نشرت صحيفة المونيتور تقريرا تحليليا للكاتب الإسرائيلي «بن كاسبيت» تحدث خلاله حول التدخل الروسي في سوريا والأسباب التي تقلق (إسرائيل) حيال هذا التواجد الروسي بالقرب منها.

ووفقا للكاتب، فقد خرجت أحدث مفاجآت روسيا، من حقيبة الحيل الخاصة بها في سوريا، إلى العالم من أعماق الماء. إنها الغواصة «روستوف أون دون». ووفقا لوزير الدفاع الروسي «سيرجي شويجو»، فقد بدأت الغواصة رحلة بحرية شرقي البحر الأبيض المتوسط على طول سواحل سوريا، لبنان وإسرائيل. هذه الغواصة غير قابلة للكشف تقريبا، كما أنها مسلحة بعدد كبير من صواريخ كروز، وتصنف ضمن فئة المركبات المتطورة غير المرئية والتي تهدف بالأساس إلى جمع المعلومات الاستخباراتية. 

وقد أوردت وكالة أنباء «بلومبيرغ» في 10 ديسمبر/كانون الثاني، أن الإيرانيين قد بدأوا بسحب قواتهم من سوريا بعد أن منوا بخسائر فادحة هناك، بما في ذلك إصابة الجنرال «قاسم سليماني». من الواضح أن الاستخبارات الأمريكية كانت هي مصدر الخبر، حيث اكتشفت قوافل من المقاتلين الإيرانيين العائدين إلى أرض آيات الله، يجرون ذيول الخيبة بين أرجلهم.

هذا الأسبوع، نفت مصادر في الاستخبارات الإسرائيلية هذه المعلومات. وأضافت «إننا لسنا مقتنعين أن هذا يشير إلى الفرار من أرض المعركة»، وفقا لما قاله أحد المصادر تحدث إلى «المونيتور».

وأضاف: «هناك حركة لجنود الحرس الثوري في الداخل السوري، ومن غير الواضح ما إذا كانوا فعلا يغادرون أم لا. ربما تكون عملية إعادة انتشار». ومن السابق لأوانه القول إن ايران بصدد التخلي عن سوريا، على الرغم من أنه، وفي ضوء النتائج الهزيلة حتى الآن، فإن كل شيء قد صار ممكنا.

في أكتوبر/ تشرين الأول، خاض رقم قياسي من جنود النخبة في الحرس الثوري، يقدر بحوالي 7 آلاف جندي، معارك جبنا إلى جنب مع «حزب الله» والرئيس السوري «بشار الأسد» ضد الثوار في سوريا. وقد انضم إليهم الروس مؤخرا. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي «موشي (بوجي) يعلون» في كلمة ألقاها أمام منتدى سابان في بداية ديسمبر/ كانون الأول، إن هذه الحملة قد فشلت حتى الآن. ووفقا لـ«يعلون»، فإن أسباب هذا الفشل ترجع إلى «عدم كفاءة الجيش السوري ونقص الحسم من فيلق الحرس الثوري الإيراني».

وبحسب التقرير، فإن (إسرائيل) مقتنعة بأن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» لا يواجه نزهة في الحدائق السورية، وأن مغامرته السورية قد تتحول إلى نسخة معاصرة من أفغانستان. وقال ضابط إسرائيلي رفيع جدا إلى «المونيتور» بشرط عدم الكشف عن هويته، بعد فترة قصيرة جدا من إعلان التدخل الروسي في سوريا، أن «سوريا يمكن أن تصبح فيتنام بالنسبة إلى روسيا». 

بطريقة أو بأخرى، فإن مستوى القلق يتزايد في الأوساط الأمنية الإسرائيلية ومراكز صنع القرار في ضوء التركيز المستمر للموارد الروسية على الجبهة الشمالية. هذا الواقع يمكن أن يستمر في تقييد سيطرة قوات الدفاع الإسرائيلية وحرية العمل في تلك المناطق.

وينقل «بن كاسبيت» عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي إن «بطاريات إس-400 الروسية التي تم نشرها في سوريا قد كشفت تماما كامل أراضي دولة إسرائيل للروس... نحن أقل ميلا للقلق حول احتمال حدوث احتكاك عسكري مباشر مع الروس الذين لا يشكلون تهديدا عسكريا مباشرا لإسرائيل. مع ذلك، فإننا نشعر بالقلق حول إمكانية قيام الروس بنقل معلومات استخباراتية حساسة إلى جهات معادية لإسرائيل».

هزيمة «الدولة الإسلامية»

ويشير التقرير إلى ضرورة هزيمة «الدولة الإسلامية»، وهو ما يتطلب «انتزاع خلافتهم من بين أيديهم»، وفقا لمصدر أمريكي رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن هويته. «أنت بحاجة للفوز عليهم على أرض الواقع». هذا هو الشيء الوحيد الذي سوف يضع حدا للتفسير رومانسي الذي يجذب الآلاف من الشبان إلى ذلك المكان. الفرق الأبرز بين القاعدة و«الدولة الإسلامية» هو أن «الدولة الإسلامية» قد نجحت في تأسيس ”دولة إسلامية“، بمعنى السيطرة على مساحة إقليمية وتعيين عاصمة واقتصاد وقانون ظاهري وفق النظام الإسلامي. وقد تحقق الحلم والآن الجميع يتدفق إلى هناك. هذا الحلم أصبح كابوسا للعالم الحر، وليس هناك شك في أنه يجب أن يتوقف.

موقف (إسرائيل) لم يتغير: هذا يهدد (إسرائيل) أقل بكثير من التهديدات القادمة من المحور الشيعي من طهران إلى بيروت. لماذا تنظر (إسرائيل) هكذا؟، وفقا لمصدر مخابراتي إسرائيلي رفيع المستوى لم يكشف عن هويته، فإن «كل من إيران ويريدون تدمير إسرائيل، ولكن فقط إيران قادرة على القيام بذلك. إيران قادرة على إسقاط 100 طن من المتفجرات على المدن الإسرائيلية من تلقاء نفسها، وكمية مماثلة عن طريق حزب الله. الدولة الإسلامية، على النقيض من ذلك، كل ما تملكه هي بنادق كلاشنيكوف محمولة على متن شاحنات صغيرة»، وفقا لقوله.