أسباب إعادة فتح السفارة الإسرائيلية بالقاهرة

الخميس 10 سبتمبر 2015 01:09 ص

رأى خبراء مصريون، أن 4 أسباب تقف وراء قرار مصر و(إسرائيل) بإعادة افتتاح سفارة تل أبيب  بالقاهرة الأربعاء بعد 4 أعوام من الإغلاق.

وفي تقرير نشرته وكالة الأناضول، اعتبر ثلاثة خبراء في الشأن الإسرائيلي والدولي والفلسطيني أن الأسباب الأربعة وراء افتتاح السفارة الإسرائيلية تتجسد بـ«المقتضيات القانونية الدولية التي تلزم بوجود سفارة»، و«المصالح المشتركة والمداهنة السياسية»، و«تتويج لتطور العلاقات المصرية الإسرائيلية التي لم تصل إلى ما هي عليه اليوم في تاريخ مصر»، و«رسالة إسرائيلية للمصريين بإعادة افتتاح السفارة في اليوم ذاته الذي تم فيه الإغلاق بعد احتجاجات واسعة قبل سنوات».

«طارق فهمي» الأكاديمي المصري والخبير في الشؤون الإسرائيلية، رأى أن السبب الأول لإعادة فتح السفارة الإسرائيلية يرجع إلى «مقتضيات القانون الدولي الذي يوجب أن يكون هناك علاقات طبيعية بين الدول بوجود مقرات للسفارات في تلك الدول».

وقال «فهمي» إن العلاقات المصرية الإسرائيلية مستقرة حاليا وليس هناك أي توتر يستدعي خلافا وهو ما كان نتيجته إعادة فتح السفارة في القاهرة أمس.

من جانبه، أضاف «سعيد اللاوندي»، الأكاديمي المصري وخبير العلاقات السياسية الدولية، السبب الثاني قائلا إن «المصالح المشتركة بين مصر وإسرائيل دفعت الطرفين لإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى طبيعتها، رغم الرفض الشعبي المصري الجارف لأي تقارب بين القاهرة وتل أبيب».

وأضاف «اللاوندي» أن «إعادة افتتاح السفارة الإسرائيلية في القاهرة يعد درجة من درجات المداهنة السياسية بين الطرفين».

وأشار إلى أن إسرائيل ترى نفسها دولة شرق أوسطية ترغب في الاستقرار السياسي والأمني، وبالتالي فإن الاستقرار لدى جارتها مصر يعد في مصلحتها.

وحول كون الموقف بإعادة افتتاح السفارة الإسرائيلية ينبع لعلاقات الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» القوية بإسرائيل، قال «اللاندوي» إن «موقف السيسي من إسرائيل لا يختلف عن موقف رؤساء مصر السابقين، في مداهنة كيان الاحتلال الإسرائيلي، بخلاف فترة ما بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011»، في إشارة لفترة حكم «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا.

واعتبر الخبير في العلاقات الدولية أن ما فعلته مصر من إعادة العلاقات مع (إسرائيل) على أعلى مستوياتها «ذكاء سياسيا من قبل السلطات الحالية في مصر، في ظل تسكين جبهة الكيان الإسرائيلي وعدم الدخول معها في عداوة، وسط موجة عدم الاستقرار والفوضى التي تضرب المنطقة».

واستبعد «اللاوندي» أي تأثير سلبي على القضية الفلسطينية بعد افتتاح سفارة تل أبيب في القاهرة رسميا، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية ستظل على أولويات السلطة المصرية أيا كانت.

ونفى أن يحدث أي تعاون عسكري بين القاهرة وتل أبيب لضرب المقاومة في قطاع غزة، دون أن يبيّن الأساس الذي استند إليه في نفيه.

بدوره، رفض المفكر المصري «محمد سيف الدولة» والخبير في الشأن الفلسطيني موقف بلاده في السماح بإعادة افتتاح سفارة إسرائيل، مرجعاً افتتاح السفارة إلى «عمق العلاقات المصرية الإسرائيلية إلى درجة كبيرة لم تحدث في تاريخ مصر وحتى في عهد (الرئيس الأسبق حسني) مبارك»، الذي أطاحت بحكمة ثورة يناير 2011.

وقال «سيف الدولة» إن «ما حدث هو تتويج لترسيم مصر للعلاقات الخاصة والمتميزة بين إدارة السيسي وإسرائيل، وهي العلاقة التي وصفت من جانب محليين إسرائيليين وأمريكيين بأنها علاقة وصلت لعمق لم تصل له من قبل في تاريخ مصر».

وأضاف: «العلاقات المصرية الإسرائيلية باتت بحسب أمريكا لا تحتاج وسيطا، وقد تُسحب القوات متعددة الجنسيات التي تقرها عملية السلام بين البلدين، في وقت أقامت مصر منطقة عازلة مع قطاع غزة وتم غلق معبر رفح وهدم الأنفاق على الحدود بين غزة ومصر».

