«هنري كيسنجر» يتساءل: هل هناك حاجة لدولة فلسطين؟

الثلاثاء 15 ديسمبر 2015 05:12 ص

«علم داعش الأسود سيرفرف فوق المناطق الفلسطينية اذا انهارت السلطة الفلسطينية بقيادة أبو مازن». هذا ما حذرت منه مرشحة الديمقراطيين لرئاسة الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي، «هيلاري كلينتون» في منتدى سبان.

قد يتبين أن «كلينتون» على حق، لا سمح الله. ولكن ليس كما ألمحت بأنه بسبب عدم تقدم المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، بل العكس تماما. أي – اذا تجاهلنا الفوضى الحاصلة في الشرق الاوسط وأقمنا بشكل متسرع دولة فلسطينية، فان «داعش» سيسيطر عليها بسرعة كبيرة، أو تسيطر عليها جهة جهادية أخرى.

تساءل «هنري كيسنجر» في الآونة الاخيرة إذا ما كان من الصواب إقامة دولة عربية أخرى في ظل انهيار الانظمة العربية القائمة، وفي ظل تصاعد قوة «داعش» وازدياد قوة وتأثير إيران على رأس المعسكر الإسلامي الشيعي. «اهارون ميلر» أيضا الذي كان على صلة وتحت الإدارات الأمريكية في مفاوضات الحل السياسي بين (إسرائيل) والفلسطينيين، تساءل في مقال له في صحيفة «وول ستريت جورنال» إذا كان العالم بحاجة الآن إلى دولة فلسطينية فاشلة. وهذا ما كتبه: «قبل عقد عندما أجريت مفاوضات في الشرق الاوسط، كان مجرد طرح السؤال بمثابة كفر في نظر مؤيدي السلام… ولكن على ضوء الفوضى المنتشرة في المنطقة لا توجد اليوم أسباب جيدة للتعامل مع هذا الخيار (أي اقامة دولة فلسطينية) بحذر وتشكك؟».

يقول «كيسنجر» و«ميلر» أيضا إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يوجد له تأثير كبير على باقي الامور السيئة التي تحدث في الشرق الأوسط، هذا على عكس الرأي السائد في بعض الأوساط في واشنطن وعواصم أوروبا. وهذه ليست الأصوات الوحيدة في الولايات المتحدة التي بدأت تشكك بفرصة أو حكمة التوصل إلى «حل الدولتين» وبالسرعة الممكنة. في الوقت الذي ما زال هناك من يلقي فيه اللوم على الحكومة الاسرائيلية بسبب الجمود في المفاوضات بين (إسرائيل) والسلطة الفلسطينية وعلى المستوطنات وغيرها، فإن هناك المزيد والمزيد من الجهات التي أصبحت على وعي أن العقبة الحقيقية في الرفض الفلسطيني بالتعهد، أو حتى نقاش أمور مثل «حق العودة» والحدود والقدس والاعتراف بـ(إسرائيل) كدولة للشعب اليهودي، بدأوا يفهموا أن الرفض الفلسطيني ليس تكتيكيا وإنما استراتيجيا. والأمر المفضل لديهم هو السعي إلى انجازات سياسية عن طريق الأمم المتحدة وأطر دولية اخرى – تحت غطاء العنف المنظم أو العفوي في الميدان.

(إسرائيل) بأغلبية مواطنيها وقادتها لا تنفي إقامة كيان فلسطيني منفصل عندما تتوفر الشروط الإقليمية والمحلية – وبنفس القدر فإن معظم الإسرائيليين لا يريدون دولة ثنائية القومية – لكن هذا بشرط، كما قال رئيس الحكومة «بنيامين نتنياهو» في منتدى سبان، أن يكون هذا الكيان منزوع السلاح ولا يقيم تحالفات عسكرية مع أعداء (إسرائيل)، أي لا يهدد أمن (إسرائيل) في المستقبل.

يبدو أن الرئيس «أوباما»، أكثر من وزير خارجيته، بدأ يتعود على التفكير أن حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لن يكون جزءً من إرثه السياسي. ولكن من أقواله في اللقاء مع رئيس الدولة «رؤوبين ريفلين»، من الصعب معرفة ما ستكون استخلاصاته العملية، من هذا الواقع. صحفيون إسرائيليون فسروا أقواله أنه في ظل عدم التقدم في العملية السياسية فإن الادارة الامريكية ستجد «صعوبة في الاستمرار في كبح المبادرات ضد إسرائيل في المحافل الدولية». هل هذا تهديد مبطن أو غير مبطن ضد سياسة حكومة (إسرائيل)؟.

السؤال الذي يطرح نفسه هو هل العلاقات الخاصة بين أمريكا و(إسرائيل) والالتزام المتبادل يجب أن يرتبطا بمسائل خلافية مثل إلحاحية أو عدم إلحاحية إقامة الدولة الفلسطينية، لا سيما على ضوء احتمال أن ترفرف أعلام «داعش» فوقها.

  كلمات مفتاحية

فلسطين الشرق الأوسط (إسرائيل) نتنياهو دولة فلسطين

فلسطين .. مفارقة دعم الخارج وخذلان الداخل

المقاومة الشعبية الفلسطينية

بريطانيا: تصريحات «نتنياهو» مقلقة وقد تدفع العالم كله للاعتراف بدولة فلسطين

«نتنياهو» يتراجع عن رفض قيام دولة فلسطينية .. والبيت الأبيض يرد

حزب «البيت اليهودي» يرى أن قيام دولة فلسطينية يعني «الانتحار»

عن الديموقراطية وفلسطين