نفى موقع إلكترونيّ إيرانيّ محافظ التقارير التي أشارت إلى استبدال القائد الإيرانيّ المسؤول عن الملفّ العراقيّ في البلاد.
وكانت صحيفة «الشرق الأوسط» السعوديّة قد نقلت في 26 آب/أغسطس عن مصدر مجهول في الائتلاف العراقيّ، الذي يضمّ أحزاباً شيعيّة فيها سياسيّون مقرّبون من طهران، أنّ قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوريّ الإسلاميّ،«قاسم سليماني»، سيُستبدل بنائبه «حسين حمداني» بسبب ”عجز سليماني عن تأمين ولاية ثالثة لرئيس الوزراء العراقيّ نوري المالكي“.
واستشهدت مواقع إلكترونيّة إيرانيّة عدّة أيضاً بصحيفة «الراي» الكويتيّة التي زعمت أنّها تحدّثت إلى مسؤول في الحرس الثوريّ أكّد أنّ حمداني سيحلّ محلّ سليماني. وزعمت المواقع الإلكترونيّة الإيرانيّة أنّ حمداني، وهو خبير في الحرب الإيرانيّة العراقيّة، يتمتّع بعلاقة جيّدة مع الرئيس الإيرانيّ «حسن روحاني» نظراً إلى عملهما معاً في خلال الحرب.
ونفى موقع «Nuclear Iran» القريب من المفاوض النوويّ المتشدّد السابق والأمين العامّ السابق للمجلس الأعلى للأمن القوميّ الإيرانيّ،«سعيد جليلي»، هذه التقارير في مقال بعنوان: «ما هي أكاذيب السعوديّين السخيفة بشأن الجنرال سليماني؟».
وجاء في المقال أنّ «بعض المصادر المقرّبة من المملكة العربيّة السعوديّة وإسرائيل نشرت في الأسابيع الأخيرة أخباراً عن استبعاد الجنرال سليمان من الملفّ العراقيّ وإحالة هذا الملفّ إلى شخص آخر».
وأضاف المقال: «على سبيل المثال، زعمت صحيفة الشرق الأوسط، المرتبطة مباشرة بالمملكة العربيّة السعوديّة، وأيضاً صحيفة «العرب» الأسبوعيّة المرتبطة بدورها باللوبي السعوديّ، أنّ الملفّ العراقيّ في إيران أحيل إلى الجنرال حسين حمداني و[أمين عامّ مجلس الأمن القوميّ] علي شمخاني».
يُذكر أنّ «الشرق الأوسط» يملكها «فيصل بن سلمان»، أحد أفراد العائلة الملكيّة السعوديّة.
وتابع المقال: «يقول المحلّلون في طهران إنّ هذه التقارير تافهة تماماً. فملفّ المنطقة بكامله في يد الجنرال سليماني، وفي العراق... يعبّر الجنرال سليماني عن موقف إيران الرسميّ».
ونقل موقع «Nuclear Iran» عن مصدر قوله إنّ «إميركا وإسرائيل والمملكة العربيّة السعوديّة تعرب عن أمنياتها على شكل خبر، وينبغي النظر إلى هذا الخبر بالاستناد إلى محاولاتها الفاشلة المتتالية ضدّ الجنرال سليماني واستراتيجيّة فليق القدس في المنطقة».
وقال محلّل آخر تحدّث إلى الموقع الإلكترونيّ نفسه إنّ«سليماني» حقّق خمسة”نجاحات“ في العراق مؤخّراً، وهي إدارة الأزمة في العراق، وحماية الائتلاف الشيعيّ الذي له علاقة بالمرجعيّة ووصول«حيدر العبادي» إلى الحكم كرئيس للوزراء، وتشكيل تحالف برلمانيّ جديد برئاسة «إبراهيم الجعفري»، وإشراك الأكراد في المعركة ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة، وتحسين العلاقات بين الأكراد والحكومة المركزيّة الشيعيّة، وحماية «المالكي» كاستثمار سياسيّ في العراق.
يشار إلى أنّ «Nuclear Iran» ليس موقعاً إلكترونيّاً إخباريّاً معروفاً في إيران. ومن الواضح أنّه يؤيّد المواقف المحافظة والمتشدّدة. ولم تعلن أيّ شخصيّة سياسيّة رسميّاً عن حصول تغييرات في قيادة «فيلق القدس».
لكنّ «شمخاني» اهتمّ بشؤون العراق أكثر من الأمين العامّ السابق لمجلس الأمن القوميّ،«سعيد جليلي»، وقد اجتمع بمسؤولين عراقيّين متعدّدين. ومن المحتمل أن يكون «شمخاني»، وهو وزير دفاع سابق وسياسيّ إيرانيّ مخضرم محبوب من الدول العربيّة المجاورة، معنيّاً أكثر بالنواحي السياسيّة من الملفّ العراقيّ، فيما يُعنى«سليماني» أكثر بالناحية الأمنيّة.
بكلّ الأحوال، لا يزال «سليماني»، بصفته قائد «فيلق القدس»، يضطلع بدور كبير في سياسات إيران الإقليميّة، وهو يخضع لإمرة المرشد الأعلى آيه الله «علي خامنئي» دون سواه.