توقعات «ستراتفور» للربع 3: السعودية ستواصل دعم «السيسي» وعودة التحالف بين الإسلاميين في الأردن

السبت 16 يوليو 2016 02:07 ص

يواصل «الخليج الجديد» نشر ترجمة التقرير الاستشرافي لمركز «ستراتفور» البحثي الاستخباري الشهير، والذي تضمن توقعاته لمجريات السياسات العالمية خلال الربع الثالث من العام الجاري. يمكنكم الاطلاع على الجزء الأول من هنا.

استمرار الدعم السعودي لمصر وتصاعد الاضطرابات

وعلى الرغم من ضعف الدعم الشعبي والتراجع الكبير في حالة الاقتصاد المصري، فإن الرئيس «عبد الفتاح السيسي» والقادة العسكريين وقوات الأمن في القاهرة سوف يكونون قادرين على إدارة احتجاجات المعارضة خلال هذا الربع، رغم أن الاحتجاجات على اتفاقية نقل الجزر إلى السعودية من المرجح أن تنمو. ومع كون كل من الحكومة المصرية والنظام القضائي يخدمان الاستقرار الداخلي، فمن المرجح أن النتائج التي سوف تتوصل إليها المحكمة الإدارية العليا سوف تدعم الادعاء بأن الجزر كانت دائما أراض سعودية. وسوف يكون للبرلمان القول الفصل في هذه المسألة. ومع سيطرة مؤيدي «السيسي» عليه فإنه من المرجح أن يقوم بتمرير الصفقة. وسوف تكون الاحتجاجات العامة على تمرير الاتفاق أمرا لا مفر منه. ولكن حتى مع السيناريو المستبعد بقيام «السيسي» بالتراجع عن الاتفاق فإن السعودية سوف تواصل تقديم الدعم المالي لمصر لضمان أن «السيسي» والمجلس العسكري سوف يكونون قادرين على إدارة التحديات الأمنية والاقتصادية.

وقد كانت مصر تشعر بالفعل بالقلق إزاء دعم أنقرة لجماعة الإخوان المسلمين. والآن سوف يكون على مصر أن تشعر بالمزيد من القلق بشأن تأثير تركيا المتزايد في غزة مع بدء تدفق المساعدات خلال هذا الربع بعد تطبيع العلاقات مع (إسرائيل). سوف توثق تركيا علاقتها مع الجماعات الفلسطينية التي طالما كانت تتطلع إلى مصر للقيام بدور الوساطة مع (إسرائيل). وسوف يعطي التطبيع التركي الإسرائيلي دفعة للحوار حول خط أنابيب تحت سطح البحر يمتد من (إسرائيل) إلى تركيا عبر المياه القبرصية. من أجل المضي قدما في هذا الأمر فإنه ينبغي إزالة العقبات في البيئة التنظيمية الإسرائيلية والمضي قدما في المفاوضات بين قبرص التركية واليونانية. سوف تمضي مصر قدما في تطوير حقل زهر من أجل تقليل الاعتماد المحتمل على الغاز الطبيعي الإسرائيلي. بدلا من ذلك، فإن تركيا سوف تشكل أهمية كبرى بالنسبة إلى (إسرائيل) لتحقيق طموحاتها لتصبح أحد مصدري الغاز الطبيعي.

العراق .. بدء العمليات التحضيرية للسيطرة على الموصل

حققت القوات العراقية مكاسب كبير ضد الدولة الإسلامية في محافظة الأنبار خلال الربع الأخير. في وقت سابق من العام، تم الاستيلاء على الرمادي قبل أن يتم السيطرة على الفلوجة مؤخرا. خلال الربع القادم سوف تواصل القوات العراقية عملياتها الهجومية في المحافظة ولكن اهتمامها سوف يتحول بشكل أكبر إلى الشمال في اتجاه الموصل. ليس من المرجح أن يكون العراقيون قادرين على الهجوم على الموصل بشكل مباشر هذا العام، ولكن العمليات التحضيرية سوف تنطلق خلال هذا الربع. حدوث احتكاكات داخل صفوف التحالف المضاد لتنظيم الدولة الإسلامية هو أمر وارد في ظل احتوائه على خليط بين مجموعات الجيش العراقي والبشمركة الكردية والمجموعات المدعومة من تركيا والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران.

وسوف يمنع التركيز على العمليات ضد الدولة الإسلامية من تفكك حكومة «حيدر العبادي» خلال هذا الربع. ولكن الاضطراب السياسي سوف يظل قائما رغم ذلك. من المرجح أن يجدد الزعيم الشيعي «مقتدى الصدر» من جهوده في الضغط على حكومة بغداد من أجل تنفيذ بعض الإصلاحات و تشكيل حكومة أكثر شفافية، وأقل فسادا، في الوقت الذي يستغل فيه الأزمة من أجل توسعة القاعدة السياسية الخاصة به. في غضون ذلك، وافق مجلس الوزراء العراقي على الإصلاحات اللازمة لتأمين 5.4 مليار دولار في صورة قروض من صندوق النقد الدولي على مدار السنوات الثلاث المقبلة. (وافق الصندوق بالفعل على منح 634 مليون دولار من هذه الأموال).

