مسؤول عسكري (إسرائيلي): «أردوغان» يخلق مشاكل.. وصحيفة تدعو لطرد تركيا من «ناتو»

الأحد 20 مارس 2016 07:03 ص

قال نائب قائد أركان الجيش الإسرائيلي، «يائير غولان»، إن بقاء الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، وحزبه في السلطة «سيساهم في إبقاء التوتر بالعلاقات».

وأضاف في تصريحات له خلال مؤتمر بجامعة «بار إيلان» حول «التحديات التي تواجه الجيش الإسرائيلي»: «طالما بقيت تركيا تحت حكم حزب لديه توجهات إسلامية عميقة بقيادة شخية صدامية مثل أردوغان فسيكون علينا توقع وجود مشاكل وتحديات».

ولفت «غولان» إلى ضرورة ألا تقوم (إسرائيل) بالتصعيد مع تركيا باعتبارها «دولة كبيرة وقوية»، مشددا على «ضرورة الحد من التوتر معها والدفاع عن المبادئ الإسرائيلية»، وفقا لموقع «CNN» الأمريكي.

وعلى صعيد آخر حذر الباحث في مركز سياسات الأمن «براد باتي» في تقرير له نشر في صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية «من استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تركيا لتكون نقطة لتحطيم حلف الناتو، مشيرا إلى أن الحرب الأهلية السورية كشفت عن عدد من مظاهر الضعف التي يواجهها الغرب»، وفقا لـ«عربي 21».

ويذكر التقرير أن «المخابرات الروسية تقوم بتجنيد القادة الاقتصاديين في دول البلطيق، بالإضافة إلى القادة السياسيين، حيث إن لدى روسيا جيبا في كاليننغراد، وهو جيب واقع بينها وبين ليتوانيا ولاتفيا وبيلاروس، ويرابط في هذا الجيب الأسطول الروسي على بحر البلطيق، مستدركا بأنه رغم وجود تعقيدات تعيق التحرك الروسي ضد دول البلطيق، إلا أن الأعظم منها ذلك المتعلق بالدول الأعضاء في حلف الناتو، ويشير إلى أنه طالما ظل الناتو قويا وذا مصداقية فإن خيارات روسيا كلها تظل بعيدة عن التحقيق».

وترى الصحيفة أن القدر منح روسيا منفذا قويا يمكن من خلاله كسر حلف الناتو، وهو النزاع السوري الذي انخرطت فيه روسيا، مشيرة إلى أن هذا المنفذ يأتي من عضو الناتو تركيا، التي يقول الكاتب إنها انحرفت عن مصالح حلف الناتو وقيمه.

ويقول «باتي»: «فيما يتعلق بهذا النزاع، فإن تركيا تهدد بإرسال قوات برية ضد القوى التي تدعمها روسيا وإيران، وتقاتل القوات الروسية والتركية على الجانبين المتناقضين في النزاع، ولا يبعدان سوى عدة أميال عن الحدود السورية التركية، ووضع كهذا سيقود إلى مواجهة بين الناتو وروسيا».

ويضيف الكاتب أنه «تم تجنب هذه المواجهة عندما أسقط الطيران التركي مقاتلة روسية في خريف العام الماضي، ومع أن الرد الروسي على الحادث لم يشمل خطوات عسكرية مباشرة، إلا أنه ضم عقوبات اقتصادية، ودعما روسيا للأكراد السوريين، وكان رد الأتراك حصار القرى الكردية وتجويعها، وهي ممارسة قال عنها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنها (تتعارض مباشرة مع قانون الحرب)، عندما مارسها النظام السوري، لكن كيري لم يشجبها عندما قام بها الحليف التركي، وفي الحقيقة ليس لدى أمريكا الكثير لتقوله حول تركيا».

ويفيد التقرير بأن «تركيا وقفت ضد الحريات الإنسانية، التي يعتقد الغرب أنها أساس النظام السياسي العادل، فقد اعتقلت تركيا الأكاديميين الذين انتقدوا ممارسات الجيش، ووجد الأكاديميون، الذين وقعوا على عريضة تشجب ممارسات الجيش ضد الأكراد، إشارة (إكس) بالأحمر على أبواب مكاتبهم، كما وعرقلت تركيا جهود الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم الدولة، وقامت واشنطن بدعم الأكراد».

وتتهم الصحيفة تركيا بأنها منعت المليشيات الكردية من التركيز على تنظيم «الدولة الإسلامية»، من خلال قصف الأكراد بالطائرات، مشيرة إلى أن «تركيا تقوم بغض النظر عن دعم تنظيم الدولة أو جبهة النصرة، إن لم تكن تقدم الدعم لهما، وبحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تحالفات مع الفصائل الإسلامية المتشددة في بلاده، واستخدمها لقمع حريات الإعلام وحتى القضاء».


