مصر تشيد بموقف «حفتر» وحديث عن وساطة جزائرية لحل الأزمة الليبية

الأحد 25 سبتمبر 2016 06:09 ص

صرحت وزارة الخارجية المصرية أن مصر تقدر تسليم «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير «خليفة حفتر» للمنشآت النفطية إلى المؤسسة الوطنية للنفط.

واعتبرت الخارجية المصرية في بيان صادر عنها عقب مشاركة وزير الخارجية «سامح شكري» في اجتماع بنيويورك حول دعم ليبيا أن هذا الموقف يعكس التعامل بمنطق وطني ومهني مع ملف إنتاج وتصدير النفط.

وتبدو مصر متمسكة حتى النهاية بـ«حفتر» على الرغم من اعترافها المعلن بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وهو الموقف الذي أعربت عنه في بيان خارجيتها.

وفي حين أدانت جميع دول العالم تقريبا سيطرة قوات «حفتر» على المنشآت النفطية وطالبت بأن تتم عمليات إنتاج وتصدير النفط حصريا تحت سيطرة وإشراف الحكومة الشرعية؛ أشادت مصر بتحركه نحو الهلال النفطي، واعتبرت أن القوات التابعة له سلمت المنشآت النفطية مباشرة للمؤسسة الوطنية للنفط.

ويتسم الموقف المصري من الأزمة الليبية بنوع من الضبابية؛ فهي تعلن رسميا دعمها للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن اتفاق الصخيرات وتشارك في الاجتماعات الداعمة له؛ لكنها في الوقت ذاته تقدم الدعم المباشر لخصومه في الشرق وخاصة «حفتر» الذي ترى فيه مصر منقذ ليبيا من حكم الإسلاميين، بالرغم من أنه لم يسجل انتصارات تذكر ضد الجماعات الإرهابية في شرق البلاد.

ويتأثر الموقف المصري من الأحداث في ليبيا بشكل مباشر بموقف دولة الإمارات؛ الحليف الاستراتيجي الأول في المنطقة للرئيس «عبدالفتاح السيسي»؛ إذ تحدثت بعض المصادر عن أن الإمارات تقدم الدعم المالي واللوجستي لـ«حفتر» عن طريق مصر.

ويراهن حلفاء «حفتر» في المنطقة على هشاشة الوضع الدستوري لحكومة الوفاق التي لم تحصل حتى الآن على ثقة البرلمان الليبي في طبرق كما ينص على ذلك اتفاق الصخيرات، وعلى التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها منذ وصولها طرابلس نهاية شهر مارس/آذار الماضي.

وتتهم جهات ليبية مصر والإمارات بتقويض مساعي العالم في التوصل إلى تسوية للأزمة السياسية على أساس اتفاق الصخيرات، بسبب دعمهما المطلق لـ«حفتر» الذي يرفض الاعتراف بالمجلس الرئاسي ويدفع مجلس النواب إلى تعطيل عمله.

وتتحكم عوامل عديدة في موقف الإمارات ومصر من «حفتر» أبرزها التوازنات الإقليمية في المنطقة واصطدام الموقف الإماراتي بموقف السعودية؛ القوة الضاربة في منطقة الخليج العربي الداعمة لحكومة الوفاق الوطني الليبية، وهو ما يدفع مراقبين إلى الاعتقاد بأن هذا الموقف قابل للتغير في أي وقت في حال مارست السعودية ضغوطا في اتجاه التخلي عن «حفتر».

إلى ذلك اعتبر وزير الشؤون المغاربية والأفريقية الجزائري «عبدالقادر مساهل»؛ أن المصالحة الوطنية والحوار بين أطراف الأزمة الليبية هو السبيل الوحيد للتوصل إلى حلول ناجعة.

ويرى عدد من المتابعين للشأن الليبي أن الجزائر قد تكون وسيطا مناسبا بين أطراف الأزمة الليبية بسبب مواقفها المتوازنة وعلاقاتها الجيدة مع كلا الطرفين.

لكن أي حل للأزمة الليبية في المدى المنظور يمر حتما بممارسة ضغط كبير على «حفتر» من أجل إقناعه بالانخراط في العملية السياسية التي ترعاها «الأمم المتحدة» وتحظى بدعم دولي واسع، وهو ما يتطلب الاستعداد وبذل جهود في هذا الاتجاه من قبل حلفاء «حفتر» القادرين وحدهم على إقناعه بأن يكون جزء من الحل وليس جزء من المشكلة.

  كلمات مفتاحية

مصر ليبيا الجزائر خليفة حفتر سامح شكري عبدالفتاح السيسي

مصر تعلن تأييدها لسيطرة قوات «حفتر» على الموانئ النفطية الليبية