وأوضح «سيف الدولة» أن "كل المظاهر الحميمية في العلاقات المصرية والإسرائيلية، تأتي في سياق تطلع السلطات المصرية الحالية إلى أن تكون إسرائيل بوابتها الدولية لنيل الاعتراف الدولي وقد نجحت نسبيا في تحقيق ذلك».

وتطرق إلى سبب رابع أرادته (إسرائيل) وهو اختيار توقيت إعادة الافتتاح يوم 9 سبتمبر/ أيلول الذي أدى فيه احتجاج المصريين ضد السفارة لغلقه لتكون ذكراه الرابعة هو يوم إعادة الافتتاح.

وقال: «هذه كانت رسالة من إسرائيل إلى من أغلق السفارة من الثوار وإلى المصريين واحتجاجاتهم أن اذهبوا إلى الجحيم نحن عدنا، والمفترض أن هذا الأمر لم يكن يمر على وزارة الخارجية المصرية بهذا الشكل لأنه يعني مشاركة ضمنية في توقيت فتح هذا من القاهرة وهذه إهانة».

وكانت القاهرة وتل ابيب أعلنتا رسمياً الأربعاء افتتاح السفارة الإسرائيلية في القاهرة، بحسب متحدثين رسميين.

وفي تصريحات نقلتها الوكالة المصرية الرسمية (أ ش أ)، الأربعاء، قال «أحمد أبو زيد» المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، تعقيبًا على ما نقلته بعض وسائل الإعلام حول افتتاح مقر جديد للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة إن (حاييم كورن) السفير الإسرائيلي بمصر كان موجودًا ويباشر عمله من دار سكن السفير الإسرائيلي (جنوبي القاهرة) طوال السنوات الأربع الأخيرة التي كانت السفارة فيها مغلقة.

وأضاف أن «ما تم الأربعاء هو الافتتاح الرسمي لمقر مؤقت للسفارة الإسرائيلية في دار سكن السفير الإسرائيلي بحضور وكيل الخارجية الإسرائيلية».

بدورها، أعلنت تل أبيب افتتاح سفارتها في القاهرة، بعد 4 سنوات من الإغلاق، حسبما أعلن متحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية.

وقال «أوفير جندلمان»، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، في تدوينة رسمية على حسابه في موقع «فيسبوك»: «وصلت إلى القاهرة بعثة برئاسة مدير عام الخارجية الدكتور دوري غولد، من أجل الاحتفال بإعادة فتح السفارة».

وأضاف: «شارك في المراسم كل من نائب رئيس البروتوكول في الخارجية المصرية، والسفير الأمريكي لدى مصر، وموظفي السفارة الإسرائيلية في القاهرة برئاسة السفير حاييم كورين».

وتابع قائلا: «بعد أن تم رفع العلم الإسرائيلي على مبنى السفارة والكلمات الترحيبية، تم كشف النقاب عن يافطة السفارة ورمز دولة إسرائيل، واختتمت المراسم بالنشيدين الوطنيين الإسرائيلي والمصري».

ونقل «جندلمان» عن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية «دوري غولد» قوله، في مراسم إعادة فتح السفارة: «لقد نجحنا، بقيادة رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس السيسي، بصد التهديدات، ونعمل مع مصر على تحقيق الاستقرار والازدهار بالمنطقة، ستكون مصر دائما أكبر وأهم دولة بالمنطقة، فلا عجب أن يسمونها في العالم العربي (أم الدنيا)».

وجاءت هذه الخطوة الإسرائيلية، ردا على خطوة مصرية مماثلة، بعد أن عينت مصر أول سفير لها لدى (إسرائيل)، بداية العام الجاري، بعد أن سحبته عام 2012.

وكان الرئيس «محمد مرسي» قد سحب السفير المصري لدى (إسرائيل) في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2012 بعد هجوم عسكري كبير شنته إسرائيل على قطاع غزة.

  كلمات مفتاحية

مصر إسرائيل

اتحاد كرة اليد الإسرائيلي يؤكد تصويت مصر وتونس لمندوبه في انتخابات «المتوسطي»

(إسرائيل) تعيد فتح سفارتها في القاهرة بعد 4 سنوات من الإغلاق

مصر وتونس توضحان حقيقة التصويت لـ(إسرائيل) في انتخابات الاتحاد المتوسطي لكرة اليد

مصر وإسرائيل ... عاشق وعشيقته !

«ويكيليكس»: عشرات الطلاب السعوديين والخليجيين زاروا السفارة الإسرائيلية في واشنطن

12 سفيرا إسرائيليا في مصر و6 مصريين في تل أبيب منذ كامب ديفيد

«إسرائيل» وكارثة اللجوء.. «ازدواجية المعايير» مجددا

«نتنياهو» هدد بتدخل عسكري لإنقاذ دبلوماسيين حاصرهم متظاهرون بالقاهرة في 2011