«نتنياهو» لوزرائه: توجهوا نحو أفريقيا

الأربعاء 28 سبتمبر 2016 07:09 ص

طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، أمس الثلاثاء، من وزراء حكومته الذهاب إلى أفريقيا في مسعى لتعزيز علاقات بلاده مع دول القارة السمراء.

وقال «نتنياهو» في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته أمس: «سبق وأن قلت إن إسرائيل تعود إلى أفريقيا، ومن المهم أيضا أن أقول إن أفريقيا تعود إلى إسرائيل».

وأضاف: «الأغلبية التلقائية في الأمم المتحدة تستند، أولا وقبل كل شيء على الكتلة الأفريقية، إنها ليست سوى مسألة وقت قبل أن نفتت هذه الأغلبية ونحركها من جانب إلى آخر، هذا هو تغيير كبير جدا في الوضع الدولي تجاه إسرائيل».

ويشير «نتنياهو» بتصريحاته هذه، إلى الدعم الواسع الذي تحظى به فلسطين في الجمعية العامة لـ«الأمم المتحدة وبخاصة من الدول الأفريقية ومساعيه لتحويل هذا الدعم لصالح «إسرائيل».

وتوجه «نتنياهو» إلى وزراء حكومته قائلا: «ادعوكم للذهاب إلى أفريقيا».

وفي يوليو/تموز الماضي، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي 4 دول أفريقية هي أوغندا وكينيا ورواندا وأثيوبيا.

وفي ذات الشهر زار مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية «دوري غولد» تشاد والتقى رئيسها «إدريس ديبي»، كما وقعت «إسرائيل» وغينيا في نفس الشهر أيضا اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد توقف استمر 49 عاما.

وخلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة لـ«الأمم المتحدة» الأسبوع الماضي في نيويورك التقى «نتنياهو» مع الرئيس السنغالي «ماكي سال».

وأعلن «نتنياهو» مؤخرا نيته القيام بجولة ثانية في أفريقيا دون أن يحدد موعدها أو الدول التي ستشملها.

التغلغل الإسرائيلي في القارة السمراء

وتمتلك الدولة العبرية 11 بعثة دبلوماسية في القارة الأفريقية، وتحديدا في بلدان جنوب أفريقيا وأنغولا والكاميرون وكوت ديفوار ومصر وإثيوبيا وغانا وكينيا ونيجيريا والسنغال، وإريتريا، وفق بيانات الخارجية الإسرائيلية المنشورة على موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت.

ومع أن اختصاص هذه البعثات تتجاوز البلد المضيف، فإن المعطيات المتوفرة تشي بضعف متوسط التمثيل الإسرائيلية في البلدان المصنفة تقليديا «فرانكفونية» (ناطقة بالفرنسية)، فيما تحافظ الناطقة بالإنجليزية منها على علاقات أوثق.

وعموما، وعلى نطاق دبلوماسي كلي، تناهز التمثيلية الدبلوماسية الإسرائيلية في أفريقيا، اعتمادا على عدد سفاراتها، الـ18%، وهي نسبة تعتبر من بين الأضعف مقارنة بالحضور الإسرائيلي ببقية القارات.

ففي آسيا، ورغم أن هذه القارة تضم عددا كبيرا من البلدان العربية لا تربطها بـ«إسرائيل علاقات رسمية، إلا أن نسبة التمثيلية الدبلوماسية تصل إلى 32%، والنسبة نفسها تنزل إلى 28% في القارة الأمريكية وترتفع إلى حدود الـ80% في الأوروبية.

تواضع التمثيلية الدبلوماسية الإسرائيلية في أفريقيا يرجعه عدد من الخبراء إلى تاريخ العلاقات بين الجانبين، المثقل بنقاط ارتكاز حادة وبمد وجزر لازماه لفترات طويلة.

