رأى محلل سياسي يمني أن أولويات الإمارات باليمن تتحول من محاربة الانقلابيين إلى مواجهة تنظيم «القاعدة» وملاحقة «الإخوان»، محذرا من أبوظبي تعمل على ترسيخ دعوات الانفصال في الجنوب.
وقال «عادل الأحمدي»، في تحليل نشرته صحيفة «العربي الجديد» اللندنية، إن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، «أنور قرقاش»، الذي تُعدّ بلاده صاحبة القرار الأول في المحافظات الجنوبية لليمن، كشف منذ أيام أن الأولوية باتت في المناطق المحررة لمحاربة «القاعدة»، التي قال إنها مدعومة من جماعة «الإخوان المسلمين» (حزب «حزب التجمع اليمني للإصلاح يعتبر الذراع السياسي لها).
وأضاف: «على الرغم من استدراك الوزير الإماراتي (خلال محاضرة ألقاها في أبوظبي الأربعاء الماضي بعنوان «الإمارات والتحالف (العربي) وأزمة اليمن.. القرار الضرورة) في الجزء الخاص بانتهاء الحرب، لما أثيرت حوله من ردود وضغوط من التحالف، إلا أن التصريح بمجمله، كشف أن أولوية أبو ظبي في اليمن، لم تعد محاربة الانقلابيين ممثلين بجماعة أنصار الله (الحوثيين) والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بل باتت مواجهة القاعدة وملاحقة الإخوان تحت مزاعم دعمهم للتنظيم، بعد أن أطلقت هذه الاتهامات منذ أكثر من شهر، على لسان قرقاش نفسه».
ولفت إلى أن «أصابع الاتهام في مختلف حوادث الاعتقالات التي شهدتها (مدينة) المكلا (مركز محافظة حضرموت/شرقي اليمن) تذهب إلى الإمارات، باعتبارها الجهة التي تعلن بوضوح موقفها المعادي للإخوان (الإصلاح)».
واعتبر «الأحمدي» أن حادث اعتقال مدير المكتب التنفيذي لحزب «الإصلاح» في محافظة حضرموت، «عوض الدقيل»، منذ نحو عشرة أيام، الذي دانه المحافظ، اللواء «أحمد بن بريك»، «كشف كيف أن الاعتقالات تتم من دون الرجوع للسلطات المحلية كمعني مباشر بأوضاع المحافظة».
واستطرد: «في حين تراجعت الإمارات عن تصريحها الواضح والصريح بانتهاء الحرب ضد الانقلابيين، وفُسّر تراجعها بأنه نتيجة لضغوط التحالف (العربي)، الذي بدا الموقف بالنسبة إليه تطوراً خطيراً يضعف موقف السعودية، التي تقوده، إلا أن مضامين التصريحات التي أطلقها قرقاش، يوم الأربعاء، كانت أبعد من جزئية انتهاء الحرب، وكشفت عن موقف إماراتي مناهض للحكومة الشرعية؛ الأمر الذي يفتح التساؤلات حول مدى إمكانية أن تستمر أبوظبي بتصدر واجهة ملف المحافظات المحررة، بعد هذه التصريحات، التي جاءت بعد سقوط طائرتين مروحيتين تابعتين لها الأسبوع الماضي، بظروف غامضة».
وفي محاضرته مساء الأربعاء، أعلن «قرقاش»، أن حرب اليمن انتهت عمليا بالنسبة لقوات بلاده، معتبرا أن عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» في اليمن، اللتين قادتهما السعودية بدعم الإمارات، حققت أهدافهما العسكرية «بكل جدارة»، قبل أن يتراجع بعدها بيوم، ويقول عبر حسابه على «تويتر» إن الدور القتالي لقوات بلاده في اليمن مستمر مع السعودية حتى إعلان التحالف العربي «انتهاء الحرب».
وكانت أبوظبي تسلمت قيادة ملف المحافظات الجنوبية والشرقية المحررة، وشاركت بالعدد الأكبر من القوات الميدانية للتحالف، ابتداء من عملية تحرير عدن في يوليو/تموز العام الماضي، وصولاً إلى تحرير المكلا من تنظيم «القاعدة» في أبريل/نيسان العام الحالي.
وخلال هذه الفترة، حسب «الأحمدي»، عملت أبوظبي بشكل واضح على ترسيخ دعوات الانفصال، أو ما يمكن وصفه بعمل منظم قد ينتهي إلى الانفصال، عبر تشجيع دور التيارات الانفصالية من الحراك الجنوبي، التي كان من نتائجها عمليات ترحيل طاولت المئات من أبناء المحافظات الشمالية من عدن.
وبالتزامن، عملت الإمارات على إقصاء «الإصلاح» وقياداته، بعد أن كان له دور محوري بالمقاومة ضد الانقلابيين إبان الحرب، حتى إن تصريحات نُسبت للرئيس «عبدربه منصور هادي» في سبتمبر/أيلول العام الماضي، تتحدث عن أنه قام بتغيير محافظ عدن الأسبق، «نايف البكري» (محسوب على الإصلاح)، بطلب من الإمارات.
وقال «الأحمدي»: «عقب الإعلان الأخير لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، من أن الأولوية باتت القاعدة والإخوان، يبدو واضحاً أن هدف مواجهة الانقلابيين الذي جاء لأجله التحالف، لم يعد في قائمة أولويات أبوظبي، وكل ذلك يجعل المحافظات الجنوبية لليمن، أمام معركة مختلفة بين تصاعد دعوات الانفصال ومحاربة تيارات كان لها دور بارز إلى جانب الشرعية والتحالف».
