«بي بي سي»: لماذا تحيي السعودية نفوذ «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة؟

الأربعاء 3 أغسطس 2016 12:08 م

تساءل موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في تقرير له عن مدى علاقة السعودية بمنظمه مجاهدی خلق الإيرانية المعارضة على نحو يعزز دعمها رغم شعبیتها الضعيفة داخل الأوساط الإیرانیة وبين الدول الأوروبیة والولايات المتحدة.

وأشار التقرير إلى أن رئیس السلطة الفلسطینیة «محمود عباس» اجتمع مع «مريم رجوي»، زعيمة مجاهدي خلق، مساء السبت بعد ثلاثة أسابيع من حضور الأمير «تركي الفيصل»، رئيس الاستخبارات السعودية السابق، تجمعا حضره أنصار المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس.

واعتبر التقرير أن تعاقب الحدثين يشير إلى ميل نحو إبراز مكانة المنظمة الإيرانية وتسليط الضوء عليها، في ظل تراجع نفوذها وتأثيرها في أوساط المعارضة الإيرانية، بعد أن فقدت شعبيتها منذ ثمانينيات القرن الماضي إثر مشاركتها في الحرب العراقية الإيرانية واتخاذها مواقف مؤيدة لبغداد.

ولم يتسن الحصول على تعقيب من مكتب الرئيس الفلسطيني، بشأن اجتماع «عباس» مع «رجوي»، وفي الوقت نفسه لم تصدر أي تصريحات إعلامية من جانب المسؤولين الفلسطينيين تفصح عن أسباب الزيارة.

منظمة إرهابية

وكانت مجاهدي خلق قد أدرجت منظمة على مدار ثلاثة عقود علی قائمة المنظمات الإرهابية لدى ‌الاتحاد الأوروبي والولایات المتحدة، وهي متهمة بالضلوع في أعمال قمعیة مارسها نظام «صدام حسین ضد معارضیه، وبالطبع لم يخف ذلك عن عباس بصفته واحدا من أقدم الأعضاء فی حرکة فتح، ذات التاریخ الطویل في التعاون مع منظمة مجاهدي خلق.

ودأبت حركة فتح على تدريب عناصر المنظمة فی مخیماتها وقواعدها فی لبنان منذ سبعينيات القرن الماضي. وبعد الثورة الإيرانية شارك أعضاء من فتح يقيمون‌ في العراق مع مسلحي المنظمة فی معارك خلال الحرب على إیران، أبرزها معركة الثریا التي مكنت المنظمة من السيطرة علی بلدة مِهران الإیرانیة خلال الأسابیع الأخیرة قبل انتهاء الحرب عام 1988.

وقابلت شخصيا أعضاء من فتح في لبنان شارکوا فی تلك المعركة وأَرَوْنِي آثار إصاباتهم بالرصاص.

واستمرت عملية التواصل بین فتح ومجاهدي خلق بعد الحرب الإیرانیة العراقية في شكل تصريحات متبادلة من جانب مسؤولي کلتا المنظمتین الداعمتین لبعضهما بعضا.

لكن یبدو أن لقاء «عباس» و«رجوي‌» هو الأول من نوعه منذ تولیه رئاسة السلطة، حيث يثير الظرف الزمني‌ الراهن أسئلة لا يمكن تجاهلها. 

كما أثارت طريقة تعامل مکتب «عباس» بشأن اللقاء وعدم الإدلاء بأي تصريحات بشأنه بعض الشكوك، وأن ذلك ربما يحدث في ظل ضغوط.

وتعقد مجاهدی خلق تجمعا سنويا فی باریس، لکن التجمع الأخیر کان الأكثر لفتا للأنظار بسبب حضور الأمیر «ترکي الفیصل» الذي ألقى خطابا شدید اللهجة معارضا فيه النظام الإيراني.

واعتقد بعض المراقبین أن حضور «الفيصل» ودعمه لمنظمة مجاهدی خلق ليس موقفا ممثلا للحكومة السعودية، في حين اعتقد آخرون أن حضوره لا یمکن أن یکون بدون التنسیق مع الحكومة السعودیة أو الدیوان الملكي.

