تقرير: تزايد إجبار السنة على الرحيل أو التشيع في حي العامل جنوب غربي بغداد

الثلاثاء 17 مايو 2016 06:05 ص

أفاد تقرير صحفي بأن عمليات التطهير المنظمة، والتصفية الجسدية في منطقة حي العامل الواقعة جنوب غربي بغداد ضد من تبقى من أفراد الأسر السنية في ازدياد.

وأوضح التقرير أن المتجول بين أغلب أزقة المنطقة وشوارعها المتواضعة تستوقفه كثرة العبارات الثأرية، والشعارات الطائفية المكتوبة باللون الأحمر والأسود، وهي تغطي معظم جدران المباني وعلى جانبي شوارع الحي ومنازل العرب السنة ومحالهم التجارية، لافتا أن من هذا الشعارات «مطلوب دم للعشيرة»، و«ارحلوا يا أحفاد يزيد ومعاوية»… إلخ.

وكشف التقرير أن تضييق الخناق على السنة لإجبارهم على ترك ديارهم تارة بالترهيب وتارة ثانية بالتهديد لا يهدأ، وأدى في بعض الحالات إلى التشيع خوفا من البطش والانتقام.

وبحسب التقرير، قال «محمد الجنابي» (30 عاما) يقطن مدينة العامل مع أسرته وأبناء عمومته منذ قرابة 20 سنة، إن أعدادا واسعة من عشيرته وأقاربه اضطروا للرحيل بعد حملة التهجير والقتل والاعتقال والحصار والتوتر الأمني العالي الذي شهده هذا الحي.

وأضاف أن البعض اختار اعتناق المذهب الشيعي الإثني عشري، والزج بأبنائهم للتطوع في صفوف الميليشيات كـ«سرايا السلام» التابعة لـ«مقتدى الصدر»، و«عصائب أهل الحق» التابعة لـ«قيس الخزعلي»، و«سرايا الخرساني»، و«لواء أبو الفضل العباس»، و«كتائب حزب الله»، وفصائل شيعية مسلحة أخرى تنشط في العراق، مبينا أن الدافع الجوهري وكل هذا من أجل الحفاظ على ممتلكاتهم، وحماية أنفسهم، ولعدم مغادرة مدينة الآباء والأجداد، إذ لا يستقيم لهم العيش في مكان آخر.

وتحدث «الجنابي» عن تعرضهم لهجمات بربرية شرسة تقودها ميليشيات «الحشد الشعبي»، قائلا: «إنها تخطط لإخراجنا من الحي، والاستيلاء على بيوتنا تحت تهديد السلاح، مستخدمة أنواعا مختلفة من وسائل الإقناع وأولها الترغيب، ثم يأتي الترهيب والعنف لإفراغ الحي من الموطنين السنة، فهم باتوا يجبروننا على تبديل ديننا، وترك عقيدتنا حتى نصبح شيعة إن أردنا العيش بسلام آمنين معهم، والذي يرفض العرض لا يلومن إلا نفسه، والخيارات متاحة أمام الميليشيات للتصرف معه».

وأشار «الجنابي» إلى إن «الجماعات المسلحة لا تتورع ولو للحظة عن خطف الأطفال والنساء، وأنها تشترط إطلاق سراحهم مقابل مساومتهم على ترك ديارهم بالقوة».

وقال: «باتت المدينة في السنوات الأخيرة مرتعا لتجمع الميليشيات بمختلف فصائلها، وقاعدة رصينة آمنة لتدريب واستقطاب الشبان المتطوعين للانحراط في صفوف الحشد الشعبي من مختلف مناطق العراق، ومن ثم الانطلاق إلى المحافظات التي تشهد معارك عنيفة مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية».

وأضاف: «هذه المليشيات تضيق الخناق عليهم في مسكنهم ورزقهم وتحاصرهم بكتل خرسانية ضخمة من جميع الجهات، وتضع فوقها أسلاكا شائكة، وتجد أن الحي السني الوحيد معزول عن باقي الأزقة الشيعية المجاورة والتي لا تعاني هذه الإجراءات المشددة لا تفصلها عنه سوى أمتار قليلة، أو ربما شوارع أغلقت بحواجز اسمنتية، كأنه معتقل وسط هذه المناطق ذات الغالبية الشيعية».

وكانت ميليشيات شيعية قد اغتالت في وقت سابق الشيخ الشاب «عثمان الجنابي»، إمام وخطيب جامع أبو بكر الصديق عقب خروجه من صلاة المغرب، ما أحدث خللا أمنيا، وزاد من أعمال القتل والانتهاكات ذات الصبغة الطائفية تصاعد الأصوات التي تطالب بضرورة حماية السنة في حي العامل من عمليات القتل التي تقدم عليها الميليشيات، وخشية تكرار الأحداث الدامية التي شهدها الحي قبل سنوات، والتي سقط خلاها المئات من الطائفتين بين قتيل وجريح بمواجهات مسلحة.

ووفقا للتقرير، فقد الحاج «أبو مؤيد» أربعة من أبنائه كان آخرهم الشهر الماضي، وقد قتل على يد ميليشيات مسلحة في وضح النهار هو جالس في محله لكسب قوت يومه، عندما أمطره مسلحون بوابل من الرصاص فأردوه قتيلا، وبعدها فر المهاجمون باتجاه إحدى نقاط التفتيش الرئيسية للمنطقة، وسجلت الجريمة ضد مجهول.

وقال: «طيلة الفترة الماضية كنت أنا وأولادي نتلقى يوميا عشرات الرسائل والاتصالات الهاتفية التي تطالبنا بالرحيل عن الحي وترك محلاتنا –مصدر دخلنا الوحيد– والنجاة بالتالي من الاستهداف».

وأضاف: «لكننا رفضنا الانصياع لهذه التهديدات، والسبب الحقيقي في عدم رحيلنا هو أننا كنا نفكر: أين نذهب؟ فنحن منذ عقود طويلة نسكن المنطقة، وإذا تركنا بيوتنا بطبيعة الحال سيتم استغلالها من الميليشيات ولن يسمح لنا ببيعها، وإرادة القدر جعلتنا نختار مرارة الموت على الذل، أما أبنائي الأربعة فأسال الله أن يعوضهم الجنة ويرزقهم دارا خيرا من دار الدنيا لثباتهم على الرباط وتحمل أذى الميليشيات»، وفق تعبيره.

  كلمات مفتاحية

العراق بغداد السنة الشيعة سرايا السلام عصائب أهل الحق الدولة الإسلامية

مطالب بحماية السنة في منطقة الحصوة العراقية

مساجد السنة في بغداد تتعرض لمضايقات «الحشد الشعبي» واعتقالات تطال روادها

لاجئون محاصرون بين جبهتين يجسدون محنة أهل السنة في العراق

«رايتس ووتش»: هجمات الشيعة على سنة العراق قد تصل إلى «جرائم حرب»

أنقذوا سنة العراق

«خميس الخنجر».. داعم سنة العراق يسعى إلى حكم ذاتي

مفتي العراق: ما يجري في الفلوجة عمليات «تدمير» وليست «تحرير»