"مطاردة الساحرات" إلكترونيا: البحرين وإسرائيل وداعش

الاثنين 4 أغسطس 2014 08:08 ص

جلوبال فويسس أون لاين // الخليج الجديد

يشير تعبير مطاردة الساخرات تاريخيا إلى المحاكمات التي تتعلق الجرائم فيها بأفعال السحر والشيطنة. وقال الصحفي الأسكتلندي كارلس مكاي في كتابه «الأوهام الشعبية غير العادية وجنون الحشود» (Extraordinary Popular Delusions and the Madness of Crowds)، أن الآلاف والآلاف قتلوا في محاكمات السحر والتي كان معيار الدليل فيها ضعيفا والتي غالبا ما كانت تقوم من أجل إحراز نقاط بين الجيران والمجتمعات.

وقد استخدم هذا التعبير بشكل كبير خلال الحقبة المكارثية أو الذعر الأحمر الثاني عندما قام السيناتور جوزيف مكارثي بشن حملة لمقاتلة المتعاطفين مع الشيوعيين.

مع اندلاع الحرب مع غزة تحدث الكثيرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضد هذه الحرب. ليس من المدهش أن نجد جماعة قد بدأت ما يعرف بـ"مطاردة الساحرات " أو الحركة المكارثية من أجل تعريف "الخونة": أو أولئك الإسرائيليون الذين يقفون ضد الحرب.

فقالت المغردة الإسرائيلية  إليزابيث تسوركوف:

«ميليشيا اليمين "أسود الظل" يطالبون الإسرائيليون بإرسال صور الخونة إليهم (أولئك الذين يعارضون الحرب)».

وليس غريبا أيضا أن نجد جماعة جهادية، داعش، والتي احتلت مناطق واسعة في العراق وصلت إلى الموصل الشهر الماضي، تبدأ حملة على الإنترنت لتحديد المرتدين. وفي حساب على تويتر يدعي أنه لداعش نشرت صورة لأفراد مكتوب علي كل منهم:

«مطلوب للقصاص. وكتب أيضا الدم الدم خيانة حادث الغدر في الشعيطات».

وهناك حساب آخر يستخدم نفس شعار داعش وفيه تم نشر قائمة بأسماء 2000 ممن وصفوا بالمرتدين وأنه سيتم القصاص منهم:

«رابط بأسماء ٢٠٠٠ عنصر سيتم القصاص منهم باذن الله تعالى».

وفي الأيام الأخيرة كان هناك الكثير من مشاهد الفيديو التي تأتي من العراق وتشير إلى عدد ممن ينتمون إلى الأقليات واعتبارهم مرتدين من قبل داعش.

مطاردة الساحرات الحديثة تلك والتي تحدث في الفضاء الافتراضي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل، مما أدى إلى اعتقال وتعذيب عشرات الاشخاص في البحرين. في عام 2011، شهدت الدولة النفطية الصغيرة انتفاضة شعبية تبعتها حملة دموية على المعارضين. كجزء من تلك الحملة، طُلب من الناس الكشف عن أسماء "الخونة" وتبادل صورهم. أثناء هذه الحملة على المحتجين والمعارضين، غرد عضو سابق في البرلمان، محمد خالد، لأتباعه:

«أرجو من شرفاء الفاتح نشر صور الخونة الذين ظهروا لنا في الحوار كأنهم حمائم سلام وكانوا بالدوار ذئاب تعوي وتنهش بوطننا.. فلن يخدعونا».

وقد بدأت العديد من الصفحات في نشر صور لمحتجين وتدعو الناس للتعرف عليهم. ونتيجة لذلك، اعتقل عدد كبير من الناس بعد أن تم التعرف على صورهم. حتى أن تليفزيون الدولة قد شارك في هذه الحملة. ولشرح هذا الموقف غرد الطبيب البحريني جلال الموسوي:

«معا لكشف الخونه من لديه صوره لزميله في العمل يرسلها .. أين المروءه يا عرب ؟!!! مزاد الانحطاط الاخلاقي».

لا تزال صفحات صور الخونة متاحة للناس في البحرين. لم يتم اتخاذ أي إجراء ضد أولئك الذين قاموا بشن هذه الصفحات أو قاموا بدعمها أو المشاركة فيها. لقد بدأت مطاردة الساحرات الإلكترونية منذ عام 2011. والآن تستخدم برامج التجسس من أجل التعرف على المغردين ومستخدمي انستجرام واعتقالهم. 

  كلمات مفتاحية

«الدولة الإسلامية» تهدد البحرين من الداخل

ملك البحرين يطالب بـ(إسرائيل) قوية.. تعرف على السبب!