100 خلية نائمة لـ«حزب الله» في أمريكا اللاتينية بسبب سياسات «شافيز»

السبت 11 يونيو 2016 11:06 ص

كشفت تقارير إعلامية لاتينية عن وجود أكثر من مائة خلية نائمة تابعة لـ«حزب الله» اللبناني في أميركا الجنوبية.

وذكرت مصادر في المنطقة أن السياسات التي تركها الرئيس الفنزويلي السابق «هوغو شافيز» هي التي مهدت الطريق أمام تكوين هذه الخلايا، وفقا لـ«الشرق الأوسط».

وأشار التقرير أن على رأس تلك المناطق التي يتركز فيها «حزب الله»، أخطر المناطق في العالم، وهي «منطقة المثلث»، وهي «المنطقة الحدودية بين البارغواي والبرازيل والأرجنتين إضافة إلى مناطق أخرى مثل الحدود الفنزويلية – الكولومبية، التي تعرف بحركة تجارة المخدرات».

وتابع التقرير «تعد منطقة المثلث الحدودية من أخطر الأماكن في العالم، التي يسيطر عليها جالية عربية كبرى بين هذة البلدان وخاصة جماعات حزب الله، والمتورطة هناك في عمليات تجارة المخدرات وغسل الأموال، إضافة إلى استخدام المنطقة كنقطة ارتكاز للتحرك في أميركا الجنوبية».

وأضاف «بجرد الوجود في دولة الباراغواي وعلى امتداد البصر تستطيع أن ترى عيناك خلف شلالات أيغوزو الشهيرة مراكز العبادة الإيرانية، التي عملت طهران على قيامها هناك لخدمة جماعات ما يسمى حزب الله المنتشرة هناك». 

وتقدر حركة التجارة هناك في منطقة المثلث بنحو 12 مليار دولار بما فيها غسل الأموال والتحويلات التي تخرج من هناك لتمويل أنشطة «حزب الله»، وفقا للمصادر الإعلامية، ورصدت دول في أميركا اللاتينية حركة تحويلات كبيرة من هناك إلى بلدان عربية وغربية.

واستطاع «حزب الله» بعد سنوات من دخول قارة أميركا الجنوبية من تكوين شبكة ضخمة من العلاقات والمصالح عبر جاليات لبنانية ومعتنقي المذهب الشيعي، وذلك لتكوين شبكة مصالح لتجارة المخدرات ويكفي التقرير الأخير، الذي قالت فيه إدارة مكافحة المخدرات الأميركية إنها أبلغت أعضاء في الكونغرس بشكل رسمي أنها توصلت إلى أدلة تثبت تورط الحزب المدعوم من إيران في أعمال تهريب وتجارة مخدرات ضخمة حول العالم.

وذكر «مايكل براون»، مدير عمليات إدارة مكافحة المخدرات بالولايات، أن ما يسمى «حزب الله» تمكن من تحريك شحنات كبيرة من المخدرات عبر القارة وإلى أوروبا وأميركا، وذلك في إطار عمليات غسل أموال.

وكشفت عدد من الصحف اللاتينية مؤخرا أن صراعا بات يجري الآن بشكل علني بين «حزب الله» وتنظيم «الدولة الإسلامية» على الريادة في نشر معتقدات كل فريق هناك.

وذكرت مصادر إعلامية هناك أن الفئة المستهدفة هناك هي الأقليات الإثنية والقبائل الموجودة في الأماكن النائية فقد استطاع «حزب الله» بداية من عام 2006 أن يدخل المناطق النائية في فنزويلا ليقنع قبائل «الوايو» إلى اعتناق المذهب الشيعي، لدرجة أنهم أخذوا اسم «حزب الله» ليطلق عليهم. 

وأكد التقرير «بدوره قام الدولة الإسلامية بالحديث عن أنه سيعمل على السيطرة على قبائل «المايا» في أقاليم تشيابا المكسيكية مرورا بالحدود مع غواتيمالا، مما جعل أميركا الجنوبية هدفا وامتدادا للصراع الحالي، وذلك كله من الإرث الذي خلفته فترة «شافيز» التي أصبح من الصعب معرفة متى ستعمل هذه الخلايا النائمة لضرب الهدف المقبل».
يذكر أنه في يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، إلقاء القبض على أعضاء في «حزب الله» بتهم استخدام ملايين الدولارات من مبيعات للكوكايين في الولايات المتحدة وأوروبا لشراء أسلحة في سوريا.

وهذه ليست المرة الأولى التي يثار الكلام فيها حول تمويل «حزب الله» من تجارة المخدرات، فسبق وأن عرضت الإعلامية اللبنانية «ديما صادق»، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قضية تاجر المخدرات اللبناني المعروف «نوح زعيتر» وما قاله عن القتال في سوريا بأمر من حزب الله، مضيفة أن قصة الكبتاغون في لبنان «طويلة وبعضها له خفايا وهناك مراكز أساسية لتصنيع الكبتاغون وبينها بريتال وبعلبك والهرمل» مستندة إلى ما قاله وزير الداخلية اللبناني بأن هناك غطاء من «حزب الله» بهذه المنطقة.