تغطية إعلامية واسعة

واستند المراقبون إلى مؤشرات كان من أبرزها التغطیه الإعلامية الواسعة للتجمع من جانب السعودية، فعلى سبيل المثال تناولت صحیفتا الشرق الأوسط والحیاة خبر تجمع مجاهدی خلق فی باریس كعنوان رئيسي لصفحتهما الأولى یوم 9 یولیو/تموز 2016 ووصفتا «مريم رجوي» بزعيمة المعارضة الإيرانية، كما أشارت الصحيفتان إلى عدد المشارکين في التجمع بأنه 100,000 شخص، وهو عدد يثير شكوك بعض الإعلاميين بشأن مدى صحته.

وبسؤال «سلمان الدوسري»، رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط، بشأن وصف «مريم رجوي بأنها زعيمة المعارضة الإيرانية، والحقيقة أنها مجرد زعيمة إحدي المنظمات المعارضة العدیدة، كان رده أنه أولى أهمية خاصة لهذا الحدث نظرا لأن التجمع هو الأکبر بالنسبة للمعارضة الإیرانیة حتی الآن.

وأضاف أن المنظمة التي تستطیع حشد مئة ألف مشارك من مؤیدیها في مکان واحد ليست منظمة عادیة کباقي المنظمات الأخری.

وقال «الدوسری» إن قرار إعطاء أولوية للخبر في صحيفته جاء بعد استشارة اثنين من الخبراء فی الشؤون الإیرانیة یتعاونان مع الصحیفة.

وأكد «أمير طاهري»، الصحفي الإيراني المخضرم وأحد خبراء الشؤون الإیرانیة لصحیفة الشرق الأوسط، أن أحدا لم یستشره في‌ الموضوع على الإطلاق.

كما نهجت قناه العربیة نفس النهج أثناء تغطيتها لتجمع باریس ووصفت «مریم رجوی» بالخطأ كزعیمة المعارضة الإیرانیة، وهو ما قد يشير إلى احتمال وجود نوع من التنسیق بین وسائل الغعلام السعودية فيما بينها.

ولا يملك الأمير «ترکی الفيصل» أسهما في مؤسسات إعلامية، كما أنه لا ينهض بأي دور فی إدارتها، لذا فإذا تم الافتراض جدلا وجود نوع من التنسیق بين تلك المؤسسات، فإن هذا التنسیق المفترض يخضع - فيما يبدو - لنفوذ أكبر من نفوذ الأمیر «ترکي» نفسه‌، وهو ما ينطبق على لقاء «عباس و«رجوي وحضور نواب مصریین تجمع مجاهدي خلق، فالأمر ربما يخضع لضغوط وإرادة تهدف إلى إحياء المنظمة الإيرانية من جديد بعد فقد نفوذها.

وتدعم إیران وبشکل علني منظمات مسلحة تتعارض مع المصالح السعودیة في المنطقة، وهو ما تندد به دائما التصريحات السعودیة منتقدة المسؤولين الإيرانيين، ومن ثم فمن المفترض أن تدعم السعودية من جانبها منظمات معارضة لإیران دون الجهر بهذا الدعم كما تفعل طهران.

ولکن يبرز سؤال بشأن مدى علاقة السعودية بمنظمه مجاهدی خلق على نحو يعزز دعمها رغم شعبیتها الضعيفة داخل الأوساط الإیرانیة وبين الدول الأوروبیة والولايات المتحدة؟

المصدر | بي بي سي

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران مجاهدي خلق

إيران تستدعي المشرف على مكتب رعاية مصالح القاهرة بعد مشاركة نواب مصريين في مؤتمر باريس

السفير الإيراني بالكويت: نتمنى ألا يكون للسعودية علاقة بمؤتمر باريس

«ظريف»: «تركي الفيصل» ربط مصيره بـ«الإرهابيين» عندما شارك في مؤتمر باريس

«مجاهدي خلق»: الأوضاع في إيران أصبحت أسوأ بعد الاتفاق النووي

«تركي الفيصل»: المملكة لا ترعي «الفكر الوهابي» الذي يغذي «التيارات المتطرفة»

مستشار «خامنئي»: السعودية «تزعم» حماية الحرمين الشريفين

«ناشيونال إنترست»: هل تتجه السعودية لتبني المعارضة الإيرانية الأكثر «راديكالية»؟

إيران تقر أخيراً بإعدام «لجنة الموت» لآلاف من سجناء «مجاهدي خلق» في 1988

إيران: أحكام «الخميني» هي أحكام الله.. و«مجاهدي خلق» كفار