بين شهيد ومطارد .. حال أسر مصرية في ذكرى «مذبحة رابعة»

السبت 15 أغسطس 2015 10:08 ص

عامان مرا على أحداث فض اعتصامي «رابعة العدوية» والنهضة لأنصار الرئيس المصري «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب، ولا زالت بيوت مصرية تعيش على وقع ذكريات أبناء قتلوا وآلام مطاردة أشقاء آخرين، أو انتظار تنفيذ أحكام بالإعدام على أحد أفراد الأسرة.

وأفاد تقرير نشرته وكالة الأناضول في ذكرى فض «رابعة» الجمعة أن هناك حالات متطابقة ومتعددة في محافظات الجمهورية لأنصار «مرسي»، حيث تضم الأسرة الواحدة قتيلا ومعتقلا ومطاردا، وأما مكلومة.

ففي مثل هذا اليوم منذ عامين، قُتل «خالد» في ميدان «رابعة العدوية»، بينما ينتظر شقيقه «أحمد» حكم الإعدام بتهمة القتل.

«خالد الوليد» البالغ من العمر 26 عاما من مدينة المنصورة شمالي مصر قرر المشاركة في اعتصام «رابعة العدوية» في محافظة القاهرة ولم يكن يعلم ما يخبئه القدر.

وقالت والدة «خالد» إن نجلها كان طالبا في كلية الطب في جامعة المنصورة، وشارك في «ثورة يناير» منذ اندلاعها، وعقب الانقلاب العسكري قرر الذهاب لميدان «رابعة» والمشاركة في الاعتصام منذ اليوم الأول.

وتابعت: «كان محبا لبلده ووطنه، وكان يلقبه أقرانه بلقب مدير أمن رابعة، حينما قرر الاعتصام، حيث كان يقوم بحراسة أقرانه والمقيمين بالاعتصام وحمايتهم والقبض على المندسين».

«أحمد» شقيق «خالد»؛ الطالب بكلية التجارة لحق به في الاعتصام بحسب قول والدتهم، وظلوا طيلة فترة الاعتصام حتى يوم الفض تفرقوا، وعلم «أحمد» حينئذ بمقتل شقيقه وسقوطه ضمن ضحايا الفض.

قتل «خالد» ودخلت أسرته في رحلة البحث عن جثمانه ضمن الضحايا، فقالت والدته إنهم اتجهوا عقب تلقيهم النبأ مباشرة إلى الميدان لاستلام جثمان «خالد» ليلا، إلا أن الوضع كان صعبا تماما من ضرب النيران والغاز واشتعال النيران حتى وصلوا إلى جثة نجلها، التي كان فوقها جثتان أخريان وظلوا حتى اليوم الثاني بمسجد الإيمان وعادوا به إلى المنصورة لدفنه.

قتل «خالد» وعاد «أحمد» حيث دفن جثمان شقيقه ليقابل مصيرا آخر وهو الحكم عليه بالإعدام، ففي 6 مارس/ آذار العام الماضي تم القبض عليه واتهمته قوات الأمن بقتل رقيب الشرطة المكلف بحراسة منزل «حسين قنديل عضو هيئة اليمين بمحاكمة الرئيس «مرسي آنذاك.

وقضت محكمة جنايات المنصورة يوم 9 يوليو/ تموز 2015 بإحالة أوراق 10 أشخاص من بينهم «أحمد»، للمفتي وذلك في القضية المعروفة إعلاميا بقضية «قتل الحارس.

ومن المنصورة إلى الإسماعيلية، مصيرٌ جديدٌ ينتظر إحدى العائلات التي فقدت اثنين أشقاء قتلا على خلفية فض اعتصامي «رابعة العدوية» و«النهضة»، بينما الوالد يقبع في سجون النظام والأم بين زيارة للمقابر وزيارة للسجن، وثالثة إلى أحد أقسام الشرطة للمساءلة والتحقيقات

 «أحتفل اليوم بالذكرى الثانية لتخليد نجلي عبد الرحمن فى الجنة»، هكذا قالت السيدة «هدى عبد الرحمن»، أو كما يلقبونها «خنساء الإسماعيلية»، كونها فقدت نجليها خلال أربعين يوما، في الأحداث التي أعقبت الانقلاب على الرئيس «مرسي».

