جدل بين الفقهاء في المغرب حول تجريم الإفطار العلني في نهار رمضان

الثلاثاء 21 يونيو 2016 07:06 ص

انتقل الجدل حول تجريم الإفطار العلني في رمضان بين الحداثيين والإسلاميين بالمغرب إلى الفقهاء أنفسهم، فقد انضم الشيخ المقاصدي «أحمد الريسوني» إلى الفئة المطالبة بإلغاء هذا التجريم، وهو ما انتقده شيوخ آخرين يرفضون رفع المنع عن الإجهار بالأكل والشرب والتدخين في نهار رمضان.

 «الريسوني» الذي كان يتحدث في ندوة صحفية نهاية الأسبوع الماضي، قال إن القانون الجنائي المغربي لا ينبغي أن يتدخل في الصوم، لأن «من يفطر في الشارع يفترض فيه أنه مرض وأنه مسافر، وبالتالي لا ضرورة لاعتقاله وإحالته على النيابة العامة».

واعتبر أن المجتمع هو الموكل إليه أن يمنع الناس من الإفطار العلني وليس القانون، وأن الأصل في الدين هو «الالتزام الذاتي»، مشيرًا إلى أن «الحاكم لا يتدخل في العبادات لدى المذهب المالكي».

 وينطلق هذا التجريم من الفصل 222 الذي يعاقب كل من يجهر بالإفطار في نهار رمضان في مكان عمومي دون عذر شرعي، بالحبس من شهر إلى ستة أشهر، وغرامة تصل إلى 20 دولارا، وهو فصل يوجد في القانون الجنائي المغربي منذ عقود ولا يزال في مشروع القانون الجنائي الجديد رغم المطالب بإلغائه.

 غير أن ما قاله «الريسوني»، وفق «سي إن إن»، لم يعجب عددا من شيوخ المغرب، فالشيخ «حسن الكتاني»، كتب على صفحته بـ«فيسبوك»: «نحب ونحترم العلامة أحمد الريسوني، ولكن الحق أحب إلينا وحماية الشريعة وما بقي منها من أعظم واجباتنا اليوم، وما قاله الشيخ يُخالف مقاصد الشرع والله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، ففي كلام الشيخ توهين ما بقي في قلوب المغاربة من تعظيم رمضان وهيبة الصيام».

 كما رد الشيخ «البشير عصام المراكشي» في مقال له، بأن «أكره شيء للعالم الفقيه أن يكون مطية لأعداء الدين وأن يستدل لاختياراتهم بما لم يخطر على بالهم من الأدلة التراثية، وأن ما استدل به بخصوص المذهب المالكي غير متفق عليه، بل هو موضع خلاف، كما أن تدخل قوة الأمن لتطبيق العقوبة على المخالف للدين والقانون أقرب إلى المصلحة من ترك ذلك للعامة».

وكان الدكتور «محمد مختار الشنقيطي» أستاذ الأخلاق السياسية بمركز التشريع الإسلامي والأخلاق في قطر، أدان إجبار السلطات الحكومية غير الصائمين على التظاهر بالصيام.

وقال عبر سلسلة من التغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، صباح السبت الماضي، إن «التدين من غير حرية، عبودية للعباد، لا عبودية لرب العباد».

وأضاف «الشنقيطي» في تغريدة أخرى: «التظاهر بالصيام ممن ليس صائما نفاق، وهو أسوأ من الجهر بالإفطار، والأصل حسن الظن بالمفطر، وليس اتهامه».

وأوضح في تغريدة أخرى رآها دليلا عمليا على صحة رأيه: «لم يكن المفطرون في العهد النبوي، أو الخلافة الراشدة يتظاهرون بالصيام مراعاة لذوق عام لأنهم عاشوا في مجتمع اتسم بحسن الظن والوضوح».

واستشهد «الشنقيطي» برأي للدكتور «أحمد الريسوني»، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قال فيه: «لا أوافق على القوانين المغربية التي تمنع الناس من التظاهر بالإفطار».

وأضاف: «ورأيي مطابق لرأيه، الجهر بالإفطار حرية شخصية».

وتناول عدد من المغردين آراء «الشنقيطي» بالنقد وأحيانا الهجوم فرد عليهم: «الإبانة لا تحتاج دليلا، ومن يلزمون الناس بالتظاهر بالصيام، وهم مفطرون، عليهم الدليل من القرآن والسنة».

وكانت السلطات المصرية قد داهمت مقها في حي العجوزة بالقاهرة خلال نهار شهر رمضان الجاري، في 10 يونيو/حزيران، وصادرت بعض الممتلكات به، كما قامت السلطات المغربية مؤخرا بإلقاء القبض على شاب مفطر بالطريق العام.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

الشنقيطي الإفطار في نهار رمضان المغرب جدل فقهي

«الشنقيطي»: لا يجوز إجبار المفطرين على التظاهر بالصيام في نهار رمضان

الإفتاء الإماراتية: فدية الإفطار 10 دراهم وتجوز في 3 حالات

الإمارات: الحبس شهر أو الغرامة للمجاهرين بالإفطار في رمضان

السعودية تهدد المجاهرين الأجانب بـ"الأكل والشرب" في رمضان بالطرد

سكان قرية تركية يتناوبون الإفطار في رمضان على نفقة عائلة واحدة منذ 200 عام

المغرب.. المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان تثير جدلا بين الحرية وصون العقيدة