فبداية العلاقات الإسرائيلية الأفريقية تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، وتحديدا إلى عام 1957 مع افتتاح تمثيلية دبلوماسية إسرائيلية في غانا، في خطوة شكلت تفعيلا لتوجه وزيرة الخارجية الإسرائيلية حينها «جولدا مائير»، بالتوجه نحو أفريقيا، مرتكزة على ما اعتبرته تشابها في تاريخ شعوب أفريقيا والشعب الإسرائيلي، بخصوص الاضطهاد الذي اختبره الطرفان، على حد رأيها.

وعاشت هذه العلاقات ربيعها المزدهر حتى حرب 1967؛ حيث أدى العدوان الإسرائيلي على مصر وسوريا والأردن، آنذاك، إلى تغيير صورة «إسرائيل»، من دولة فتية ومسالمة في نظر الأفارقة، إلى دولة قوية عدوانية وتوسعية.

وشكلت حرب 1967 بداية مراجعة لدى بعض الدول الأفريقية، وبداية مسار لقطع العلاقات شمل آنذاك أربع دول فقط هي غينيا، وأوغندا، وتشاد، والكونغو برازفيل.

وعقب حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 مع مصر وسوريا، عمدت الدول الأفريقية إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع «إسرائيل» بشكل جماعي بقرار ملزم صادر من «منظمة الوحدة الأفريقية» (التي تعرف حاليا بالاتحاد الأفريقي)؛ حيث قطعت 31 دولة علاقتها مع تل أبيب، إلا أن بعض الدول الأفريقية بدأت في إعادة علاقاتها مع «إسرائيل» بشكل فردي إثر توقيع مصر و«إسرائيل» على اتفاقية كامب ديفيد للسلام في عام 1978.

وفي ثمانينيات القرن الماضي، استأنفت العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وبعض البلدان الأفريقية، وهي الزائير (الكونغو الديمقراطية حاليا) في مايو/أيار 1982، وليبيريا في أغسطس/آب 1983، كوت ديفوار في فبراير/شباط 1980، والكاميرون في أغسطس/آب من العام نفسه، وتوغو في يونيو/حزيران 1987، قبل أن تقع استعادة العلاقات الرسمية، في تسعينيات القرن الماضي، في نحو 40 بلدا من أفريقيا جنوب الصحراء.

وبحسب أرقام «المعهد الإسرائيلي للصادرات والتعاون الدولي»، فإن لائحة الشركاء التجاريين القارين للدولة العبرية تضم كلا من جنوب أفريقيا وأنغولا وبتسوانا ومصر وكينيا ونيجيريا وتوغو.
أما المجال الأكثر استقطابا للأفارقة، فتظل الخبرات الإسرائيلية في مجال الأمن، وليس أدل على ذلك من أن نظام ثاني رئيس للكونغو الديمقراطية، «مبوتو سيسي سيكو» (1965 إلى 1997) كان من أبرز زبائن الدولة العبرية من بين عدد آخر من الأفارقة.

وإلى حدود أواخر سبعينيات القرن الماضي، تبرم حوالي 35% من مبيعات الأسلحة الإسرائيلية في أفريقيا، بحسب مجلة «جون أفريك» الفرنسية نقلا عن «نعومي شازان»، وهو أستاذ فخري للعلوم والدراسات السياسية والدراسات الأفريقية بالجامعة العبرية في القدس.

المصدر نفسه أضاف أن عناصر من «الموساد» ومبعوثين عسكريين ومجموعة صغيرة من رجال الأعمال عوضوا الدبلوماسيين كمحاورين مميزين للقادة الأفارقة وأحزاب المعارضة (على وجه الخصوص).

أما اليوم، فتسجل مبيعات الأسلحة الإسرائيلية في أفريقيا ارتفاعا مطردا، وبحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فإن عقود بيع الأسلحة بلغت في 2013 نحو 223 مليون دولار، مع بلدان غرب أفريقيا لوحدها، مقابل أقل من نصف المبلغ للعام الماضي.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

أفريقيا إسرائيل العلاقات الإسرائيلية الأفريقية بنيامين نتنياهو