محافظ نينوى السابق: قوات تركيا ستلعب دور الإسناد في معركة استعادة الموصل

الاثنين 7 ديسمبر 2015 06:12 ص

قال «أثيل النجيفي»، محافظ نينوى السابق، إن القوات التركية التي دخلت الموصل مركز المحافظة، ستلعب دور الإسناد في معركة  استعادة المدينة من تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأضاف «النجيفي» في مقابلة مع صحيفة «الشرق الأوسط» أمس، أن «قوات الحشد الوطني من أبناء محافظة نينوى أكملت تدريباتها تقريبا، وهي مستعدة لدخول المعركة، والمتطوعون في معسكر الحشد الوطني تلقوا تدريباتهم على يد القوات التركية لمدة ثمانية أشهر، والمدربون الأتراك موجودون في المعسكر ووجودهم منح مقاتلينا معنويات عالية جدا كونهم يشعرون إن هناك سندا كبيرا لهم، وكافة هذه التدريبات تُجرى بالتعاون والتنسيق مع قوات البيشمركة».

وعن دور القوات التركية في عملية استعادة الموصل المرتقبة، أكد «النجيفي» أن وجود القوات التركية «هو لغرض التدريب وتقديم الإسناد لقواتنا، والمشاركة الرئيسية ستكون لقوات البيشمركة وقوات الحشد الوطني، وفي غالب الأحوال دور القوات التركية سيكون الحماية والإسناد».

وأوضح أن الجبهة ليست بعيدة عن الموصل، وبالتالي في حال انطلاق العمليات فإن المعركة ستكون على أبواب الموصل، والاستعدادات قائمة وهناك تجهيزات جيدة، ولدينا أسلحة مناسبة لهذه العملية، لكن بالتأكيد نحتاج إلى الدعم الجوي من التحالف الدولي، وأيضا التنسيق مع التحالف الدولي، لأنه ضروري لإنجاح المعركة».

وبين أن التحالف الدولي لم يقدم حتى الآن أي نوع من الأسلحة لقوات الحشد الوطني «باستثناء تركيا التي قدمت لنا الدعم اللوجيستي فقط. أما الأسلحة فحصلنا عليها من الأسواق المحلية».

وعن الأسلحة الثقيلة التي هي بحوزة القوات التركية الموجودة في معسكر الحشد الوطني قرب الموصل، أضاف «النجيفي»: «ستكون هذه الأسلحة كافية لإسناد عملية تحرير الموصل، وتنظيم داعش سيكون ضعيفا جدا في الموصل، خصوصا إذا ساهم في عملية التحرير هذا النوع من القوات، يعني القوات التي يتقبلها أهالي الموصل، فليست هناك مشكلة بين أهالي المدينة والقوات المهاجمة، وبالتالي نتوقع أن تكون هناك إعانة من أهل الموصل أو قد تكون هناك انتفاضة من قبل أهالي الموصل ضد (داعش) عندما يجدون مثل هذه القوات على أبوابها»، معربا عن أمله بأن تكون انطلاقة عملية تحرير الموصل «قبل حلول الربيع المقبل».

وشدد «النجيفي» على أن القوات العراقية «غير جاهزة لتحرير الموصل، خصوصا أن الجيش العراقي ليست لديه أي قوات الآن جاهزة للمساهمة والمشاركة في مثل هذه المعركة، وكل ما موجود لدى قيادة عمليات نينوى لا يزيد على مائة جندي تحت إمرتهم وهؤلاء مخصصون للحراسات وفي المنطقة القريبة من الموصل لا توجد لدى بغداد أي قوات جاهزة للقتال، فأقرب نقطة للقوات العراقية من بغداد هي بيجي التي تبعد عن الموصل 200 كيلومتر».

وأشار إلى أن دور القوات الدولية في عملية تحرير الموصل سيكون مساندا، مبينا أن الدور الأمريكي «مهم وواضح وضروري بالنسبة للجميع».