ويضيف «باتي» إلى أن «تحركات أردوغان دعت عددا من المعلقين من الأطراف السياسية كلها إلى طرد تركيا من الناتو»، لافتا إلى أن «هذا المقترح يواجه مشكلة؛ لأن الناتو ليست لديه آلية لطرد أعضائه، وأكثر من هذا، فإنه يجب أن تكون قرارات الناتو بالإجماع، وهذا يعني أنه يجب أن تصوت تركيا على طرد نفسها من حلف الناتو».

ويستبعد التقرير قيام الحلف بهذا التحرك في ضوء المنافع التي تمنحها العضوية لتركيا، والدور المقيد للولايات المتحدة وأوروبا في النزاع الحالي، مشيرا إلى أنه في حال لم تقدم دول الناتو الدعم لتركيا، في حال اندلاع نزاع مع روسيا، فإن ذلك سيؤدي إلى تفكك الناتو.

وترى الصحيفة بأنه «مع ذلك فإن أردوغان لا يستحق الدعم الغربي، ففي حال وجد الغرب نفسه بين خيار التخلي عنه أو الحرب مع روسيا، فيجب أن يكون التخلي عنه الخيار الأفضل، وإذا أخذنا بعين الاعتبار ذكاء بوتين في هذه الأمور، فمن المتوقع أن يندلع النزاع في وقت وطريقة يكشفان عن قلة أهمية أردوغان في عين الغرب».

ويتساءل الكاتب عما يجب عمله، ويقول إنه «يجب على الولايات المتحدة قيادة القوى الغربية في الناتو بتحصين أنفسنا ضد حكومة أردوغان، ومن هنا فإن رفض دعمه لن يسبب ضررا للتحالف، والتخلي عن موقف كيري الرافض نقد تركيا بالطريقة ذاتها التي ينتقد فيها النظام السوري يجب أن يكون بداية جيدة، ويجب على الغرب الحديث وبشكل علني عن القيم الغربية والحرية والضمير وعن جرائم الحرب التي ترتكبها الحكومة التركية، ويجب على حكوماتنا أن تكون واضحة، الآن وقبل أن تحصل الأزمة، بأننا لن ندعم حكومة تتصرف مثل تركيا».

وتختم «جيروزاليم بوست» تقريرها بالقول إن «الحكومة التركية تخلت عن تراث أتاتورك وإصلاحاته، التي بدأها في بدايات القرن العشرين، وتحذير الحكومة التركية بأنها تستغل وضعها كونها عضوا حقيقيا في الناتو قد يدفعها إلى وضع الكوابح على الانتهاكات التي يرتكبها أتاتورك ضد شعبه، وحتى لو لم تستمع تركيا، فإن تحذيرها سيكون الإطار الذي يمكن أن يؤكد فيه حلف الناتو ذاته دون تركيا، ويظل قويا وذا مصداقية».

يذكر أنه في يونيو/حزيران الماضي، تحدثت تقارير غربية عن أنه ربما تقرر تركيا و(إسرائيل) العودة مجددا اتخاذ خطوات نحو إصلاح العلاقة بينهما، والتي سبق أن تضررت منذ حادثة أسطول مرمرة في مايو/أيار من عام 2010.

وذهبت التقارير إلى أن (إسرائيل) تهتم بشكل خاص وعميق بتحسين علاقاتها مع تركيا.

وفي 22 يونيو/حزيران الماضي أيضا، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن المدير العام الجديد لوزارة الخارجية الإسرائيلية، «دوري جولد»، التقى في روما مع «فريدون سينيرليوغلو» وكيل في وزارة الشؤون الخارجية التركية. وورد أنهما تناقشا حول مسألة إصلاح العلاقات بين البلدين، وهو الأمر الذي سعت الحكومتان، الإسرائيلية والتركية، عدة مرات لتحقيقه على مدى السنوات الخمس الماضية.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل تركيا الجيش الإسرائيلي الناتو أردوغان العلاقات التركية الإسرائيلية

«داود أوغلو»: لا ننسى فلسطين حتى في أحلامنا فكيف في المفاوضات!

تركيا: المفاوضات مع (إسرائيل) مستمرة ونصر على شروطنا

إسرائيل وتركيا: الفرص والمخاطر

تركيا: لا تطبيع مع (إسرائيل) قبل تعويضات «مرمرة» ورفع حصار غزة

«ستراتفور»: تركيا وإسرائيل .. المصالحة التي لا مفر منها

«أردوغان»: سألتقي «أوباما» وزعماء آخرين خلال قمة الأمن النووي في واشنطن

استقبال حاشد للرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» فور وصوله واشنطن

«أردوغان»: مشاكل المنطقة لن تمنع تركيا من تحقيق أهدافها

لقاء تركي إسرائيلي في لندن يحرز تقدما نحو إعادة العلاقات

(إسرائيل) توافق على إقامة خط بحري بين قبرص التركية وغزة