السعودية لن تقبل اتفاق سلام باليمن لا يشترط حل ميليشيات الحوثيين

الخميس 29 سبتمبر 2016 06:09 ص

أكد المستشار في وزارة الدفاع السعودية، اللواء «أحمد عسيري»، إن المملكة لن تقبل بأي اتفاق سلام في اليمن إلا إذا اشترط قيام حركة الحوثيين بحل جناحها المسلح.

يأتي ذلك  بالتزامن مع مباحثات مرتقبة في العاصمة العُمانية مسقط، اليوم الخميس، بين المبعوث الأممي إلى اليمن، «إسماعيل ولد الشيخ أحمد» والوفد المشترك للحوثيين وحزب الرئيس السابق «علي عبد الله صالح» لعرض اتفاق سلام.

وخلال مؤتمر صحفي نظمته السفارة السعودية في برلين، اليوم، قال «عسيري»، وهو أيضا المتحدث باسم قوات «التحالف العربي»، الذي تقوده السعودية، إنه على رغم الحاجة إلى حل سياسي للحرب في اليمن «إلا أن المملكة لن تؤيد اتفاقاً يسمح للحوثيين بالإبقاء على المسلحين»، حسب صحيفة «الحياة» السعودية.

وأضاف أن السعودية «لن تقبل بوجود مسلحين في فنائها الخلفي» من دون إشارة مباشرة إلى عرض الهدنة.

وعن الموقف العسكري في اليمن، أوضح أن القوات اليمنية الشرعية تتقدم باتجاه العاصمة صنعاء التي ما تزال خاضعة للحوثيين، وأنه لا يتوقع عمليات عسكرية كبيرة عند وصولها إلى المدينة.

وأضاف: «الأمور جيدة الآن يوماً بعد يوم يقترب الجيش اليمني أكثر من العاصمة. لا نتوقع عمليات كبيرة في العاصمة لأنه لا يوجد كثير من القوات في العاصمة. نتقدم ببطء لكن بثبات».

ولفت «عسيري» إلى أن السعودية أعادت بناء الجيش اليمني «من الصفر» ولا تزال ملتزمة بدعمه لكنها لا تريد تنفير الشعب اليمني بنشر أعداد كبيرة من القوات السعودية في البلاد.

وأضاف: «إننا ننفذ عملاً عسكرياً محدوداً للغاية لدعم الجيش اليمني. نقوم بدعم جوي ونستهدف مخازن ذخيرتهم ونستهدف تحركات من حين إلى آخر لكنها عملية للجيش اليمني».

وكشف أن استراليا وأميركا وفرنسا والسعودية اعترضت خمس شحنات أسلحة من إيران إلى اليمن قبالة سواحل اليمن من دون أن يقدم تفاصيل.

وأكد «عسيري» أن السعودية تسعى لتجنب سقوط قتلى مدنيين باستخدام أسلحة موجهة بدقة، لكنه اتهم الحوثيين باستخدام مواقع مدنية في العمليات العسكرية.

وأضاف: «هذه حرب. قد تحدث أخطاء. نقوم بما هو ضروري لتجنب أي أخطاء وإذا وقع خطأ لدينا لجنة بين التحالف والحكومة اليمنية للتحقيق».

المبعوث الأممي يلتقي وفد الحوثيين وصالح اليوم

ومن المقرر أن يصل إلى العاصمة العُمانية مسقط في وقت لاحق من اليوم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»،  في إطار جهود أممية تسعى لحل النزاع اليمني المتصاعد منذ أكثر من عام ونصف العام.

ونقلت وكالة «الأناضول» للأنباء عن مصادر سياسية يمنية، طلبت عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالتصريح لوسائل الإعلام، إن المبعوث الأممي سيعرض على الوفد  المشترك لجماعة «الحوثي» وحزب الرئيس السابق، «علي عبدالله صالح»، العالق في مسقط منذ 6 أغسطس/آب الماضي، «تصورًا لحل النزاع» اليمني، يشمل الاتفاق على هدنة لمدة 72 ساعة.

وفي التاسع من أغسطس/آب الماضي، علّق التحالف العربي الرحلات من وإلى مطار صنعاء الدولي بشكل تام؛ بسبب ما وصفها بـ«ظروف الحرب الراهنة»، قبل أن يتراجع ويستثني الرحلات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.

