بغطاء من البيشمركة: مراسلون (إسرائيليون) في الموصل لتغطية الحرب

الاثنين 24 أكتوبر 2016 09:10 ص

بعد اعتراف مراسلين تابعين لقناتين رئيسيتين (إسرائيليتين)، مؤخراً، بوجودهم على أرض القتال في الموصل تسآءلت إحدى الجرائد العربية، اليوم الاثنين، في تقرير لها عن المشاركة (الإسرائيلية) في الحرب:هل توقف الأمر عند الفرق الإعلامية؟ ومن ثم الضغط عليها بعدم إذاعة ما تراه يمس بالأمن القومي الصهيوني، أم تمادى إلى ما هو أبعد؟

وما هو أبعد يخص استغلال المعركة لمحاولة تصوير العرب على إنهم (إرهابيين) والتكريس لتلك الصورة، بالإضافة إلى الشكوك حول مشاركة قوات (إسرائيلية) في حرب استرداد الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية» الدائرة رحاها الآن.

ومعركة الموصل التي بدأت، الاثنين الماضي، يحاول الإعلام العبري عبرها، أن يقوم بمزيد من الانقضاض على ما يراه فريسة سائغة للحرب النفسية من ناحية، وتأليب الرأي العام (الإسرائيلي) ضد العرب من ناحية أخرى.

وبحسب جريدة «رأي اليوم» اللندنية فإن الانطباع المترسخ في الأذهان يقول بأن الصورة التلفزيونية والصحفية لا تكذب، ولذلك يُكثر الإعلام العبري من الصور التي تصور العرب يَقتلون، بدلاً من الحقيقة القائلة بأن اليهود هم المرتكبون للمجازر على الدوام في حق العرب.

موقع «المصدر (الإسرائيلي) تناول الأمر مؤخراً على أن الموصل عاصمة (داعش العراقية)، على حد قوله، باتت محاصرة من ثلاث نواحٍ، بفضل التعاون بين القوات الكردية، الجيش العراقي، الميليشيات الشيعية، والمساعدة الجوية من الدول الغربية، وبذلك تواصل القوات إنقاذ المدينة».

والموقع الذي يعمل على تحسين صورة (إسرائيل)، رغم واقعها المشوّه، تابع: «أصبحت أنظار العالم كلّه نحو المعارك، رغبةً في رؤية إذا ما كان تنظيم (داعش)، التنظيم الذي يهدد منذ سنوات مواطني العالم كله، سيُهزم».

ورغم حظر دخول (الإسرائيليين) إلى العراق إلا أن فرقاً إعلامية من قناتين رئيسيتين نجحتا في اختراق ميدان القتال من خلال استخدام جواز سفر أجنبي، بحسب الموقع.

معدة التقرير أفادت: «التصوير ميدانيًا صعب ويُشكّل خطرًا. ويُغطّي مدينة الموصل دخان رماديّ كثيف بشكلٍ دائمٍ، وهو يشير بدقةٍ كبيرةٍ إلى المناطق التي تدور المعارك فيها».

وبحسب تقريرها، الذي يكرس إلى إجرام العرب عبر تنظيم «الدولة الإسلامية، فإن الأخير يمارس قتلاً للمراسلين إلا أن الأمر لا يخيف المراسلة (الإسرائيلية).

ونقلت مراسلة القناة الثانية الإخبارية (الإسرائيلية) عن أحد المقاتلين أن: «لديه 10 أطفال، ولكنّه لا يخاف من الموت من (داعش). كما وقف أحدهم أمام الكاميرا، وقال (تفو على أبوبكر البغدادي)، أيْ على مَنْ أعلن نفسه خليفة المُسلمين في العراق وبلاد الشّام».

 وبالإضافة إلى هذا قال الموقع المذكور: «إنّه عندما اقترب طاقم القناة العاشرة (الإسرائيليّة) إلى الموصل، توقفّ عند جانب الطريق أمام مشهد مخيف، إذْ رأى الطاقم سيارة محمية كانت تنقل فريقًا إعلاميًا لدولةٍ أخرى، وهي تجتاز عبوة ناسفة وضعتها قوات (داعش) على هامش الطريق الرئيسية المؤدية إلى المدينة».

وأشار إلى أنه: «أصيب أحد المراسلين إصابة بالغة في رأسه. أصبحت الجسور في الطريق إلى المدينة مفجّرة، وباتت الأنقاض التي خلّفها تنظيم (داعش) وراءها واضحةً جدًّا».

إلا ان الموقع عاد ليستدرك: «باتت تتعاون قوات البشمركة الكردية، التي تُحاصر الموصل من الشمال، جيّدًا مع فرق التصوير، التي وصلت إلى خط الجبهة تمامًا، على بعد نحو 20 كيلومترا من الموصل».

إلا انه من المفروغ منه، بحسب الموقع، أنه: «لا يُعرّف المراسلون أنفسهم كـ(إسرائيليين)، لافتًا في الوقت عينه، إلى أنّه رغم العلاقات الجيدة بين (إسرائيل) والأكراد، فإنّ القتال يجري بالتعاون مع الجيش العراقي الشيعي وميليشيات شيعية أخرى بتمويل الإيرانيين، الذين لم يفرحوا بالتأكيد بالالتقاء بـ(إسرائيليين) ».

 وأضح الموقع أنه حتى الآن: «نتعاون كلّ القوات مع بعضها البعض، ولكن إذا نجح أفرادها في احتلال المدينة وتحريرها من أيدي (داعش)، فمن غير الواضع ماذا سيحل بمصيرها، وهل ستستمر أخوة المقاتلين بين الطوائف المختلفة، وهي القوات التي كانت تتقاتل فيما بينها قبل سنوات فقط، ولكنّها أصبحت الآن تتعاون معًا ضدّ العدو المشترك».

اما حقيقة الأسئلة المطروحة حول الأمر كله فإنها تتلخص في كونهم في (إسرائيل) لا يكشفون الحقائق كاملة، ولذلك فمن غير المعروف إن كانت الدولة العبرية تساهم في المعركة بمراسلين أم بما هو أكثر؟

واختتمت الجريدة اللندنية تقريرها قائلة: «ناهيك عن أنّ مقّص الرقيب العسكريّ، ربمّا، يعمل على مدار الساعة لمنع الإعلام من التعامل مع القضيّة لأنّها “تمسّ بالأمن القوميّ (الإسرائيليّ)، رغم أنّ السواد الأعظم من وسائل الإعلام العبريّة، ليس بحاجةٍ إلى رقيبٍ عسكريٍّ، فهو الرقيب والحسيب لنفسه».

المصدر | الخليج الجديد+رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

غطاء البيشمركة مراسلون إسرائيليون الموصل تغطية الحرب