قال آمر قوة المهام الخاصة المكلفة من الحكومة الليبية المؤقتة التابعة للبرلمان «فرج أقعيم العقوري» إنه يملك أدلة ملموسة بمن قام بالاغتيالات التي حدثت في بنغازي خلال الأشهر الماضية.
وأكد «أقعيم» في تسجيل مصور أمس السبت أنه أعلم المدعي العام والمحامي العام بمن قام بهذه الاغتيالات وقام برمي جثث أصحابها في مكبات القمامة.
وأضاف أنه يعلم من يخطف ويخفي بالسبعة أشهر، بالمناطق التي تسيطر عليها قوات «عملية الكرامة».
ونفى «أقعيم» في الوقت نفسه وجود عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» بتلك المناطق التي شهدت هذه الاغتيالات، مطالبا المدعي العام العسكري بالنظر في ملفات هذه القضايا.
وشدد «أقعيم» على أنه في اللحظة المناسبة سيتم إظهار حقيقية هذه الاغتيالات لوسائل للإعلام ومن يقوم بالاغتيال باسم الجيش، غير أنه قال: «الآن لا نستطيع إظهار هذه الحقائق خشية وقوع فتنة في البلاد، خاصة في منطقة برقة».
وأعلن «أقعيم» أنه يتبع لحكومة الوفاق الوطني برئاسة «فايز السراج» ووزارة الدفاع التي يرأسها العقيد «المهدي البرغثي».
جاءت هذه التصريحات عقب قرار وزير الداخلية لحكومة «عبدالله الثني» بإلغاء قوة المهام الخاصة وتحويل جميع ممتلكاتها المنقولة والثابتة إلى وزارة الداخلية.
وكان آمر قوة المهام الخاصة «أقعيم» قد قام في وقت سابق باحتجاز «عزالدين الوكواك» بتهمة تفجير الثانوية الفنية التي راح ضحيتها عدد من الخرجين قبل انطلاق «عملية الكرامة».
كما قام «أقعيم» باحتجاز «أحمد غرور الحاسي» بتهمة محاولة اغتيال المرشح لوزارة الدفاع بحكومة الوفاق «المهدي البرغثي»، مؤكدا أن «الحاسي» تلقى أوامره مباشرة من القيادة العامة التابعة لبرلمان طبرق، واعترف الأخير بخطف الناشط «عثمان بو الخطابية» من مدينة طبرق، والمساهمة في عملية اختطاف وكيل وزارة الدفاع السابق «الصديق الغيثي» من مدينة سوسة، الذي لا يزال مصيره مجهولا.
وفي وقت سابق، كشف الناطق باسم القوات المسلحة التابعة لبرلمان طبرق «محمد الحجازي» عن وجود اغتيالات منظمة تحدث بالمنطقة الشرقية، مؤكدا ضلوع اللواء «خليفة حفتر» بهذه الاغتيالات، مشيرا إلى أن عمليات القتل تحدث بأبشع الصور.
إلى ذلك، ربطت القوات الموالية للواء المتقاعد «خليفة حفتر» الموافقة على عمل أي جهاز تابع لحكومة الوفاق الوطني في بنغازي، بحصول الحكومة على ثقة برلمان طبرق، بينما أعلنت قوتان كانتا في صف «حفتر» دعمهما لحكومة الوفاق.
وأعلنت القيادة العامة لجيش «حفتر» رفضها عمل أي وزارة أو جسم تابع لحكومة الوفاق الوطني في بنغازي إلا بعد الحصول على ثقة مجلس النواب في طبرق.
وانتقلت الحكومة إلى طرابلس منذ شهرين، وتحاول توحيد ليبيا وممارسة سلطتها على كل أنحاء البلاد، لكنها تصطدم بمعارضة الحكومة التي يقودها «عبدالله الثني» في شرق البلاد والتي تؤيدها مجموعات مسلحة محلية ووحدات في الجيش بقيادة «حفتر».
وقال عضو المجلس الرئاسي الليبي «عبدالسلام كجمان» إن حكومة «الثني» تسعى لعرقلة المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق في ممارسة دورهما.
وأكد «كجمان» أن حكومة «الثني» تنتهج سياسة مضادة للاتفاق السياسي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية.
وأضاف: «نحن أمام وضع أمني واقتصادي لا يسمح بالتوقف والانتظار، لذا أصدرنا قرارا للوزراء بالبدء بمباشرة مهامهم، ونحن الآن بصدد إعداد ميزانية، قد تكون ميزانية طوارئ، أو ميزانية مؤقتة لمدة ستة أشهر، حتى تشتغل هذه الوزارات وتحل المشاكل الحياتية العاجلة للمواطنين، وعلى رأسها الوضع الأمني والاقتصادي».
من جانب آخر، أعلنت قوتان مسلحتان في شرق ليبيا، أمس السبت دعمهما لحكومة الوفاق التي تحظى بتأييد «الأمم المتحدة».
وعبرت قوة المهام الخاصة في جهاز مكافحة الإرهاب وكتيبة الإسناد الأمني لجهاز المخابرات العسكرية اللتان كانتا في صف قوات «حفتر»، دعمهما لحكومة الوفاق.
وعقد قائدا هاتين القوتين، أمس السبت مؤتمرا صحفيا مشتركا في بنغازي مع وزير الدفاع في حكومة الوفاق «مهدي البرغثي» لإعلان الخطوة.
في المقابل، أصدرت وزارة داخلية حكومة «الثني» قرارا بحل قوة المهام الخاصة برئاسة الملازم «فرج أقعيم» الموالي لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس ونقل ممتلكاتها المنقولة والثابتة إلى الوزارة.
