«و.س. جورنال»: «بن سلمان» أعطى الضوء الأخضر لصفقة أوبك التي تسببت في ارتفاع أسعار النفط

الاثنين 10 أكتوبر 2016 11:10 ص

قال أشخاص مطلعون أن الأمير «محمد بن سلمان» بعث وزير طاقته إلى اجتماع أوبك الشهر الماضي في مهمة صعبة بحيث ينجز صفقة تنافسية مع إيران، دون أن تمس قدرة المملكة على الكفاح من أجل حصة سوق النفط.

كان التوجيه صادرا عن ولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان»، البالغ من العمر 31 عاما الذي يقود حرب المملكة العربية السعودية في اليمن ضد المتمردين المدعومين من إيران. أحبط الأمير «محمد» محاولات سابقة للوصول لصفقات حول إنتاج النفط داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول هذا العام. حيث تشعر المملكة العربية السعودية بالقلق حيال زيادة الإنتاج الإيراني بعد انتهاء العقوبات الغربية.

تم التوصل إلى اتفاق مبدئي في الجزائر الأسبوع الماضي، وأدى إلى خفض الإنتاج بنسبة 1٪ إلى 2٪ من 14 دولة في المنظمة بما يصل بالإنتاج إلى 33.2 مليون برميل يوميا. ووافقت أوبك لأول مرة منذ 8 سنوات على الحد من إنتاجها. وارتفعت أسعار النفط، مع ارتفاع أسعار النفط الخام الأمريكي الذي كسر حاجز 50 دولار للبرميل يوم الخميس للمرة الأولى منذ أواخر يونيو/حزيران، بزيادة أكثر من 13٪ منذ اتفاق أوبك في 28 سبتمبر/أيلول.

كما تعززت أسعار النفط في الأيام الأخيرة جراء عمليات السحب الكبيرة من النفط المخزن في الولايات المتحدة. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء أن مخزونات النفط الخام الأمريكية انخفضت بمقدار 3 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 30 سبتمبر/أيلول، وهو انخفاض للأسبوع الخامس على التوالي. وهذا كان له علامة أخرى على أن الطلب يرتفع في مواجهة زيادة المعروض من الخام الذي تسبب بانهيار الأسعار في عام 2014.

لكن صفقة أوبك فاجأت المراقبين لسوق النفط على حين غرة بعد سنتين من التردد من المنظمة. وأثار محللون مسألة ما إذا كانت المملكة العربية السعودية قد عكست سياستها في القتال للحصول على حصة السوق في عصر أسعار النفط المنخفضة.

ووفقا لأشخاص مطلعين ، لم يأذن الأمير «محمد» بتغيير في استراتيجية حصة السعودية في السوق. وفي حين أن المملكة العربية السعودية سوف تتحمل الجزء الأكبر من التخفيضات المقترحة من أوبك، بمقدار حوالي 400 ألف برميل يوميا بحلول نهاية العام، فإن المملكة كانت تخطط لتنفيذ تلك التخفيضات على أي حال.

وقال وزير الطاقة السعودي «خالد الفالح» إن المملكة يمكن أن تخفض إنتاجها من المستويات القياسية لهذا الصيف، وصولا إلى مستويات أكثر استدامة في الربيع.

وفي الوقت نفسه، وافقت إيران على وضع سقف لا يزال غير معروف لإنتاجها لأول مرة. واتفق أعضاء أوبك الآخرين على الخفض كذلك، بكميات لم تحدد بعد.

ونفى مسؤول في وزارة الطاقة السعودية أن السيد «الفالح» قد أخذ الأوامر من الأمير ولي ولي العهد، لكنه قال: «السيد الفالح دائما يقوم بالتشاور المستمر حول السياسات النفطية مع الملك، وولي العهد وولي ولي العهد».

وقال مسؤول في صناعة النفط السعودي حول اتفاق أوبك: «ليس هناك في الحقيقة تغيير في استراتيجية النفط السعودية أو حل وسط كبير من جانب السعوديين». وأضاف: «المملكة ستظل قادرة على تلبية كل طلبات عملائها بشكل مريح عند هذه المستويات ودون أن تفقد حصتها في السوق».

