أدانت «حركة مقاطعة إسرائيل» (BDS)، اليوم الإثنين، سماح الإمارات لدولة الاحتلال الإسرائيلي بافتتاح مكتب تمثيلي لها لدى وكالة دولية مقرها أبوظبي، واعتبرته «شكلاً من أشكال التطبيع» بين البلدين، حسب وكالة «الأناضول» للأنباء.
وقالت الحركة، في بيان صادر عنها، إن افتتاح مكتب تمثيلي لدولة الاحتلال لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) في أبوظبي «يعتبر فصلاً جديداً وخطيراً من التطبيع الإماراتي الرسمي مع إسرائيل»، ودعت الشعب الإماراتي إلى وقف هذا القرار بشتى الوسائل السلمية.
واعتبرت أن «خطورة فتح هذه الممثلية الإسرائيلية في أبوظبي، لا تقتصر فقط على الضرب بعرض الحائط بتاريخ دعم شعب الإمارات وحكومتها للقضية الفلسطينية، بل هي خطوة نوعية على طريق بناء علاقات دبلوماسية رسمية بين الإمارات وإسرائيل».
وأشارت الحركة إلى أن المكتب الإسرائيلي لدى «آيرينا» سيكون أول ممثلية دائمة على مستوى دبلوماسي لدولة الاحتلال الإسرائيلي في دول مجلس التعاون الخليجي.
ولفتت إلى أن استضافة أبوظبي لممثلية إسرائيلية مخالف للقانون الإماراتي المحلي، الذي يمنع دخول حملة الجوازات الإسرائيلية إلى الإمارات، خاصة بعد اغتيال دولة الاحتلال للقيادى في حركة «حماس» الفلسطينية، «محمود المبحوح»، في دبي عام 2010.
واختتمت الحركة بيانها بالقول إن «العديد من دول العالم، خاصة في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا والعالم العربي، ينفذون خطوات من شأنها زيادة عزلة إسرائيل دولياً، بينما تعمل حكومة الإمارات على كسر هذه العزلة».
و«اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل» أو «حركة مقاطعة إسرائيل»، هي تحالف عريض للقوى والنقابات والمؤسسات في المجتمع المدني الفلسطيني، يضم أكثر من 40 مؤسسة ومنظمة ونقابة محلية، ولها شبكات في جميع أنحاء العالم، تضم آلاف المتطوعين، وحققت نجاحات خلال السنوات الماضية، من خلال سحب استثمارات أجنبية من المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوم الجمعة الماضي، أنها ستفتتح قريبًا ممثلية دبلوماسية لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، والتي تتخذ من أبوظبي مقرا لها.
وبينما انتقد نشطاء ومغردون خليجيون وعرب هذه الخطوة وعدوها تتويجا لتنامي العلاقات بين أبوظبي ودولة الاحتلال خلال السنوات الأخيرة، قالت الخارجية الإماراتية إن «أي اتفاقات بين الوكالة الدولية وإسرائيل لا يمثل أي تغيير في موقف الإمارات أو علاقاتها بإسرائيل، ولا تترتب على الدولة المضيفة أي تبعات في ما يتصل بعلاقاتها الدبلوماسية أو غيرها».
وأكدت أن «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة منظمة دولية مستقلة تعمل وفق القوانين والأنظمة والأعراف التي تحكم عمل هذه المنظمات».
إسرائيليا، أشاد رئيس حكومة دولة الاحتلال، «بنيامين نتنياهو»، بعمل وزارة الخارجية، وبمديرها العام، «دوري غولد»، بمناسبة افتتاح ممثلية في أبوظبي.
كما أشاد «غولد» بالخطوة ذاتها، وقال في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن «علاقات إسرائيل مع الإمارات لن تكون علاقات حب سرية»، مضيفا أن البلدين سيرتبطان بعلاقات «رسمية علنية».
وكرر المسؤول الإسرائيلي تأكيده أن علم بلاده سيرفع على ممثليتها في أبوظبي مثلما ستثبت صورتا رئيسها، «رؤوفين ريفلين»، ورئيس حكومتها، «نتنياهو»، داخل مكاتب الممثلية، حسب صحيفة «القدس العربي» اللندنية.
وأمس الأحد، قال الحساب الرسمي لـ«نتنياهو» بالعربية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «رئيس الوزراء نتنياهو أشاد في مستهل جلسة الحكومة بافتتاح ممثلية إسرائيلية في أبوظبي: هذا يعكس التقدير الذي تحظى به إسرائيل في مجالات كثيرة».
ولا تربط أبوظبي بدولة الاحتلال أية اتفاقات سلام، كتلك التي تربطها بالأردن ومصر، غير أن الكثير من التقارير الصحفية تحدثت عن علاقات تطبيعية واسعة بين مسؤولين إماراتيين وإسرائيليين على المستويات السياسية والاقتصادية.