مفتي ليبيا في رسالة إلى حكام الإمارات: «احذروا دعاء من تسجنوهم وتقتلوهم»

السبت 12 ديسمبر 2015 12:12 ص

بعث مفتي الديار الليبية «الصادق الغرياني»، رسالة مفتوحة إلي الشيخ «خليفة بن زايد» رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بشأن قضية تعذيب رجال الأعمال الليبيين في  الإمارات، وما وصفه بغرفة العمليات التي تدار في الإمارات ضد الشعب الليبي.

وأوضح في رسالته، أن «غرفة العمليات التي تدار في دولة الإمارات، ضد شعب ليبيا وأمنه واستقراره، لأمر عجب، يذيقونه من خلالها ويلات من صنوف البلاء، الذي لا يخطر بالبال».

وأضاف: «اعتقال مواطنين ليبيين في سجون الإمارات، منذ أكثر من عام، يسامون سوء العذاب، تهمتهم الوحيدة أنهم قالوا ربنا الله، ودعمهم للثورة التي أطاحت بنظام القذافي الظلوم الغشوم».

وتابع: «هم مواطنون ليبيون تجار، ليسوا سياسيين، ولا عملوا في حكومات قط، ورثوا التجارة أبا عن جدٍ، ليس بينهم وبين الإمارات ثأر ولا عداوة»، مضيفا: «عرفوا بتحري الحلال في تجاراتهم، وبالفضل والاستقامة في دينهم، أياديهم بيضاء، سخية بالبر والمعروف وإغاثة الملهوف، وتنفيس كربة المكروب والمحروم».

وتعجب «الغرياني»، من تصرف دولة الإمارات تجاههم، كأسوأ ما يكون الجزاء؛ معتقلات تعذيب، وصلب على الرؤوس، وقهر وظلم وإذلال.

وتابع: «هذه الغرفة المشؤومة في دولة الإمارات، تدار من أجهزة مخابراتها، بتعاون مع مخابرات أخرى عدوة، ومن نفر من أبناء جلدتنا، يقيمون بين ظهرانيكم، اتفقوا معهم في الأهداف والغايات».

وأضاف مفتي ليبيا: «قصفت الإمارات داخل ليبيا بطائراتها عدة مرات، فذهب قصفها بعشرات الأبرياء مِن الأرواح، ومدت الانقلابيين في ليبيا والبغاة بالسلاح الثقيل، والذخائر والمعدات، وأنفقت من أموال الشعب الإماراتي المليارات، في سبيل ألا تستقر ليبيا، ولا تحقن فيها الدماء، ولا ترتاح».

وتابع: «حتى المبعوث الأممي السابق لليبيا مشبوه بتلطخ يده بهذه الأموال، ليكتب في مسوداته المتعاقبة للتوافق الليبي إملاءاتهم، في فضيحة لا أخلاقية، تناولتها الصحف العالمية، وعرضت المبعوث للمساءلة من الهيئة الأممية التي يتبعها».

وأشار إلى أن المبعوث حسب التسريب الذي نقل عنه ينفذ هذه الإملاءات؛ يفرق في ليبيا الصفوف، ويزور الكلام، ويلبس الحقائق، ويغري بالوعود، ويستغفل الأطراف، ويجمع المعلومات، ويصرف على كل هذه الدسائس في تنقلاته من أموال الشعب الليبي، في الوقت الذي كان يمهد لقبض ثمن الصفقة الكبرى من دولة الإمارات، على وظيفة بمرتب مشبوه، يصل إلى ألف جنيه استرليني في اليوم الواحد.

وتعجب أيضا من موقف دولة الإمارات من الحوار الليبي؛ وقال إنه «عندما التقى الطرفان المتنازعان في ليبيا؛ المؤتمر والبرلمان، اللذان عجز المبعوث السابق طول وساطاته أن يجمعهم في غرفة واحدة، وعزما على التوافق دون تدخل خارجي، خرج مسؤول من وزارة خارجية حكومة الإمارات - بدل أن يرحب ويبارك الاتفاق، اعترض وغضب، وزعم أن الاتفاق في ليبيا لا يمكن أن يكون إلا من خلال المسودات المشبوهة».

ووجه حديثه لرئيس الإمارات قائلا: «بلد لم تسئ إليكم يوما، بل كانت تربطها بمؤسس دولتكم، الشيخ زايدرحمه الله تعالى، علاقات حميمة، وقد اتخذ تجارها بلدكم مركزا لإدارة أموالهم وأعمالهم، أليس ما تفعله بهم دولة الإمارات ظلما بينا؟»

وفي كلمة إلى العقلاء قال «الغرياني»: «أدركوا أمركم قبل فوات الأوان، فإني لأخشى عليكم سوء العاقبة، فسنة الله تعالى في الظالمين واحدة؛ لا تتبدل، ولا تتغير، فالظلم ظلمات، مرتعه وخيم، وويلاته لا تطاق، ينزع الملك انتزاعا، ويترك دياره بلاقع، خاوية العروش هالكة، لا تغرنكم الأموال والحكم والسلطان، وتطمين البطانة والحواشي والأصحاب، وطاعة الأوامر والخدام، ولا العيشة الهانئة الراضية، فإن الأيام غير خادعة».

واختتم رسالته: «لا يخفى عليكم، أن الأبرياء الذين يعذبون في سجون الإمارات ظلما، والأبرياء الذين أصابتهم ويلات دولتكم داخل ليبيا، بسبب أموالها وسلاحها ومخابراتها؛ - اعلموا أن لهم أمهات وآباء وأرحاما وفلذات أكباد، يرفعون أكفهم إلى السماء، يدعونه دعاء المضطر الذي لاحول له، في الأسحار والخلوات والصلوات، يستنزلون للظالمين غضب قيوم السماوات، فقد أقسم الرب العظيم بعزته -وهو غني عن القسم- تخويفا وترهيبا للظالمين، فقال في عليائه عن دعوة المظلوم: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين».

يذكر أن السلطات الإماراتية كانت قد شنت حملة مداهمات واعتقالات في أوساط ليبيين مقيمين على أراضيها، بينهم رجال أعمال، خلال أغسطس/آب من العام الماضي، واتهمتهم بدعم الثوار الليبيين ضد قوات «خليفة حفتر»، الذي تعول عليه الإمارات في السيطرة على مجريات المشهد السياسي في ليبيا، وإقصاء التيار الإسلامي عن السلطة هناك.

 

  كلمات مفتاحية

الإمارات ليبيا المفتي اعتقال خليفة بن زايد خليفة حفتر رجال أعمال

«ناشيونال إنترست»: المنافسة القطرية الإماراتية الحساسة في ليبيا

نص اعترافات الإماراتي المتهم بالتجسس في ليبيا

«نيويورك تايمز»: مراسلات الإمارات المسربة يمكن أن تهدد محادثات السلام في ليبيا

تقرير أممي: مصر والإمارات هربتا طائرات مقاتلة وأسلحة إلى ليبيا

أنباء حول سقوط الطائرة الإماراتية خلال مهمة قتالية فى ليبيا بواسطة قوات «فجر ليبيا»

«الجبير» يرأس وفد السعودية في إيطاليا خلال الاجتماع الدولي حول ليبيا

اتفاق الصخيرات الليبي بين التحديات الداخلية والخارجية

«قذاف الدم»: نحتاج لمبادرة جريئة برعاية «سلمان الحزم والعزم»

مجلس أصحاب الأعمال الليبيين يتلقى دعوة لزيارة الإمارات