وسألت «صادق» ضيفها عن سبب فشل السلطات اللبنانية باعتقال أي شخص على صلة عائلية بمسؤول في حزب الله ارتبط اسمة بملف الكبتاغون مضيفة: «هناك وقائع مثبتة عن وجود ارتباط لهذه الأسماء بحزب الله، وقد سماه وزير الداخلية، والمصانع موجودة بدائرة نفوذ الحزب، ماذا إذا انتهى التحقيق بإدانة الأمير وكل الترجيحات تشير إلى إمكانية عدم والوصول لهوية من قام بتعبئة الصناديق» التي تحمل المخدرات.

وفي عام 2014، ذكرت تقارير إعلامية برازيلية أن «حزب الله» اللبناني له علاقات وثيقة مع عصابات الجريمة المنظمة «المافيا» في البرازيل.

وأوضحت صحيفة «أو جلوبو» البرازيلية، استنادا إلى مستندات تحقيق شرطية، أن «منظمة حزب الله تتعاون منذ عام 2006 مع عصابة (بريميرو كوماندو دولا كابيتال) المعروفة اختصارا بأحرف PCC».

ووفقا لهذه المستندات، فإن عصابة PCC وفرت الحماية لأعضاء في حزب الله جرى سجنهم داخل معتقلات خاضعة لسيطرة العصابة مقابل إمداد الحزب لأفراد العصابة بالسلاح.

كما أوضحت المستندات أن التعاون بين الجانبين تركز في البرازيل والأرجنتين وباراجواي ووصفت المستندات هذا التعاون بأنه «وثيق ودائم».
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2014، اتهمت «جبهة النصرة» السورية، حزب الله اللبناني باستهداف دول الخليج بالحبوب المخدرة؛ وذلك بعد تصنيعها في «القلمون» السورية.

وقال الإعلامي «عمر مدنية» المقرب من «جبهة النصرة»، حينها، عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «الجبهة أتلفت أطنانا من المخدرات عثرت عليها في جبال القلمون، وتتبع حزب اللات الذي كان ينوي تصديرها إلى البلدان العربية».

وتظهر الصور التي أرفقها «مدنية» عشرات الأكياس تحتوي على الحبوب المخدرة وهي تحترق لإنقاذ «المسلمين من شرها وما أعدت له»، وتوضح إحدى الصور أن هناك أغلفة أعدت لتغليف «الحبوب المخدرة وتصديرها إلى الجزيرة العربية».

وكان مصدر مطلع في «حزب الله» اللبناني قد كشف في عام 2014، عن نشوب خلافات كبيرة بين أعضاء الحزب، وذلك بسبب تزايد فضائح الفساد المالي وسط القيادات، مشيرا إلى أن قيمة الأموال التي تشملها ملفات الفساد تتجاوز مليارات الدولارات، وأن إدعاءات «المقاومة» تهاوت تحت ضربات الفساد المالي، بحسب المصدر.

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، بحسب تصريحات له مع صحيفة «الوطن» حينها، أن من بين القضايا التي كُشف عنها مؤخرا، قضية تصنيع حبوب الكبتاجون المخدرة داخل بعض الحوزات الدينية التابعة للحزب، والتي تورط فيها «عبداللطيف فنيش»، شقيق القيادي بالحزب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية «محمد فنيش». والذي أطلق سراحه من السجن قبل أيام قلائل. وبهذا يتحول الحزب من هيئة دينية إلى «عصابة تقوم بصناعة وتجارة المخدرات، وهذه التصرفات في مجملها ليست تصرفات فردية، بل هي سياسة يعتمدها الحزب لتوفير موارد مالية لتمويل أنشطته الممنوعة»، على حد تعبيره.

  كلمات مفتاحية

أمريكا اللاتنية هوغو شافيز حزب الله تجارة المخدرات الدولة الإسلامية

«دير شبيجل»: الجمارك الألمانية اكتشتف عملية غسيل أموال لصالح «حزب الله»

واشنطن: «حزب الله» حصل على مئات الملايين من الدولارت عبر تجارة المخدرات

أمريكا: اتهام لبنانيين اثنين بغسل أموال مخدرات لصالح «حزب الله»

جدل عبر «تويتر» بعد زيارة امبراطور المخدرات في لبنان لـ«حزب الله» بالقلمون

صحف برازيلية تكشف تورط «حزب الله» مع المافيا فى تهريب المخدرات

«جبهة النصرة» تكشف عن تهريب «حزب الله» المخدرات إلى دول الخليج

«حزب الله» اللبناني: فساد مالي بمليارات الدولارات والحوزات لتصنيع المخدرات

الأرجنتين تلاحق «ولايتي» في ماليزيا وسنغافورة

مصانع إيرانية تحت الأرض لإمداد «حزب الله» بالأسلحة والصواريخ