على سبيل المثال، خفضت السعودية يوم الأربعاء أسعار النفط في الأسواق الرئيسية في آسيا وأوروبا، من أجل تكثيف التنافس على حصة السوق مع إيران والعراق وأنغولا وغيرهم من أعضاء أوبك. ومن المرجح أن يدفع خفض الأسعار السعودية تلك الدول إلى مجاراة السعر السعودي للحفاظ على قدرتها التنافسية.

يراقب تجار النفط الآن ما إذا كانت الدول غير الأعضاء في أوبك مثل روسيا ستقوم بالانضمام إلى خفض الإنتاج. حيث ستجتمع روسيا، التي تنتج مزيدا من النفط الخام أكثر من أي بلد آخر، مع السعودية وغيرها من أعضاء أوبك الأسبوع المقبل في مؤتمر في اسطنبول لمناقشة تخفيضات محتملة.

الأمير «محمد» هو الثاني في ترتيب ولاية العرش في السعودية ويمارس سياسة توسعية، بما في ذلك الاقتصاد والدفاع. وقد عهد إليه والده بالإشراف على العديد من التغييرات لإصلاح الاقتصاد والحد من الاعتماد على النفط. يرأس الأمير أيضا مجلس إدارة شركة النفط العربية السعودية، وهي أعلى هيئة لصنع القرار في أكبر شركة نفط في العالم، وكان قد شارك بشكل كبير في قرارات السياسة النفطية في العام الماضي.

وكان الأمير السعودي قد أوقف التوصل إلى اتفاق على إنتاج النفط مع روسيا وغيرها من أعضاء أوبك في قطر في إبريل/ نيسان.

وقال شخص مطلع على استراتيجية السعوديين أنه تم دفع المملكة إلى العمل بعد أكثر من عامين من تراجع أسعار النفط، بعد أن ظهر الألم الاقتصادي على المواطنين السعوديين العاديين الذين اعتادوا على نمط حياة مدعومة. أيضا كان هناك حاجة للمملكة العربية السعودية للمال لمواصلة الضغط في حربها على الحدود الجنوبية مع اليمن.

التقى الأمير «محمد» مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في قمة مجموعة الـ20 في الصين في أوائل سبتمبر/أيلول. وبعد الاجتماع، أعلن وزيرا الطاقة السعودي والروسي اتفاقا لتحقيق الاستقرار في السوق.

وقال أشخاص مطلعون على المسألة أن السيد «الفالح» يرغب في أن تستعيد أوبك دورها، ويخشى أن المنظمة قد تنهار. وقيل أنه اجتمع مع الأمير «محمد» للتشاور حول الاجتماع الذي عقد في الجزائر العاصمة.

وقال شخص مطلع: «تم إعطاء الضوء الأخضر للفالح لجعل هذا يحدث. وهذا أتى من قبل محمد بن سلمان».

لا يزال الاتفاق الذي وقع في الجزائر قابلا للانهيار. أوبك لديها تاريخ طويل من الاتفاق على خفض الإنتاج، إلا أن انهيار الاتفاق يحدث عندما تغير الدول آراءها. تسعى إيران لزيادة الإنتاج، وليس الحد منه، وهذا هو حال أعضاء أوبك نيجيريا وليبيا، حيث انخفضت المشاكل الأمنية.

يمكن أن يساعد ارتفاع أسعار النفط منتجي النفط الصخري الأمريكي، ما قد يسهم في ضخ إنتاج جديد. وقد تسبب الطفرة النفطية الأمريكية في تحطم أسعار النفط. وقال مسؤولون سعوديون إن تخفيضات الإنتاج السعودية تساعد فقط المنتجين الأمريكيين ، وبالتالي فإن المملكة تضخ ذروة إنتاجها الخاص وتقوم بالمنافسة بأسعار منخفضة.

وقال «روبن ميلز»، الرئيس التنفيذي لشركة استشارية في دبي: «يبدو أنه مجرد تغيير وتبديل في استراتيجية السعودية التي تستهدف بدرجة أقل التنافس مع الولايات المتحدة، وبدرجة أكبر المنافسين في أوبك مثل إيران».

المصدر | وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

السعودية أوبك بن سلمان خالد الفالح روسيا اتفاق أوبك