حالة من الغضب الممزوجة بالسخرية، شهدها موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بالسعودية، الأحد، إثر إعلان وزارة المالية، صرف الرواتب بالتقويم الهجري الشمسي.

وحددت وزارة المالية السعودية يوم الـ 27 من الشهر الجاري أكتوبر/ تشرين الأول لصرف الرواتب في المملكة.

وأوضحت وزارة الالمالية آلية تطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 551 وتاريخ 27 سبتمبر/ آيلول 2016، القاضي بأن يتم صرف رواتب موظفي الدولة بما يتفق مع المرسوم الملكي رقم م/ 6 وتاريخ 12/4/1407هـ، الموافق 14 ديسمبر 1986، وقد تضمن التعميم الذي أصدرته الوزارة بشأن تعليمات إقفال السنة المالية الحالية تحديد اليوم الخامس من كل برج هجري شمسي موعداً لتحويل الرواتب إلى الحسابات البنكية للموظفين.

وبدأت السعودية، بداية الشهر الجاري، العمل بالتقويم الميلادي بدلا من التقويم الهجري، بعد حوالي 86 عاما من العمل به.

وبموجب القرار فإنه سيتم صرف راتب الشهر الحالي في اليوم الخامس من برج العقرب الموافق لليوم السابع والعشرون من أكتوبر/ تشرين أول 2016، فيما سيتم صرف راتب الشهر القادم في اليوم الخامس من برج القوس الموافق لليوم السادس والعشرون من شهر نوفمبر/ تشرين ثاني 2016، وسيستمر الصرف وفق هذا التنظيم مستقبلاً.

مغردون على «تويتر»، دشنوا وسما بعنوان «صرف الرواتب بالأبراج»، استنكروا فيه القرار، وسط حالة من السخرية التي انتابت كثير من المغردين، الذي وصلوا بالوسم إلى مرتبة متقدمة بين الوسم الأكثر تداولا بالمملكة.

فكتب «وليد الفراج»: «لو كان البيان بأن صرف رواتب موظفي الدولة يوم 27 ميلادي من كل شهر لكان أسهل استيعابا للناس.. الفلسفة في الصياغة مشكلة».

وأضاف «أبو أحمد القرني»: «لو نلتزم بالميلادي لنسير مع العالم لكان خيرا وأبقى من هذا التكلف والتعسف في أمور تافهة جدا وتعقيد الحسابات بلا طائل».

وتابع «عبد الرازق الشمري»: «هذه نكبة لالتزاماتنا الشهرية، نكبة الأعياد وشهر رمضان هذا غير نكبة قروضنا البنكية المرتبطة بيوم ٢٥ من كل شهر هجري».

وسخر «عبد المجيد الناصر»، قائلا: «الشعب الوحيد اللي بيتعامل بـ3 تقاويم.. الهجري القمري للأعياد والصوم، والهجري الشمسي للرواتب، والميلادي لحجوزات الفنادق الطيران».

واتفق معه «حسن المحامض»: «الحين الراتب بالأشهر الشمسية والترقية بالأشهر الهجرية والسنة المالية بالأشهر الميلادية نصبح أعظم شعب يفهم بالتاريخ».

وأضاف «عبد العزيز الحربي»: «يعني السعودي يتابع الآن ثلاث تقاويم.. الأبراج علشان الرواتب.. الميلادي علشان المواعيد.. الهجري علشان المناسبات الدينية».

فيما قال «مشهور الدبيان»: «ما افتكينا من لخبطة الهجري والميلادي تدخلون تواريخ بالأبراج بعد.. الظاهر الدولة الوحيدة اللي تمشي على ٣ أنظمة بالتاريخ».

وتابع «سعد عطية الغامدي»: «صاحب الفكرة ربما مدمن قراءة برجك هذا الأسبوع.. فجاء الأمر على مراده».

وسخر «بندر» بالقول: «هنقبض بالتقويم (الهجري الشمسي)، ما ثبتنا على (الهجري القمري) ولا تحولنا لـ(الميلادي الشمسي).. ضيعنا مشيتنا ومشية الحمامة».

كما سخر «عادل الكلباني»، حين قال: «ما عاد يقدر أي مفتي يقول لا تتابعون الأبراج.. هذا لا إسلام ولا أهل كتاب».