ومضى النجيفي قائلا: «بعد تحرير الموصل لن تكون هناك إمكانية لاستمرار الأوضاع كما كانت قبل عملية التحرير، بعد التحرير لا بد أن يكون هناك وضع سياسي جديد في الموصل، ولا بد أن يشعر أهل الموصل بأنهم هم أصحاب الكلمة في مدينتهم، وألا تكون هناك قوة تستطيع أن تفرض عليهم الهيمنة»، متوقعا أن يكون هناك بعد التحرير «إقليم نينوى أولا، وبعد ذلك سينتظر هذا الإقليم المحافظات الأخرى، فمتى ما استقرت أوضاعها قد يتم التباحث حول توسيعه إلى الإقليم السني، أما إقليم نينوى فسينشأ بعد التحرير مباشرة».

وعن نتائج زيارة رئيس الإقليم مسعود بارزاني إلى السعودية ولقائه العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز»، خصوصا بالنسبة لعملية «تحرير» الموصل المرتقبة، بين «النجيفي» أن «الرئيس مسعود بارزاني من الشخصيات المهمة جدا في الوضع، خصوصا في الوضع العراقي، العرب السنة يثقون بالسيد بارزاني ثقة كبيرة، وبذلك هو قادر على أن يلعب دورا سياسيا جيدا، وبالتأكيد الدول العربية تهتم بوضع العرب السنة في العراق، وسيكون هناك تنسيق مع الرئيس بارزاني حول هذا الموضوع».

وعن إمكانية مشاركة قوات عربية من دول الخليج العربي ضمن التحالف الدولي في عملية استعادة الموصل، قال «النجيفي»: «نحن نتمنى أن يحدث ذلك، لكن حتى الآن لا يوجد شيء من هذا القبيل، وهي مجرد مقترحات، ورسائل توجه إلى (داعش) وهي أن من يحارب (داعش) هم كل السنة في العالم، وليس فقط أهل الموصل، فكل السنة في العالم يرغبون في القضاء على (داعش) وبالتالي وجود أو اهتمام الدول العربية السنية، مثل تركيا، بمحاربة (داعش)، هي الرسالة التي يجب أن تصل إلى أهل الموصل بأن (داعش) لا يمكن أن يحمي السنة، بل هو عدو للسنة، نحن نريد أن يكون هناك وجود عربي ودعم عربي، أما أن تكون هناك قوات عربية فهذا يعتمد على وضع الدول العربية نفسها».

وأكد «النجيفي» على أن الحكومة العراقية «تأخرت كثيرا في تنفيذ دورها في تحرير الموصل، وقبل ذلك الأجهزة الأمنية العراقية سمحت لتنظيم الدولة الإسلامية بالدخول من الحدود السورية والتوغل في الأراضي العراقية والوصول إلى الموصل وإسقاطها، وانسحبت الأجهزة الأمنية العراقية من الموصل وتركت المواطنين، ثم لم تهتم بعد ذلك بإعادة تحريرها».

وشدد «النجيفي» على إصرار قوات الحشد الوطني وأهالي الموصل على رفض مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية وكل القوات الأخرى المدعومة من إيران في  عمليات الموصل، محذرا من أن «وجود القوات الإيرانية أو أي قوات مدعومة من إيران أو أي قوات لها صبغة طائفية سيعقد من المشكلة وسيعطي فرصة لـ(داعش) لكي يصور لأهالي الموصل بأنها حرب طائفية، لذا لا بد الاهتمام بأن يكون السنة هم الذين يقاتلون (داعش) ليجردوه هذه الحجة».

وكانت مصادر في رئاسة الوزراء التركية، أفادت بأن رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» بعث رسالة إلى نظيره العراقي «حيدر العبادي» أكد خلالها أن تركيا لن تقدم على أي خطوة من شأنها أن تنتهك سيادة العراق ووحدة أراضيه، باعتبارها أكثر بلد يولي حساسية لسيادة العراق ووحدة أراضيه ويؤمن بضرورة احترام جميع البلدان له.

