«الدخيل» و«العيسى» يعيدان سجال «المحافظين» و«الحداثيين» حول التعليم السعودي

الأحد 13 ديسمبر 2015 05:12 ص

لاقى الأمر الملكي الصادر أول أمس، والقاضي بإعفاء وزير التعليم السعودي «عزام الدخيل» من منصبه بناء على طلبه وتعيينه مستشارا في الديوان الملكي بمرتبة وزير، اهتماما واسعا في المجتمع السعودي.

وأثار إعفاء «الدخيل» وتعيين الدكتور «أحمد بن محمد العيسى»، بدلا منه السجال الذي يقترب من الصراع أحيانا، بين شرائح من المحافظين وأضدادهم.

وبحسب صحيفة «الحياة»، فإن صناع القرار أبقوا على الوزير «المحبوب» -كما وصفه المؤيدون له- مقربا ومستشارا بالمرتبة نفسها، إلا أنهم أبدوا حزنا على تركه المنصب، وجرى حديث حافل عن محاسنه ومواقفه، حتى اعتبر الفقيه المثير للجدل «محمد النجيمي»، ذلك التفاعل مع إعفاء «الدخيل» ما يمكن اعتباره «من دلائل حب الله له».

وورث «الدخيل» وزارتان، هما «التعليم العالي»، و«التربية والتعليم»، فكان أول وزير بعد دمجهما في وزارة واحدة، هي «التعليم»، لكنه في الوقت نفسه ورث مع الوزارتين تاريخا من الجدل والسجال الحاد، الذي اعتاد فريقان من «المحافظين» و«الحداثيين» على إحاطة المؤسسة العلمية به.

وبدأ ذلك النقاش في وقت باكر من تاريخ الدولة السعودية الحالية، عندما ساد اعتراض كبير لتعليم البنات في البلاد قبل أن يفرض بقوة السلطة، ثم جاءت قضايا مثل المناهج، واختطاف التعليم، ودمج تعليم البنات بالبنين، إلى جدل الابتعاث، والتوسع في تدريس القرآن الكريم، ثم أخيرا سحب «كتب الإخوان المسلمين» من مكتبات المدارس.

ومن الملفت في نظر المتابعين للسجال الذي أعقب إعفاء «الدخيل» من منصبه، أن الأخير كان محسوبا على التيار الإعلامي الذي يلقى سخطا من المحافظين، إلا أنه استحوذ سريعا على مشاعر التيار الديني، عبر خطوات عدة، وصفت من جانب التيار المضاد بـ«الشعاراتية» و«الاستعراضية».

لكن ترحيب المحسوبين على «الليبراليين» بإعفاء الدخيل وتعيين خلفه الدكتور «العيسى»، زاد السجال سخونة، ما أعاد إلى الأذهان عهد وزير المعارف الأسبق محمد الرشيد الذي حضر هو الآخر في نقاش الفريقين.

واعتبروا «العيسى» بوسعه أن يقود «التعليم» بفلسفته ويسير على خطاه، التي قاوم فيها مطالب التيار «المحافظ»، وقاد فيها التعليم نحو «التحديث»، غير أن متابعين للنقاش، حاولوا أن يبدوا أكثر موضوعية، إذ قال أحدهم: «الحملة ضد الوزير الجديد، والثناء المبالغ فيه على الوزير القديم، يؤكد أن الحكم لدى الحركيين لا يقوم على أساس مبدئي».

وحاول المناوئون لفكر الوزير الجديد، التشكيك باكرا في نهجه، ولم ينسوا تتبع كتبه وتغريداته قبل تعيينه، خصوصا لقاءه بالصحفي الأمريكي «توماس فريدمان»، الذي زار المملكة قبل أسابيع، ونقاشه حول «التعليم» في السعودية، وأجاب عن تساؤلاته حول ما إذا كان ذلك التعليم قادرا على «تطوير اتجاهات إيجابية لدى الشباب للتعايش مع الثقافات الأخرى»، ما دفع أحد المعلقين إلى القول: «بدأت الحرب القذرة على الوزير الجديد قبل أن يجلس على كرسيه».