في كردستان العراق، سوف تجبر الشراكة السياسية بين الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب غوران - الحزب الديمقراطي الكردستاني - على إعادة الانخراط في برلمان وحكومة الإقليم. سوف تفشل محاولات الحزب الديمقراطي الكردستاني في حل هذا التحالف. ٍسوف يواصل الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب غوران الضغط على الرئيس «مسعود بارزاني» من أجل التنحي. لكن «بارزاني» سوف يستمر في توظيف الأزمة الأمنية التي سببها تنظيم «الدولة الإسلامية» إضافة إلى الأزمة المالية بسبب انخفاض أسعار النفط، وإلهاء الاستفتاء الكردي من أجل تأجيل الانتخابات. سوف يؤدي هذا الاستقطاب السياسي إلى تجديد المنافسة بين إيران التي تدعم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ومقاومته للنفوذ التركي في المنطقة، وتركيا، والتي تدعم الحزب الديمقراطي الكردستاني.

سوف تستمر كل من أربيل وبغداد في معاناتهما من أجل الوفاء بمدفوعات شركات النفط خلال هذا الربع نظرا للضائقة المالية الشاملة. وإضافة إلى ذلك، سوف تفشل كل من أربيل وبغداد في التوصل إل اتفاق بخصوص تسويق النفط الذي ينتجه إقليم كردستان. وسوف تستمر المفاوضات بين أربيل وطهران من أجل تشييد خط أنابيب بديل ما يمكن أن يتسبب في مزيد من توتر العلاقات بين تركيا وإيران.

تحالف الإسلاميين في الأردن

سوف تبدأ التحضيرات للانتخابات البرلمانية المرتقبة في 20 سبتمبر/أيلول في الأردن خلال هذا الربع. سوف تفرز القاعدة الاجتماعية لتحالف زمزم والإخوان المسلمين عن حزب سياسي إسلامي سوف يدعو إلى إعادة ترتيب أوضاع الحكومة الأردنية وفق المبادئ المحافظة للإسلام. ربما يتحالف هذا الكيان المنتظر أيضا مع حزب جبهة العمل الإسلامي الذي أعلن مؤخرا عزمه المشاركة في الانتخابات وكسر معارضة استمرت لستة أعوام. سوف تحبط تحالفات الإخوان المسلمين جهود الحكومة لتقسيم الإسلاميين على الرغم من أن نهاية المقاطعة الانتخابية للإخوان سوف تضفي الشرعية على انتخابات الخريف. وعلى الرغم من الهجمات الإرهابية الأخيرة على طول الحدود الأردنية، فسوف يستمر الاستقرار النسبي في البلاد.

استمرار الانقسام في ليبيا

سوف يواصل تحالف البنيان المرصوص، الذي يضم مختلف الميليشيات من مصراتة تعزيز سيطرته على معاقل الدولة الإسلامية السابقة في سرت. وسوف يجبر ذلك الدولة الإسلامية على إعادة ضبط تكتيكاتها والعمل كجماعة متمردة بدلا من محاولة السيطرة على الأراضي في ليبيا.

سوف تتواصل مفاوضات حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة مع المؤسسات الليبية في الشرق والغرب مثل مصرف ليبيا المركزي، شركة النفط الوطنية والمؤسسة الليبية للاستثمار ولكن الحكومة سوف تعاني من أجل بسط شرعيتها خارج طرابلس ومصراتة. وسوف يستمر المجتمع الدولي في الضغط على الحكومة المنافسة في طبرق ومجلس النواب من أجل من أجل دعم حكومة الوفاق ولكن من غير المنتظر أن يتم الوصول إلى اتفاق خلال هذا الربع. وسوف يبقى موقف حكومة الوفاق من الجنرال «خليفة حفتر»، أحد أبرز الشخصيات المثيرة للجدل، من أهم الأسباب التي تصعب الوصول إلى اتفاق.

سوف يواصل «حفتر» والجيش الليبي شن العمليات العسكرية ضد الجماعات المسلحة في درنة وأجدابيا وبني غازي. ولكن التوتر بين القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق ونظيرتها المتحالفة مع «حفتر» في المناطق المحيطة بأجدابيا تزداد ومن المرجح أن تتطور الأمور إلى مناوشات بين الفريقين.

ربما تحقق ليبيا أيضا بعد التقدم نحو زيادة إنتاجها النفطي. التحالف السياسي والعسكري بين حكومة الوفاق وحرس مرافق النقط سوف يسهل الوصول إلى تفهمات حول استئناف إنتاج النفط من الموانئ التي يسيطر عليها الحرس على طول الساحل الليبي. ولكن مقاتلي الدولة الإسلامية الفارين من سرت والمتمركزين حول مواني وحقول النفط الجنوبية من المؤكد أن يعقدوا الجهود الرامية لإصلاح قطاع الطاقة في البلاد وهو ما يعني أن زيادة الإنتاج بشكل كبير غير مرجحة حتى نهاية هذا الربع.

  كلمات مفتاحية

العراق الدولة الإسلامية السيسي تيران وصنافير مصر ليبيا الأردن

توقعات «ستراتفور» للربع الثالث: السعودية تقلل نفوذ المؤسسة الدينية والإمارات تنسحب من اليمن (1-2)

«ستراتفور»: معارضة مصرية لحكم استعادة «تيران وصنافير» وصمت سعودي

«السيسي» عن أزمة تيران وصنافير: «أنا أخذت الضربة في صدري»

ماذا ستفعل الدولة الأردنية بالمكونات التي تمثلها جماعة «الأخوان المسلمون»؟

مصر.. استياء من تدريب عسكري على اقتحام مسجد بحضور «السيسي»

محلل (إسرائيلي): حلف إستراتيجيّ جديد بين تل أبيب ومصر والسعوديّة والأردن

التفكير خارج الصندوق أردنيا