وأضاف «داود أوغلو» أنه لن يتم نقل أي قوات جديدة إلى بعشيقة قرب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى حتى تنتهي مخاوف الحكومة العراقية، مؤكداً أن تركيا ستواصل بكل عزم كافة أشكال دعمها للعراق في مكافحته لتنظيم الدولة الإسلامية، معرباً عن رغبة بلاده في تعميق التعاون مع الحكومة العراقية بهذا الصدد من خلال التنسيق والاستشارة.

وأكد «داود أوغلو» في الرسالة على ضرورة عدم السماح لجهات منزعجة من التعاون بين تركيا والعراق، وتريد انتهاءه، من الوصول إلى مبتغاها.

ولم يصل رئيس الوزراء التركي إلى حد الموافقة على طلب «العبادي» بسحب القوات التركية.

والجمعة الماضية، قالت مصادر مطلعة في ناحية بعشيقة أن تركيا أرسلت قرابة 150 جنديا إلى المنطقة المذكورة، عن طريق البر، لاستبدال وحدتها العسكرية في معسكر بالناحية.

وقال رئيس الوزراء التركي السبت، إن المعسكر تأسس لغرض تدريب المتطوعين المحليين ضد الإرهاب.

وأضاف خلال اجتماع نقابي في أنقرة «المعسكر ليس جديداً، وبدأ نشاطاته بطلب من محافظة نينوى، وبالتنسيق مع وزارة الدفاع العراقية، حيث تدرب فيه ما يزيد على ألفي متطوع منذ عام تقريباً، وساهموا في تحرير بعض مناطق الموصل من داعش».

وشدد على أن إرسال عسكريين أتراك إلى الموصل أتى في إطار تبديل روتيني، كاشفا عن زيارة مرتقبة سيقوم بها وزير الدفاع العراقي إلى تركيا خلال الأيام القليلة المقبلة.

وفي وقت سابق، قال «العبادي» إن بلاده ستلجأ لمجلس الأمن الدولي ما لم تنسحب القوات التركية التي أُرسلت إلى شمال العراق خلال 48 ساعة.

ويوجد عدد صغير من المدربين الأتراك بالفعل في المعسكر لتدريب قوة الحشد الوطني المؤلفة أساسا من رجال شرطة عراقيين سنة سابقين ومتطوعين من الموصل.

وقال مسؤولون دفاعيون في واشنطن إن الولايات المتحدة على دراية بنشر تركيا مئات من الجنود الأتراك في شمال العراق ولكن الخطوة ليست جزءا من أنشطة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

  كلمات مفتاحية

العراق تركيا الموصل أحمد داود أوغلو

«داود أوغلو»: لن ننقل قوات إضافية للعراق وسنواصل دعمه

«داود أوغلو»: ليس لدينا أطماع في العراق ويجب ألا تُفهم مساعدتنا بشكل خاطئ

«ستراتفور»: طبيعة التحركات العسكرية التركية الأخيرة في العراق

قوات تركية تدخل الموصل لتدريب البيشمركة وبغداد تطالبها بالانسحاب

تركيا تدافع عن نشر قوات برية في الموصل.. وروسيا تتوجه لمجلس الأمن

«بارزاني» يؤكد: القوات التركية جاءت إلى العراق بعد اتفاق مسبق مع بغداد

«السيستاني» يدعو حكومة العراق إلى عدم التسامح مع أي انتهاك للسيادة

أنقرة تقرر «إعادة تنظيم» قواتها قرب الموصل

إصابة 4 جنود أتراك في هجوم لـ«الدولة الإسلامية» شمالي العراق

اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث التواجد العسكري التركي بالعراق

رويترز: التحالف يخطط لاسترداد الموصل والرقة وتقطيع أوصال الدولة الاسلامية

مجلس محافظة نينوى يرفض مشاركة «الحشد الشعبي» في معركة الموصل

بغداد تعلن انطلاق «عملية الفتح» لاستعادة نينوى من «الدولة الإسلامية»