«فرانس 24»: «هزة عنيفة» تضرب العلاقات المصرية السعودية

الاثنين 5 أكتوبر 2015 02:10 ص

قالت قناة «فرانس 24» في تقرير على موقعها الإلكتروني إن تصريحات وزير الخارجية المصري، «سامح شكري»، بخصوص دعم بلاده للتدخل العسكري الروسي في سوريا، عرضت علاقات القاهرة بدول الخليج، خاصة السعودية، لـ«هزة عنيفة»، لا يُعرف اليوم مدى تداعياتها في المستقبل القريب.

ورأت القناة أن الغضب السعودي من الموقف المصري يظهر من خلال انتقادات حادة نشرتها صحف مقربة من مراكز القرار في الرياض، لكن هناك من يعتبر أنها مجرد سحابة صيف عابرة، لا يمكنها أن تنال من قوة العلاقات بين الجانبين.

وكانت السعودية دعما كبيرا لمصر، خاصة بعد وصول وزير الدفاع السابق «عبد الفتاح السيسي» إلى سدة الحكم بعد انتخابات تلت انقلاب عسكري، وتطور الدعم، الذي كان سياسيا في البداية، إلى دعم مادي، من مساعدات مالية وتمويل لصفقات أسلحة، واعتبر الكثير من المراقبين أن الرياض تبنت النظام المصري الجديد من خلال كل أشكال الدعم لـ«السيسي».

اختلاف موقفي البلدين حول الأزمة السورية، وإن كانت القاهرة لا تعلنه بوضوح تجنبا للاصطدام مع حليف أساسي، يدفع البعض من الملاحظين إلى القول إن شهر العسل بين البلدين قد يكون دخل مراحله الأخيرة، والعلاقات اليوم مرشحة قبل أي وقت مضى للانفجار، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية المصري، التي أعلن فيها بوضوح دعم القاهرة للضربات الجوية الروسية في سوريا.

وقال «شكري» في حوار ضمن برنامج «الشارع السياسي»، الذي تبثه فضائية «العربية» الإخبارية، إن «المعلومات المتاحة لدينا، خلال اتصالاتنا المباشرة مع الجانب الروسي، تؤشر على اهتمام روسيا بمقاومة الإرهاب والعمل على محاصرة انتشاره في سوريا».

واعتبر أن «التواجد (الروسي في سوريا) الهدف منه توجيه ضربة قاصمة، متوافقة مع الائتلاف المقاوم لتنظيم داعش (الدولة الإسلامية) في سوريا والعراق».

وتابع موضحا أن «دخول روسيا، بما لديها من إمكانات وقدرات، في هذا الجهد هو أمر نرى أنه سوف يكون له أثر في محاصرة الإرهاب في سوريا، والقضاء عليه».

وتتحدث الكثير من المصادر عن توجيه ضربات روسية للمعارضة المعتدلة، وتعتبر أن العملية العسكرية لموسكو الغرض منها توفير الدعم لنظام «بشار لأسد»، وتثبيته في منصبه تحضيرا للمرحلة الانتقالية.

استغراب خليجي للموقف المصري

تصريحات وزير الخارجية المصري لاقت نوعا من الاستغراب لدى الأوساط الخليجية، وعلى رأسها السعودية، عكسته بجلاء الصحف المقربة من مراكز القرار في الرياض.

واعتبر رئيس التحرير السابق لصحيفة «الشرق الأوسط»، «طارق الحميد» في مقال له نشرته نفس الصحيفة أن «هناك خللا كبيرا لدى السلطات المصرية في فهم الأزمة السورية»

وأوضح: «هناك إشكالية حقيقية إن كانت مصر تصدق أن الروس جادون في محاربة الإرهاب»، مضيفا أن «التصريحات المصرية تظهر تعاونا، حتى لا أقول تعاطفا مع المجرم بشار».

وتابع: «السلطات المصرية لا ترى أن جرائم بشار كانت السبب فيما وصلت إليه سوريا، والأسد هو الراعي الرسمي للإرهاب وسبب ظهور داعش»، و"الموقف المصري يظهر إشكالية توحي بأن القاهرة لا تكترث بالتنسيق الروسي الإيراني الداعم للأسد».

من جانبه، قال «رامي الخليفة العلي»، الباحث في الفلسفة السياسية، في تصريح لـ«فرانس24»، إن «السيسي» «لا يرى أن هناك خطرا إيرانيا يحيط بالمنطقة، على عكس دول الخليج العربي، وبالتالي لا يرى غضاضة في التدخل الإيراني في سوريا».

وأضاف أن «هناك فهما مصريا يرى أن روسيا والولايات المتحدة متفقتان حول الخطوط الأساسية للأزمة السورية، وبالتالي يعتقد أن الولايات المتحدة تؤيد ضمنا الضربات الروسية، وإن كانت تعلن غير ذلك، مشيرا إلى وجود «تنسيق ورؤية مشتركة مصرية ـ إسرائيلية للوضع في سوريا وللضربات الروسية». أما عن الدور المصري في الأزمة السورية، فرأى «العلي» أنه «هامشي للغاية، ولن يحدث أي فرق سواء أيد أو عارض».

  كلمات مفتاحية

مصر السعوية العلاقات الخليجية المصرية سامح شكري سوريا التدخل العسكري الروسي بشار الأسد

مستشار ولي عهد أبوظبي: تأييد مصر للتدخل الروسي في سوريا مرفوض

إخوان مصر يرفضون «الاحتلال الروسي» لسوريا و«علماء المسلمين» يدعو لتسليح المعارضة

«النفيسي» يؤكد موافقة مصر والأردن والإمارات على التدخل الروسي في سوريا

صحيفة: الإمارات تمول ميليشيات روسية في سوريا ضمن اتفاق يشمل مصر والأردن

وزير خارجية مصر يدعم التدخل الروسي في سوريا على فضائية سعودية

الإيكونوميست: «السيسي» يقود مصر إلى طريق مسدود

مصر والعالم في 2016.. 5 أزمات عربية وأزمتان بنكهة إفريقية وأوروبية

«الملا» يعلن استئناف «أرامكو» السعودية توريد شحنات المنتجات البترولية لمصر