مدنيو منبج يتحولون إلى وقود للحرب

الأحد 24 يوليو 2016 07:07 ص

أصبح مدنيو منبج السورية وقودا للحرب بين «الدولة الإسلامية» و«قوات سوريا الديمقراطية»، ففيما يصر تنظيم «الدولة الإسلامية» على الاستمرار في القتال رغم الحصار المفروض عليه من قِبل «قوات سورية الديمقراطية»، مع انتهاء مهلة الـ 48 ساعة التي أعطيت لعناصر التنظيم للخروج من المدينة، تستمر «قوات سورية الديمقراطية» بحملتها لاستعادة المدينة.

واعترف التحالف الدولي بارتكابه مجزرة راح ضحيتها العشرات من المدنيين بالقرب من مدينة منبج بناء على إحداثيات قدّمتها «قوات سورية الديمقراطية».

وأعلنت قوات التحالف الدولي أمس الأول الجمعة، مقتل أكثر من 50 مدنيا في سوريا، جراء غارة جوية نفذتها، على منبج قبل عدة أيام.

وقال المتحدث باسم قوات التحالف الدولي، العقيد «كريستوفر غارفر»، في مؤتمر صحفي عقده في بغداد، إن «الغارة كانت تستهدف المباني والمركبات التابعة للدولة الإسلامية، إلا أن تقارير وردت من مصادر مختلفة تحدثت عن احتمال وجود مدنيين بين مسلحي التنظيم .

وأشار «غارفر» إلى أن الهجوم ضد «الدولة الإسلامية» في منبج، تم بناء على معلومات حصل عليها التحالف الدولي من فصيل منضوٍ تحت مظلة «قوات سورية الديمقراطية»، موضحاً أن الولايات المتحدة تقوم حالياً بالتحقيق في الأدلة والمعلومات الاستخبارية الداخلية والخارجية المتوفرة عن الحادث، لافتاً إلى أن قوات التحالف لم تنفذ هجومها إلا بعد أن تأكدت أن الجميع في المنطقة المستهدفة كانوا يحملون سلاحاً، أو أن كلاً منهم يتولى سلاحاً نارياً، أو يبدو مثل «الدولة الإسلامية».

مجازر ترتكبها قوات التحالف

كما وُجّهت اتهامات لقوات التحالف الدولي بارتكاب مجزرة جديدة بحق المدنيين ليل الجمعة-السبت، في قرية النواجة شرقي مدينة منبج، راح ضحيتها نحو 30 مدنيا بين قتيل وجريح.

لكن المتحدث الرسمي باسم «قوات سورية الديمقراطية»، «شرفان درويش» نفى وقوع مجزرة من هذا النوع، مؤكدا أنه «لم تكن هناك أي غارة على قرية النواجة، والقرية هي تحت سيطرة قواتنا».

وقُتل وأصيب أكثر من مائة مدني في السابع عشر من الشهر الحالي بغارات من طيران التحالف على قرية شمال مدينة منبج، ما خلّف عاصفة احتجاج واسعة لدى السوريين الذين طالبوا بتجنيب المدنيين ويلات الحصار والحرب.

وتؤكد مصادر مقربة من «قوات سورية الديمقراطية» ، أن معركة منبج «لن تنتهي إلا باستعادة المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية»وطرده من هذه المدينة.

 المحلل السياسي المقرب من «قوات سورية الديمقراطية»، «إدريس نعسان»،قال إن المهلة التي أعطيت للتنظيم للخروج من المدينة «كانت استجابة لنداء وجهاء وأهالي المدينة حقناً لدماء المدنيين»، مضيفاً في حديث لـ«العربي الجديد»: «هي ليست للإبقاء على الإرهابيين، وبالتالي الاستجابة للنداء من قِبل التنظيم، أو عدم استجابته، لن يغير من معايير الحرب على الإرهاب شيئاً"، مضيفاً: "ستستمر المعارك ضد هذا التنظيم حتى تحرير كل شبر من سيطرته».

من جهته، يؤكد مستشار الرئاسة المشتركة لحزب «الاتحاد الديمقراطي»، «سيهانوك ديبو»، أن مجلس منبج العسكري «مصمم على إنهاء مهمته المتمثلة بتحرير منبج من الدولة الإسلامية»، معتبرا أن «بقاء التنظيم في منبج هو المصيبة الكبرى بالنسبة لسوريا، ولعموم بلدان الشرق الأوسط».

وتقطعت السبل بآلاف المدنيين الذين لم يستطيعوا مغادرة المدينة، حيث يعيشون ضمن ظروف مأساوية تنذر بكارثة إنسانية كبرى في حال استمر الحصار والقصف الجوي المتواصل.

منبج بلا خدمات

ويشير الصحفي «عدنان الحسين»، وهو من أبناء منبج، إلى أن هناك نحو 200 ألف مدني داخل المدينة يعيشون بلا خدمات أساسية، إذ لا وجود للتيار الكهربائي، وبدأوا بشرب مياه الآبار، في ظل ندرة مادة الخبز والتي لا تكاد تكفي لربع المحاصرين، لافتاً إلى تعطّل المرافق الحيوية بشكل كامل وفي مقدمتها المستشفيات والمراكز الصحية، موضحاً أنه بقي في المدينة مستشفى ميداني لا يستطيع مواجهة الحالات الصحية الحرجة التي يموت أصحابها بسبب عدم وجود رعاية صحية أو أدوية.

 ويشير «الحسين» إلى أن طيران التحالف الدولي دمّر أغلب مباني المدينة، مضيفاً: «تعيش منبج مأساة تعجز الكلمات عن وصفها، وهذه المأساة مرشحة للتفاقم أكثر في ظل عدم سماح الدولة الإسلامية للمدنيين بالخروج، وعدم وجود حسم عسكري، أو توفير ملاذات آمنة للمدنيين»، مستبعدا وجود نية لدى الدولة الإسلامية لتسليم المدينة لـ«قوات سورية الديمقراطية» والخروج منها إلى أقرب معاقله في ريف حلب مدينة الباب، التي تقع غرب مدينة منبج بنحو 40 كيلومتراً.

أما المحلل العسكري «فايز الأسمر»، فيرى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» لن ينسحب من مدينة منبج إلا إذا دمرت بشكل كامل.

المصدر | الخليج الجديد+ العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

منبج الدولة الإسلامية قوات سوريا الديمقراطية التحالف الدولي سوريا

منبج السورية بين نزوح الأحياء واستحالة دفن الأموات

مصادر سورية: أمريكا قصفت منبج بالقنابل العنقودية

عشرات القتلى بطائرات التحالف على حلب.. ونشطاء: منبج تباد

«قوات سوريا الديمقراطية» تدخل مدينة منبج في ريف حلب

متحدث: وجود مدنيين يؤخر السيطرة على «منبج» السورية

‏المرصد السوري: خروج 2300 مدني من منبج

«سوريا الديمقراطية» تنفي السيطرة على مدينة منبج أبرز معاقل «الدولة الإسلامية»

واشنطن: ملتزمون بتعهدنا لتركيا فيما يتعلق بتحرير منبج من «الدولة الإسلامية»

«كارتر» يشكر أنقرة على دعمها لعمليات تحرير «منبج» السورية

«الجيش الحر»: القوات الكردية لم تترك «منبج» والمواجهة معهم قائمة