أشاد بالوساطة القطرية في مصر فهاجمه المؤيدون والمعارضون

وزير خارجية قطر: مستعدون للوساطة في مصر ولا يمكن لأحد إلغاء «الإخوان»

عصر «الإعــلام الأمـني» في مصــر

مصادر: «أون تي في» تستغني عن «إبراهيم عيسى» بضغوط سعودية

ما الذي تريده القيادة القطرية الجديدة؟

صحيفة مصرية تهذي: «قتلة السادات» يدربون المخابرات القطرية لتشكيل «داعش» جديد