وأضاف «ماجد بن فهد»: «كويس ما طلعت بالفصول.. شتاء وصيف وخريف وربيع.. الله يستر لا تعجبهم الفكرة».

وتهكم «أبو شلغم»: «عزيزي الزوج إذا سمعت زوجتك تكلم بالتيلفون وتقول راتب الثور ما نزل.. تمالك أعصابك فهي لا تقصدك».

وأضاف «خالد الفلاح»: «المصيبة.. إذا جالك واحد وقالك معك سلف لنهاية الحمل».

فيما غرد «بدر الشمري»، قائلا: «احنا اليوم ١٥ محرم.. والراتب بـ5 عقرب».

وأضافت «مروة»: «من باب الاحتياط كل واحد يشوف برجه بالصيني».

وتابع «عبد الله القرني»: «كانت الأبراج حرام ومن يبحث عنها يدخل باب للشرك.. والآن سيصبح تعلمها محبب.. هل الراتب يغيير ـحكام الشرع ـم كنتوا بياعين حكي».

وأشار «مشاري الغامدي» إلى أنه «بسبب حسبة الأبراج بدل ما يكون ١٢ راتب في السنة راح تصير ١١ ، تبعاً لسياسة التقشف الحالية، كل عام وأنتم بخير».

ووافقه في الرأي آخرون، نشروا جدولا بمواعيد الرواتب، وقالوا إنه لا يوجد راتب لشهر رمضان.

وقالت «عائشة»: «المتعارف عليه السنة فيها ١٢ شهر = ١٢ راتب.. مع رؤية 2030.. أصبح ١٢ شهر عمل = ١١ راتب.. مع الرؤية مش حتأدر تقمع فلوسك».

وأضافت «لولى المزروعي»: «بالأساس كل ٣ سنوات يروح راتب شهر.. الحين صار كل سنه يطير راتب شهر.. وبكره تسمع تبرع لمصر أو لغيرها».

وأشار «محمد العيدي»، إلى أن «الأبراج للحساب وليس للتنبؤات.. ولكن سنويًا سينقص من راتبك 33.3%.. يعني راتب 10 أيام بسبب اختلاف الحساب القمري والشمسي».

فيما قال «ظافر البلوي»: «موافقين على خصم 10 أيام من الراتب كل سنة.. وردونا ثانية على الهجري.. ليش اللفة هذي كلها!».

وتساءل «عبد الله الغامدي»: «راتبي التقاعدي وصلني صباح اليوم.. ما أدري على أي برج.. عادة يأتي منتصف الشهري الهجري».

كما تساءل «الحصين»: «عندما يتم صرف الرواتب بالأبراج ويفصل عن الأشهر الشرعية.. وما يرتبط بها من أعياد.. فهل سيتم صرف الراتب خلال الإجازة أم ستتغير الإجازات».

وقال «عبد الله صالح»: «واقع التعليقات حول صرف الرواتب بالأبراج.. استفتاء شعبي صادق يثبت أن غيرة الناس على ما يرتبط بالهوية أكبر من غيرتهم على ما يمس رزقهم».

واتفق معه «عبد العزيز العمري»: «عجبت لما في هذا الرابط من تعليقات تنم عن تمسك الناس بهويتها وتقويم الأمة فالهوية أكبر من المال».

تجدر الإشارة إلى أن تعليمات إقفال الصرف للعام الحالي تضمنت تحديد موعد إيقاف الصرف بنهاية دوام اليوم 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، كما تضمنت التعليمات ترتيبات الصرف للفترة المتبقية من العام الحالي وكذلك المواعيد الخاصة بالفترة المتممة لإقفال حسابات السنة المالية الحالية.

وأظهر إحصاء معتمد على معطيات رسمية أن قرار السعودية القاضي بربط صرف رواتب موظفي الدولة بناء على التقويم الميلادي، بدلاً من الهجري المعمول به حالياً، سيوفر على المملكة 14.9 مليار ريال (قرابة 4 مليارات دولار).

وتوقعت الحكومة السعودية أن تسجل عجزاً مالياً للعام الجاري، قيمته 87 مليار دولار، مقارنة مع عجز فعلي بلغ 98 مليار دولار، مع هبوط النفط واستمرار تمويل البلاد للأنشطة العسكرية للتحالف العربي في اليمن.