فقدت السيدة «هدى» نجلها «علي» حاصل على مؤهل فوق المتوسط، في 5 يوليو/ تموز من العام قبل الماضي، في أحداث عنف شهدتها المحافظة، بمحيط ديوان عام المحافظة، متأثرا بطلق ناري في الصدر، وبعدها بأربعين يوما فقدت شقيقه «عبد الرحمن» (طالب بكلية الهندسة)، في أحداث فض ميدان رابعة العدوية، متأثرا برصاصة فى الرقبة خرجت من رأسه، قالت والدته إنها محرمة دوليا، لأنها أصابته بنزيف في أنحاء جسمه، وحاول المسعفون إسعافه إلا أنه «نال الشهادة، وهو يُكبر تكبيرات العيد، فهو شاب نشأ في طاعة الله، وكلل الله طاعته بأن رزقه الشهادة».

والد «عبد الرحمن» كان بجواره عقب استشهاده، إلا أن شدة إطلاق الرصاص بالميدان أجبرته على أن يتركه بإحدى الخيام لساعتين، كان ذلك في الرابعة من بعد عصر يوم الفض، ليعود بعد ساعتين للخيمة نفسها التي ترك نجله فيها إلا أنه لم يجده، وجد الخيمة وقد تفحمت، ليبدأ رحلة البحث عنه بجميع المستشفيات، واضطروا لنشر استغاثة بصورته، ليتم إخبارهم بأنه بمبرد مستشفى شبرا شمالي القاهرة، وذلك في اليوم الثالث للفض.

وتحدثت «الخنساء» عن معاناة الأسرة منذ الانقلاب ، قائلة: «استشهد نجلاي وترك زوجي المنزل لمطاردته من قوات الأمن، وحُبست ابنتي خديجة، بسبب حيازتها لبالونة صفراء، واحتجزت أنا لساعات بقسم شرطة ثان، وتعرضت للاعتداء، كما أن زملاء الشهيدين كانوا يقومون بزيارتنا باستمرار، حتى تعرضوا للاعتقال، لتقوم هي بزيارتهم، ومنهم من نال الشهادة».

ووجهت «الخنساء» رسالة إلى أنصار «مرسي»: «أنا راضية ولن أتراجع قيد أنملة، ومافيش حد (لا أحد) يقول الوقت طول ونتذكر الرسول ومطالبته للصحابة بالصبر، والخلافة الإسلامية الراشدة قادمة قادمة، ويجب على الجميع أن يكون لهم دور لإقامتها، وللشعب التاني أقولهم في ثورة جياع ها تقوم ولكن ثورتنا للدم وسنحول كل شيء لله وسنجاهد الحاكم الظالم حسبة لله، وندعوه أن يرزقنا الشهادة، وأوصي من هم بالميادين بالصمود والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، حتى نكون من أهل النصر».

وقال مقربون من أسرة «الخنساء» إنها حريصة على زيارة المعتقلين من مؤيدي «مرسي»، سواء بأقسام ومراكز الشرطة بالمحافظة، وسجن المستقبل، أو خارج المحافظة، خاصة سجن جمصة بمحافظة الدقهلية، للتخفيف عن المعتقلين، وحثهم على الصبر والصمود، على الرغم من أنها وحيدة بمنزلها، بعد مغادرة زوجها (قيادي بجماعة الإخوان بالإسماعيلية ويعمل في الأعمال الحرة)، الذي تطارده قوات الشرطة، وتقوم بمداهمة منزلهم من حين لآخر.

  كلمات مفتاحية

رابعة مصر ذكرى

هيومن رايتس ووتش تجدد المطالبة بتحقيق دولي في مذبحة رابعة

10 أسباب.. كي لا ننسى مذبحة «رابعة العدوية»

ماذا قال المشاهير في ذكرى مذبحة «رابعة»؟

«غارديان»: مذبحة «رابعة» حرمت «السيسي» من زيارة بريطانيا

الأمن المصري يشن حملة اعتقالات ضد المعارضين قبل ذكرى فض «رابعة»

«رابعة والنهضة» في ذاكرة الوطن

نشطاء يدشنون وسم «حكايات رابعة» لإحياء الذكرى الثالثة للمذبحة

«رابعة ستوري» تطلق مئات الحقائب التعريفية بالمذبحة في ذكراها الثالثة