إسرائيل اليوم // ترجمة الخليج الجديد
لم تتطابق أبدا مصالح إسرائيل والقوى العربية الرئيسية كالسعودية ومصر أكثر مما تتطابق الآن، بحسب الدكتور يارون فريدمان، الخبير الإسرائيلي في الإسلام والعالم العربي.
ففي مقال له نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أشار فريدمان أنه رغم الصور القادمة من غزة، فقد نشرت شبكة الأخبار السعودية (قناة العربية) على موقعها مؤخرا مقالا بعنوان "السلام مع إسرائيل هو الحل!"
كذلك، أشار فريدمان إلى أن مؤلف ذلك المقال أبعد ما يكون عن مجرد كاتب عشوائي هامشي. بل هو عضو في أسرة سعودية متنفذة تضم قادة دينيين مهمين ومسؤولين حكوميين.
إذن، لماذا ينشر مثل هذا المقال الاستفزازي الآن، يتساءل الخبير الإسرائيلي؟ فريدمان يعتقد أن أسباب ذلك تعود إلى العملية التي بدأت مع اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر في عام 1979، والتي كان من المفترض أن تقيم في نهاية المطاف رابطة قوية بين الدولة اليهودية والقوى الأكثر اعتدالا في العالم الإسلامي السني.
ونظرا لنجاحات الدولة الإسلامية السنية المتطرفة (الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" سابقا)، والتهديد الذي تبدى من قِبل جماعة الإخوان المسلمين (التي ولدت حماس) والقوة الشيعية المتزايدة في إيران، تُرى الرياض باعتبارها أحرص من أي وقت مضى على إتمام هذه العملية (عملية السلام مع إسرائيل) بحيث يمكنها الاصطفاف رسميًا مع إسرائيل، وبالتالي الحصول على مزايا القوة العسكرية والاقتصادية لإسرائيل.
وبحسب فريدمان، تريد السعودية الوصول إلى نهاية "الصراع الأصغر" بين إسرائيل والفلسطينيين، بحيث يمكن للدول ذات التفكير المتماثل في المنطقة أن تركز على "الصراع الأكبر" مع القوى السنية المتطرفة وإيران النووية المعاندة.
المشكلة الوحيدة هي أن السعوديين يريدون حل ذلك "الصراع الأصغر" من خلال الطلب من إسرائيل أن تتحمل مخاطر أمنية شديدة عن طريق تسليم مواقع استراتيجية إلى السكان الفلسطينيين الذين أثبتوا للأسف عدم رغبتهم في القضاء على العناصر العنيفة المعادية لإسرائيل داخلهم.