محلل إسرائيلي: نصب منظومات إس 300 في إيران يجعل من الصعب مهاجمتها

السبت 22 أغسطس 2015 10:08 ص

رأى المحلل الإسرائيلي للشؤون الأمنية والإستراتيجية، «يوسي ميلمان»، في مقال تحليلي نشره على موقع صحيفة «معاريف» العبرية، أنّه بعد الإعلان رسميًا عن صفقة الصواريخ من طراز إس 300 بين موسكو وطهران، يتحتّم على كلٍّ من تل أبيب وواشنطن أن تكونا قلقتين من هذا التطور.

وأضاف قائلا إن هذه المرة بات هذا نهائيًا، فبعد نحو عقد من التأخيرات، الصراعات والضغوط، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي «ميخائيل بوغدانوف» والمصنع المنتج الماز – آنتا أمس بأن بيع بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات من طراز S-300 هو حقيقة منتهية، واستدرك قائلاً إن ما ليس واضحًا بعد هو إذا كانت ستباع ثلاث أمْ أربع بطاريات.

وبرأي «ميلمان»، ثمة في هذا غير قليل من المفارقة، فعلى مدى نحو عقد من الزمان غازل رؤساء وزراء في إسرائيل الكرملين، طلبوا، استجدوا، حثوا وشجعوا الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، على ألّا يبيع إيران البطاريات المتطورة.

وأضاف أنه حتى وقت أخير مضى كان يبدو أن السياسة الإسرائيلية، بإسناد من واشنطن، نجحت، وروسيا، التي وقعّت على الاتفاق بل وتلقت سلفة كبيرة من إيران، أعلنت بأنّها تجمد تنفيذها، حسبما قال.

وأوضح «ميلمان»، القريب جدًا من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أوضح أنه الآن، حين تخرج الصفقة إلى الدرب، ينكشف عمق فشل السياسة الإسرائيلية.

وبحسبه، لهذه القصة جوانب عميقة أخرى: سياسة رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، الذي راهن على كل الصندوق على نمط كل شيء أو لا شيء، وصعد بنية مبيتة إلى مسار الصدام مع الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، انكشفت بكامل عريها. فهي تضع إسرائيل في موقف ليس لها فيه أي تأثير على الاتفاق النووي مع إيران. والآن يتبين أيضا أن روسيا هي الأخرى لا تحصي (إسرائيل) حين يصل هذا إلى مصالحها الأمنية، السياسية أو الاقتصادية.

علاوة على ذلك، قال «ميلمان»: إن سلوكا آخر لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أكثر حكمة وحذرا، كان يمكنه أن يعطي نتائج أخرى.

ولفت في الوقت عينه إلى أنّه قد لا تكون (إسرائيل) ستمنع الاتفاق النووي، ولكن كان بوسعها أن تكون شريكا في تصميم بعض بنوده بحيث تراعي صيغته أكثر مخاوفها ومصالحها، على حد تعبيرها.

وأردف أنه كما أسلفنا أيضا بالنسبة لروسيا، لو كان «نتنياهو» أقل فظاظة وصخبا في معارضته العلنية، لكان ممكنا أن يجد مسارات نحو «بوتين» فيصل معه إلى تفاهمات سرية حول صفقة الصواريخ أيضًا.

وأشار المحلل الإسرائيلي أيضا إلى أن الحديث يجري عن عائلة منظومة صواريخ ورادارات مرافقة لها تطبيقات في البحر وفي البر. الجيل الأول من المنظومات دخل حيز الاستخدام التنفيذي منذ 1979. ومنذ تطور وتحسن المنظومات بلا قياس، لا يزال، المنظومات التي زودت بها إيران ليست الجيل الجديد والكلمة الأخيرة في المجال. فهناك نماذج أكثر تقدمًا قيد استخدام الجيش الروسي.

ولكن حتى هذه التي زودوا بها بالتأكيد مجهزة بتكنولوجيا متطورة وذكية، الرادار يمكنه أن يشخص ويثبت الاستهداف بطائرات العدو من مسافة كبيرة تصل إلى مئات الكيلومترات والصواريخ التي تطلق يمكنها أن تصيب من مسافة عشرات الكيلومترات.

ورأى أيضا أنه ليس فقط لسلاح الجو الإسرائيلي يوجد سبب للقلق، بل ولسلاح الجو الأمريكي أيضا، لافتا إلى أنه ليس صدفة أن أعربت الإدارة الأمريكية مرة أخرى عن قلقها من الصفقة. فنصب المنظومات في إيران سيجعل من الصعب جدًا على كل من يرغب، إذا ما رغب، أن يهاجم إيران. ولا يزال، في لعبة القط والفأر بين المهاجم والمدافع يد المهاجم ستكون دوما هي العليا.

وخلُص «ميلمان» إلى القول إنه لا شك أنه ليس بوسع سلاح الجو الأمريكي فقط أن يجد السبل والوسائل للتجاوز والتغلب على وجود البطاريات في إيران، إذا ما قرر الهجوم، بل أن سلاح الجو الإسرائيلي هو الآخر سيجد الحلول التكنولوجية والاستخبارية لعمل ذلك، على حد تعبيره.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل إيران

دبلوماسي روسي: موسكو ستسلم طهران صواريخ «إس 300» خلال العام الجاري

إيران توقع عقد تسلم منظومة «إس 300» الروسية الأسبوع المقبل

قائد سلاح الجو الإسرائيلي: «إس 300» ستشجع إيران على أن تكون أكثر عدوانية

«بوتين»: توريد «إس 300» إلى إيران سيشكل عامل ردع في المنطقة ولا يهدد «إسرائيل»

إيران تتسلم منظومة صواريخ «إس 300» من روسيا خلال العام الجاري

إيران تكشف النقاب عن صاروخ جديد و«روحاني» يهدد بشراء وبيع السلاح دون إذن

مباحثات إيرانية مع روسيا حول مقاتلة «سوخوي 30»

«ستراتفور»: لماذا عطلت (إسرائيل) 3 خطط لمهاجمة منشآت إيران النووية؟

خطــة ترميـم اسـتراتيـجي

روسيا تجهز عقدا لتزويد إيران بأنظمة صواريخ بعيدة المدى