«نبوءة أردوغان»: كيف يجعل الانقلاب الفاشل الرئيس التركي أكثر قوة؟

الأربعاء 20 يوليو 2016 02:07 ص

قال تقرير لمجلة «فورين أفيرز» إن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» هو المستفيد الاول من محاولة الانقلاب الفاشلة، وأنه سوف يستفيد منه في توطيد دعائم حكمه، بعدما شاهد الأتراك عشرات أو مئات الأبرياء منهم يموتون بسبب الانقلاب.

ونوه التقرير أنه «من الآن فصاعدا، سوف يكون أردوغان ليس فقط الرئيس الذي نجا بنجاح من محاولة للإطاحة به، وإنما الشخص الذي ظل يحذر شعبه من انقلابات مقبلة ويدعوهم للتصدي لها، وقد تحققت نبوءته ما يجعل الأتراك يتمسكون به ويعطونه الحق في تطهير الجيش وشن حرب علي خصومه».

وتوقع التقرير أن يستفيد «أردوغان» من هذا ويسعي لتمرير دستور جديد يكرس النظام الرئاسي، ويقلص دور الجيش ويسمح بهيمنة مدنية على الجيش لتبرير عدم انقلابه مرة أخري، وفي ظل اعتراضات قليلة بعكس ما كان قبل الانقلاب الفاشل، مستندا إلى إرادة الشعب.

ويقول تقرير «فورين أفيرز» أن عدم حكمة مدبري الانقلاب الذين تميزوا بعدم الكفاءة قد سمحت لـ«أردوغان» بإعادة تشكيل الدولة.

وقالت المجلة الأمريكية إن «أردوغان يتجه لاستخدام أحداث نهاية الأسبوع الماضي كمبرر للحصول على ما يريد في الفترة المتبقية من حكمه السياسي»، بما في ذلك الدستور الجديد، وحملة لتطهير كل المعارضة، أو حتى المواجهة الوشيكة مع الولايات المتحدة، التي بدت غير متحمسة لمعارضة الانقلاب وتعارض مصالح تركيا في سوريا والعراق.

وتقول المجلة أن الانقلاب الفاشل سيجعل «أردوغان» أكثر «استبدادا»، بحسب بعض المراقبين، وأنه سيعي لغربلة وتطهير الدولة التركية. ولكن نجاح الانقلاب لن يكون بأي حال من الأحوال انتصارا للديمقراطية، خاصة أن الانقلابات لا تحظى بشعبية كبيرة، وتراها حتى المعارضة الليبرالية كارثية على التنمية السياسية على المدى الطويل في البلاد.

وتؤكد لمجلة أن الانقلاب لن يكون إكسيرا سحريا للديمقراطية التركية، في أفضل سيناريو، لأنه ببساطة يؤدي إلى نهج أكثر استبدادا. بل أنه قد يفتح الباب لحرب أهلية. وذلك نددت أحزاب المعارضة في تركيا بالانقلاب بدلا من اعتباره فرصة للتخلص من «أردوغان» وحزب العدالة والتنمية.

وقالت المجلة إن «أردوغان» ظل دوما يركز علي قوته الشعبية في مواجهة القوي الأخرى، والتي حصل عليها بصناديق الانتخابات، وسعي لحشد أنصاره في عروض قوة شعبية رائعة، ما جعل من الصعب على الجيش مواصلة تحركاته التقليدية السابقة المتعلقة بالتدخل في السياسة التركية. مؤكدة أن التفكير في إسقاط «أردوغان» وحزب العدالة والتنمية وهو زعيم له شعبية لم يسبق لها مثيل، وحزب حقق نجاحات كثيرة، صعب من مهمة أي انقلاب مقبل.

ليس انتصارا للديمقراطية

وتؤكد المجلة رغم ذلك أن «هذا لا يعني أن فشل الانقلاب سيكون انتصارا للديمقراطية»، إذا أن مفاجأة يوم الجمعة بنزول الدبابات لشوارع اسطنبول، وقيام الطائرات الحربية بالتحليق على ارتفاع منخفض فوق أنقرة، وإعلان الاستيلاء على السلطة عبر التلفزيون الحكومي التركي، أظهر أن أسوأ مخاوف «أردوغان» قد تحققت وأن ما كان يحذر منه حدث رغم تحفظه له.

واستعرض التقرير سلسلة الانقلابات السابقة، وامتعاض الجيش من حجاب زوجة الرئيس السابق «عبد الله جول» قبل ترشجه، وصول إلى المرحلة التي صارت فيها زوجات الكثير من الوزراء محجبات، وسلطة الجيش في التدخل في السياسة أقل وأضعف، ما توقع معه مراقبون وقوع انقلابات.

ونوه إلى أن سلسلة المحاكمات والاعتقالات التي جرت على غرار أرغينيكون، التي اتهمت الحكومة بموجبها ضباط بالتخطيط لسلسلة من الانقلابات والهجمات لإسقاط النظام، كان وراء الانقلاب الأخير. وتم العثور على أدلة عن مشاركة من جرت محاكمتهم سابقا أو توجيه الاتهام لهم فيها.

أكثر ما يغضب هؤلاء العسكريين هو تمجيد «أردوغان» وتعاظم قوته، وسيطرة أغلبيته على الحكم، وقوله إن الانتخابات منحته السلطة المطلقة وتسمح لحكومته أن تتخذ أي إجراءات ترغب فيها.

وذكرت المجلة أن «أردوغان« لم يشعر بالأمان من الذراع الطويلة للجيش وكان يري دائما أن الانقلاب القادم قاب قوسين أو أدنى، وصنف هذه المحاولات بأنها «مؤامرة» سواء جاءت من الجيش، أو من حركة حليفه السابق «فتح الله كولن».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان انقلاب تركيا الجيش التركي

«فورين أفيرز»: لماذا فشل الانقلاب العسكري في تركيا ونجح في مصر؟

«جورج فريدمان»: التداعيات المحلية والجيوسياسية للانقلاب الفاشل في تركيا

«واشنطن بوست»: لماذا فشل الانقلاب الأخير في تركيا؟

«ستراتفور»: كيف يمكن أن يؤثر انقلاب تركيا الفاشل على دورها الإقليمي؟

«أردوغان» يروي تفاصيل ليلة الانقلاب ويؤكد: العالم ليس هو الاتحاد الأوروبي

«عمر خالص»:بطل تركي ..قُتِلَ ولم يسلم مقر «القوات الخاصة»

باعترافات المنفذين.. التفاصيل الكاملة لمحاولة اغتيال «أردوغان» ليلة الانقلاب الفاشل

فشل الانقلاب: الطبقة الوسطى المتدينة ترسم مستقبل تركيا على حساب النخبة الكمالية

‏الأتراك يحبون «أردوغان» رغم «سلطويته» .. والبعض يراه الأهم منذ «محمد الفاتح»

روسيا تؤكد عدم تأثير محاولة الانقلاب على التطبيع مع تركيا

الانقلاب التركي بين العرب والغرب

«أردوغان»: طلبنا تقديم الانقلابيين للعدالة لا قتلهم ورفض ذلك «وقاحة»