حذر «إبراهيم المهيزع» أستاذ سلامة الغذاء بالسعودية، من الفراولة المجمدة والمستوردة إلى أسواق المملكة، مؤكدا أنه ليس من السهل معمليا التأكد من خلو الإرساليات من الفيروس.
وتتعارض هذه التحذيرات مع تصريحات رسمية أطلقتها هيئة الغذاء والدواء مطلع الأسبوع الجاري، طمأنت من خلالها المستهلكين بخلو الإرساليات الواردة إلى الأسواق المحلية من الفيروس الخطر والذي فتك بـ 89 شخصا في الولايات المتحدة الأميركية.
ووفقا لـ«المهيزع» فإن احتمال تلوث الفراولة بالفيروس وارد، كونها شجيرة صغيرة تنبت قريبا من التربة، وفقا لصحيفة «الرياض».
وأضاف «من الممكن أن تكون ملوثة بفيروس التهاب الكبد الوبائي، وغيره من الفيروسات والبكتيريا كمجموعة بكتيريا القولون البرازية الممرضة متى ما تم الري باستخدام مياه صرف صحي أو مياه ملوثة بمخلفات الإنسان والحيوان».
وتابع «تجميد الفراولة بحد ذاته لا يؤدي إلى القضاء على الفيروس أو أي ميكروب ممرض، وأن الفيروس سيبقى في المنتج النهائي إلا في حالة استخدام مادة فعالة مأمونة للقضاء على الميكروبات الممرضة، وهذا هو الضمان الأكيد لضمان سلامة المستهلك».
وأشار إلى أن المسؤولية تقع على الجهة الرقابية المعنية بسلامة الغذاء المستورد أو المنتج محليا للتأكد من الزام الجهات المنتجة أو المصدرة الالتزام باستخدام فاكهة من مزارع معتمدة، والقيام بالتفتيش على المنشآت التي تقوم بالتجميد أسوة بما يطبق على اللحوم، منبهاً في الوقت ذاته المستهلكين بعدم شراء الفواكه المجمدة وحتى الطازجة الا من مصادر موثوقة.
وأوضح «بالنسبة للطازجة كالجوافة يمكن التخلص من مكان القطع في الثمرة والجهة المقابلة له وغسلها جيدا باستخدام الكلور إن أمكن والشطف بالماء».
أما فيما يتعلق بالفورمالين، قال «المهيزع» إنه كان يمارس على نطاق المزارع الصغيرة في مصر ولكن منع رسميا، لكنه لم يستبعد وجود ممارسات خاطئة على مستويات فردية يمكن أن تلوث الحليب أو الجبن في مصانع عن طريق التعاونيات.
وأضاف «أحترم آراء الزملاء في الهيئة العامة للغذاء والدواء، لكنني اعتقد ان احتمال تلوث الفاكهة بالفيروس وارد جدا قياسا على وضع الإصحاح البيئي، ليس المقصود بكتيريا القولون الاعتيادي Generic E. coli ولكن هناك أنواع أخرى تصل خطورتها إلى حد أنها تسبب فشلا كلويا ولا سيما للأطفال، علاوة على ذلك ليس من السهل الكشف على HVA بالطرق السريعة، بل إن هناك احتمال الإصابة بالطفيليات مثل كربتوكوكس وكريبتوسبوريديوم».
واستطرد «أنا أنصح بعدم شراء هذا النوع من الفراولة المجمدة، ففي ذلك مجازفة، لكنه قال بالنسبة للطازجة، فتعامل بالكلور مع الشطف بالماء جيدا، وبالنسبة للخضار المجمدة يتم التعامل معها بحذر.
وأوضح أن «عمليات الطبخ عادة تكفي للقضاء على كافة الميكروبات، أما التلوث الكيميائي (كبقايا المبيدات) فلن يتأثر».
وكان تقرير صادر عن إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية، أوضح أن الفراولة المصرية تسببت في الإصابة بمرض الكبد الوبائي فصيلة (أ) في ولاية فرجينيا الأمريكية.
وأشار التقرير إلى أنه تم اكتشاف أن الخضار والفواكه المجمدة المستوردة من مصر ومنها الفراولة والملوخية والبامية يتم ريها بمياه الصرف الصحي، مما قد يصيب متناوليها بمرض الكبد الوبائي لاحتوائها على بقايا مخلفات بشرية
وتتبع وزارة الصحة العامة إجراءات صارمة بشأن سلامة الأغذية من خلال قسم صحة المنافذ ومراقبة الأغذية، حيث منعت الوزارة دخول حوالي 5 ملايين كيلو جرام من المواد الغذائية المخالفة للمواصفات وغير الصالحة للاستهلاك الآدمي خلال العام الماضي.
وقالت وكالة الأغذية والعقاقير الأمريكية يوم الجمعة إن الأجهزة الطبية شخصت حالات 119 شخصا في ثماني ولايات على أنهم مصابون بالالتهاب الكبدي الوبائي (أ) وإن معظمهم تناول مثلجات بها فراولة مجمدة مستوردة من مصر.
وفي وقت سابق، كشف مستوردون في السعودية إيقاف الهيئة العامة للغذاء والدواء لبعض الخضراوات والفواكه المستوردة من مصر بعد أن أثبتت التحاليل عدم ملاءمتها للاستخدام الآدامي في وقت سابق من العام الجاري.
وقال مستوردون، إن الهيئة سبقت إعلان وزارة الزراعة الأمريكية في التوصل إلى ملاحظات على المنتجات الزراعية التي تأتي من بعض الدول ومنها مصر.
وأوضح مستورد الخضراوات المجمدة «ماهر العقيلي» أن هيئة الغذاء والدواء تتعامل بصرامة مع الواردات الغذائية رغم أن لديها اتفاقات مع العديد من الدول المصدرة للمنتجات تقضي بضرورة سلامة الشهادات الصحية التي تمنح لأي منتج غذائي خصوصا الخضراوات والفواكه.
يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه وزارة الزراعة الأمريكية عن تحاليل مخبرية تؤكد وجود منتجات زراعية تمت سقايتها بمياه المجاري الأمر الذي تسبب في ظهور بقايا لفضلات آدمية وحيوانية على العديد من المواد الغذائية التي تصدرها مصر، إضافة إلى اكتشاف مواد يغلب استخدامها في دفن الموتى طبقا لما أورده التقرير الذي صدر في 360 صفحة بشأن بعض منتجات مصر الزراعية التي تصدر على هيئة خضار مجمدة مستوردة كالملوخية، والسبانخ، والبامية، والبازلاء، والفول الأخضر، والخرشوف، الأمر الذي يجعلها سببا رئيسيا في الإصابة بمرض الكبد الوبائي من فصيلة «إيه».
