يروى أن «معاوية بن أبي سفيان»، رضي الله عنه، لما كان خليفة للمسلمين، وكان سمين الجسد، كان دائما ما يجوع في نهار رمضان، فاخترعوا له «القطايف» ليشبع.
لكن المصريين تلقفوا الاختراع الجديد وطوروه ليصبح أحد عاداتهم الرمضانية مرددين ربنا ما يقطع لنا عادة، أي جعل الله كل أيامنا هناء بهذا المأكول الحلو وغيرها من العادات، لدرجة إنهم نسبوا القطايف والكنافة للفاطميين.
صحيفة العربي الجديد رصدت أربع عادات مصرية متوارثة جيلا وراء جيل في شهر رمضان المعظم.
1- القطايف والكنافة
كل مناسبة تمر على المصريين لا بد من أن يكون للطعام حظ وافر فيها، فما بال شهر الصيام؟ بعد انقطاع عن الأكل والشرب منذ الفجر وحتى أذان المغرب، يلعب الطعام دور البطل الرئيسي في الساعات المتبقية، حتى وقت الإمساك.
بدءاً من إعداد مائدة مليئة بأنواع مميزة من العصائر إلى الأطعمة الدسمة، إلى التحلية بأنواع لا تُصنع إلا في رمضان، مثل «الكنافة والقطايف»، وهما أنواع من الحلوى التي اختلفت الروايات حول بداية ظهورها، فالبعض يؤكد أن الكنافة صنعت خصيصاً لخليفة أُموي، أما البعض الآخر والأقرب إلى الصواب فيرجع بدايتها هي والقطايف، إلى الفاطميين، وفي كل الأحوال فتلك الحلوى هي الطبق الرئيسي للتحلية في رمضان، ويختفي مع أول يوم لعيد الفطر المبارك، وخصوصا القطايف.
2- فانوس رمضان
تحكي الرواية أن المصريين استقبلوا «المعز لدين الله الفاطمي» عند دخوله القاهرة ليلاً، بـ«الفوانيس» والمشاعل التي كانت تستخدم لـ«لإنارة».
تزامن ذلك مع الأيام الأولى لشهر رمضان، ومنذ ذلك الحين أصبح لـ«الفانوس» وظيفة ترفيهية، بجانب وظيفته الأصلية في الإضاءة، وأصبح الأطفال يحملونه ويجوبون به الطرقات مع ترديد الأغاني.
وكانت «الفوانيس» تُصنع من النحاس والألومنيوم المزخرف والزجاج الملون، ويوضع داخلها شمعة للإنارة، وتطور شكل الفانوس شيئا فشيئاً حتى بات يصنع من البلاستيك، وتوضع فيها لمبة صغيرة للإضاءة، وشريط صغير مسجلة عليه أغاني رمضان، ويعمل بالبطارية، نستورده من الصين. لكن مؤخراً، عادت صناعة «الفانوس اليدوي الذي يصنع من الألمونيوم من جديد.
3- مائدة الرحمن
باعتبار رمضان شهر الخير، اعتاد المصريون تنظيم «موائد الرحمن» في الشوارع والطرقات لإفطار عابري السبيل والفقراء والمحتاجين. تقول بعض الروايات أن «موائد الرحمن عُرفت في العصر الفاطمي، وكانت تسمى «السماط»
وتؤكد الروايات أن الخليفة الفاطمي «العزيز بالله»، هو أول من أعد مائدة يفطر عليها أهل «جامع عمرو بن العاص»، وفي الجامع الأزهر وجوارهما، وكانت تمتد آلاف الموائد، مليئة بأطيب أنواع الطعام للفقراء وعابري السبيل، ومنذ ذلك الحين أصبحت تلك العادة تقليداً ينظم كل عام خلال شهر رمضان، من قبل القادرين، كشكل من أشكال التكافل والتراحم بين الناس.
4- المسحراتي
كان «والي مصر» «إسحق بن عقبة» أول من طاف على ديار مصر لإيقاذ أهلها للسحور، وفي عهد الدولة الفاطمية كان الجنود يتولون الأمر. وبعدها عينوا رجلا أصبح يعرف بالمسحراتي، كان يدق الأبواب بعصا يحملها قائلاً: «يا أهل الله قوموا تسحروا».
وتطور الأمر فصار شخص فقير أو محتاج من أهل الحي، يقوم بالدور ليحصل على بعض الصدقات. وصار المصريون يستيقظون للسحور على وقع العبارات التالية: اصحى يا نايم وحد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم.. ورمضان كريم.