ووفقا لذات لمصادر، فإن الأمم المتحدة والدول الخمس الكبرى (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا) تضغط من أجل استئناف وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من أبريل/نيسان الماضي، وتعرض للانهيار مع رفع مشاورات الكويت في 6 أغسطس الماضي، بعد فشلها في التوصل إلى سلام بعد مفاوضات استمرت لأكثر من 90 يوما.

ويحمل المبعوث الأممي خطة دولية لحل النزاع كشف وزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري»، أواخر أغسطس/آب، عن بعض ملامحها، وتتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون، وانسحابهم من صنعاء، وتسليم السلاح الثقيل إلى طرف ثالث، لم يتم الافصاح عنه.

وخلافا للجولات الماضية، لن تتجاوز الجولة المرتقبة عدة أيام، حيث لن تشهد مفاوضات بين طرفي الصراع، بل توقيع اتفاق سلام تم الإعداد له بكثافة منذ رفع مشاورات الكويت، والاتفاق على ملامحه النهائية، وفقا للمصادر.

وتشترط الأمم المتحدة أن يسبق ذلك اعلانا رسميا من الجانبين بالتزامهم بالهدنة لمدة72 ساعة، مع أنباء عن «موافقة مبدئية» من الحكومة اليمنية، بعد لقاءات جمعت الرئيس ، «عبد ربه منصور هادي» مع المبعوث الأممي.

وشهدت الأيام الماضية، حراكا دبلوماسيا رفيع المستوى من أجل حل الأزمة اليمنية؛ إذ التقى المبعوث الأممي في نيويورك الرئيس «هادي»، ووزير خارجيته، «عبد الملك المخلافي»، وناقش معهما مقترح لحل الأزمة يتضمن هدنة لمدة 72 ساعة، فيما قام اللواء «محمد سليمان» فرغ، المستشار العسكري لـ«ولد الشيخ»، بزيارة للعاصمة الرياض من أجل الاتفاق على الهدنة.

وقالت مصادر أممية لـ«الأناضول»، إن إحدى المستشارات السياسيات لـ«ولد الشيخ» نفذت زيارة غير معلن عنها إلى العاصمة صنعاء خلال اليومين الماضيين، والتقت قيادات من الحوثيين وحزب «صالح».

وأشارت المصادر إلى أن مستشارة «ولد الشيخ» وصلت إلى مطار صنعاء الدولي على متن طائرة أممية، مع استمرار حظر الرحلات التجارية للمسافرين من قبل التحالف العربي منذ التاسع من أغسطس/آب الماضي.

ورجحت أن يتم رفع الحصار عن مطار صنعاء خلال الأيام القادمة، والسماح لوفد الحوثيين وصالح بالعودة للتشاور مع قياداتهم حول الصيغة النهائية للحل.

ومع السماح لوفد الحوثيين بالعودة والتحركات السياسية، يتوقع مراقبون أن الحل السياسي للأزمة اليمنية قد نضج أكثر من أي وقت مضى.

وألمح رئيس الوزراء اليمني، «أحمد عبيد بن دغر»، أمس الأول الثلاثاء، في مقابلة مع تلفزيون الإماراتي لذلك، وقال: «مبدئيا لابد من اتفاق سلام(..) كل الحروب تنتهي بسلام وهو غاية الناس».

واشترط «بن دغر» أن تنسحب القوات التي ساندت الحوثيين من صنعاء وتحل محلها قوات يمنية قادرة على حماية أمن صنعاء وتعز والحديدة في المرحلة الأولى من الاتفاق، حسب تعبيره، وهو ما سيطرحه «ولد الشيخ» على وفد الحوثي وصالح، اليوم الخميس.

وتصاعدت حدة النزاع في البلد المضطرب، مع فشل الجولة الثالثة (21 أبريل/نيسان إلى 6 أغسطس/آب الماضيين) من المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة بين طرفي الأزمة اليمنية، الأولى في جنيف منتصف يوليو/تموز 2015، والثانية في مدينة بيال السويسرية منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، والثالثة في الكويت (21 إبريل/نيسان الماضي وحتى 6 أغسطس/آب)، لكنها فشلت جميعا في تحقيق السلام بين طرفي الصراع الحكومة من جهة، والحوثيين وحزب صالح من جهة أخرى.

وأسفر النزاع عن مقتل 6 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 35 ألف، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فضلا عن أوضاع إنسانية وصحية صعبة.

المصدر | الخليج الجديد + صحف ووكالات

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية الحوثي صالح اتفاق سلام ولد الشيخ مسقط