في المقابل رأي جانب من فريق ليس راضيا عن «الدخيل» أن مغازلته التيار الديني لم تسهل مهمته كما أراد، «ذلك أن صانع القرار يريد تطوير التعليم، وليس يعنيه استمالة هذا الفريق أو ذاك»، بحسب قولهم.

وظهر السجال بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حيث قال مدير قناة «العربية» «خالد المطرفي»: «تغييرات إن شاء الله، إنها في الاتجاه الصحيح، خاصة التعليم، نفع الله بها وحفظ الله الملك سلمان».

واتفق معه الكاتب «أبو أحمد القرني»، حين قال: «يزداد تفاؤلي بالوزير الجديد، كلما تأملت غضبة الجمهور الإسلامي الجهادي الإرهابي، هذا مؤشر مبشر بإضافة جديد تكافح الإرهاب».

ووصف الكاتب «تركي الحمد» مشاعره قائلا: «في قمة السعادة.. «أحمد العيسي» وزيرا للتعليم.. الرجل المناسب في المكان المناسب.. الأجيال القادمة تشكر الملك سلمان لتفضيل الكفاءة.. كلي تفاؤل».

في الوقت الذي حذر الدكتور «محمد السعيدي» مما أسماه «جنوح الأمة نحو الليبرالية»، وقال إن هذا «يرضي الغرب ويغضب الرب ومن ابتغى رضى الناس بغضب الله، غضب الله عليه وأغضب عليه الناس، فاعتبروا يا أُولي الأبصار».

وبحسب موقع «المختصر السعودي»، حاول «العيسى» الهروب من تاريخه بحذف حسابه على «تويتر»، لكنه لم يستطيع إزالة أرشيف تغريداته التي تثبت لقائه بالصهيوني «توماس فريدمان»، كما لم يتمكن من محو لقاءاته السابقة المسجلة عبر «تركي الدخيل» التي دعا من خلالها لتعليم الموسيقى، فضلا عن مقالاته وآرائه التي اعترض فيها على تحفيظ القرآن في المدارس، في الوقت الذي منع كتابه «إصلاح التعليم في السعودية» من النشر في المملكة.
وفي الوقت الذي شهد «تويتر»، تفاعلا كبيرا مع وسم «المطالبة بإقالة وزير التعليم الجديد»، إلا أن «العيسي»، حاول تهدئة الرأي العام، واحتواء ردة الفعل الغاضبة، بلقاء مع مفتي المملكة، وهو يستمع إلى ملاحظاته.

  كلمات مفتاحية

السعودية التعليم عزام الدخيل الملك سلمان

«التعليم السعودية» تنفي قصر الابتعاث على الدراسات العليا وتؤكد: لم نصدر الشروط بعد

التعليم السعودي والسقوط في بحر «بيرسون»

اقتصاد المعرفة والتعليم الديني في السعودية

التربية والتعليم السعودية: منصب مدير التربية والتعليم غير مناسب للمرأة

التربية والتعليم السعودية تدفع بخريجين جدد لحل أزمة التقاعد المبكر

التعليم السعودية تستحدث إدارة عامة للأمن والسلامة المدرسية

«التعليم» السعودية: الوزير يحتفظ بحقه في الملاحقة القانونية تجاه مخترق حسابه

«برامج الانتساب» تقود حملة إلكترونية جديدة لإقالة وزير التعليم السعودي

وزير التعليم السعودي ينفي إلغاء «الانتساب» ويؤكد: ندرس الأمر بتأني

إعلان لبيع الشهادات الجامعية يستفز السعوديين .. والتعليم تتوعد بملاحقة المزورين

وزير التعليم البحريني: التعليم في السعودية مفخرة

وزير التعليم السعودي يوافق على إطلاق برنامج «فطن» لمبادرة «تعلم وتميز»

جدل بـ«تويتر» السعودية بسبب «تدريس المعلمات للمرحلة الأولية»