رغم مآسي الحرب.. أطفال سوريا في المخيمات التركية يحلمون بالعودة للوطن

الجمعة 15 يناير 2016 02:01 ص

يحلم كثير من الأطفال السوريين في المخيمات التركية بالعودة إلى بيوتهم رغم مآسي الحرب في بلادهم التي تسببت في مقتل ما لا يقل عن 250 ألف شخص ونزوح الملايين عن بيوتهم وكان له أثر عميق في نفوس الأطفال الذين فقدوا بيوتهم أو وجدوا أنفسهم وسط بحر من الدماء.

ورصدت وكالة رويترز الآثار النفسية التي طبعتها الحرب على الأطفال السوريين، فهاهي «إيلاف حسون» ابنة التسعة أعوام قد رسمت صورة لبلدها خطت بقلمها صورة لمنزل بسيط وأشجار وسحب تمثل وجوها مبتسمة. ثم أضافت بقلم أحمر سميك صورة لإمرأة تحمل طفلها المتوفي وتسير نحو المقابر.

وتعيش «إيلاف» وأسرتها مع ما يقرب من 3000 شخص آخر منهم 1000 دون سن الثانية عشرة في مخيم يايلاداغي للاجئين الذي كان مصنعا سابقا للتبغ وحولته الحكومة التركية إلى مخيم على الحدود مع سوريا في شرق تركيا. ويعمل والد إيلاف بالمخالفة للقوانين في تركيا ونادرا ما يزور أسرته.

وتلعب «إيلاف» مع أطفال آخرين لكن رسومها تشير إلى الآثار النفسية التي طبعتها الحرب بها هي وكثير من 2.3 مليون لاجيء سوري يعيشون في تركيا أكثر من نصفهم من الأطفال.

ويمثل توفير الأمان النفسي وكذلك الملجأ الفعلي بعضا من التحديات التي تواجه السلطات التركية.

لكن قصة في صور أعدتها رويترز من مخيمات مختلفة في المنطقة يظهر فيها الأطفال وهم يلعبون ويعرضون رسومهم. ويبدو كل شيء طبيعيا جدا ففي صورة تلعب بنت لعبة قفز الحبل وتقف أخرى أمام خيمتها لالتقاط الصورة لها ومجموعة أخرى من الفتيات يغزلن الخيوط بينما يلعب صبية في سن المراهقة كرة القدم.

وقال «أحمد لطفي» أكار رئيس جمعية الهلال الأحمر التركي «علينا أن نجد وسيلة تتيح لهؤلاء الأطفال نسيان الحرب وما مروا به».

وأضاف «هؤلاء (الأطفال) يكبرون في مخيمات. وعلينا أن نعلم هذا الجيل أن المشاكل يمكن أن تحل دون قتال. وعلينا أن نقضي على ما تتركه الحرب من ندوب».

وأقامت الحكومة التركية تدعمها الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية 27 مركزا صديقا للأطفال في مختلف أنحاء البلاد يستخدمها عدد يقدر بنحو 100 ألف طفل بين الرابعة والثامنة عشرة يتلقون فيها الدعم والتعليم وفرصة ليعيشوا طفولتهم.

وهذه المراكز هي أحدث جهد تبذله السلطات في إطار مساعيها لمواجهة المشاكل الإنسانية وتوفير رعاية طويلة الأمد لمجتمعات اللاجئين الذين يرجح ألا يتمكنوا من العودة لسنوات. ومن سن تسع سنوات يتعلم الأطفال الذين يتكلمون اللغة العربية اللغة التركية لمساعدتهم على الاندماج.

وقالت «مريم دولجون» إحدى العاملات في مجال رعاية الشباب «عندما يصلون إلى بلد مختلف يواجهون صعوبات في العيش في ثقافة مختلفة وفي عالم يتحدث بلغة مختلفة. وعندهم مشاكل فيما يتعلق بالثقة في النفس وخوف. بعضهم يشعر ألا قيمة له».

صور دبابات وأمهات باكيات

ويتم إرسال أصحاب الإصابات الحادة إلى مستشفيات متخصصة أما الباقون فيتلقون الرعاية والدعم داخل المخيمات.

وقالت «مريم دولجون» «هم يرسمون دبابات وطائرات حربية وقتلى وأطفال جرحى وأمهات تبكي. والرسوم هي الدليل على ما مروا به من شدائد وانعكاس لعوالمهم الداخلية».

وأصبح من أهم الأولويات ضرورة توفير التعليم المدرسي ومستقبل للأطفال السوريين في تركيا لمنع ما وصفته دولجون بضياع جيل.

كما أصبح لهذا الأمر أهمية سياسية أكبر منذ وافقت تركيا في العام الماضي على محاولة الحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل مساعدات قيمتها ثلاثة مليارات يورو (3.23 مليار دولار) من الاتحاد الاوروبي بالاضافة إلى اتخاذ خطوات للسماح للاتراك بالسفر دون تأشيرات.

ويقول مسؤولون أتراك إن تركيا أنفقت أكثر من 8 مليارات دولار بسبب الأزمة السورية. غير أنه سيتعين زيادة ما تنفقه تركيا لمساعدة اللاجئين إذا كان لأعداد المهاجرين أن تنخفض.

ولأن الأماكن المتاحة في المخيمات تبلغ 330 ألفا فقط كما أن كثيرين من اللاجئين يفضلون تجربة حظهم في التسول أو العمل بالمخالفة للقانون في المدن الكبرى في تركيا فإن عدد الأطفال الذين يتلقون المساعدة يمثل نسبة بسيطة. ومع ذلك فإن نظام الرعاية يعاني من ضغوط شديدة.

وفي نوفمبر/ تشرين ثاني حثت وكالة إدارة الكوارث في تركيا النازحين السوريين على البقاء في مخيمات في بلادهم بدلا من العبور إلى الأراضي التركية.

ويحلم كثير من الأطفال السوريين في المخيمات التركية لا بأوروبا أو حتى بالبقاء في تركيا بل بالعودة إلى بيوتهم.

وقالت «دولجون» «إذا عادوا إلى بيوتهم سيشعرون بالسعادة. وهذا هو شعارهم».

ومن هؤلاء الأطفال «قيس كردك ابن الستة أعوام. فقد بدأ بالفعل يخطط لاستغلال ما يتعلمه في المدرسة في يايلاداغي في مساعدة بلاده التي دمرتها سنوات الحرب التي تقترب من خمس سنوات.

قال «قيس» وهو يتدثر بسترة شتوية صغيرة في البرد القارس «سأصبح طبيبا ومهندسا. نحن المهندوين سنبني سوريا من جديد».

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

سوريا لحرب السورية أطفال لاجئون سوريون تركيا

«ترامب» يتعهد بترحيل اللاجئين السورين حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة

«واشنطن بوست»: لماذا لا تحاسب دول الخليج الغنية على أزمة اللاجئين السوريين؟

«أردوغان» يتهم دول أوروبا بتحويل البحر المتوسط إلى «مقبرة للاجئين»

«كوارتز»: على السعودية ودول الخليج فعل المزيد من أجل اللاجئين السوريين

الأردن: فكرة توطين اللاجئين السوريين مرفوضة جملة وتفصيلا

مقاتل سوري لم تتحلل جثته رغم مرور عام على مقتله

«داود أوغلو»: نتوقع وصول 70 ألف لاجئ سوري إلى الحدود التركية

افتتاح كأس العالم لأطفال المخيمات شمال غرب سوريا