«السبهان» في زيارة مفاجئة للبنان هي الأولى.. ترشيح «عون» للرئاسة السبب

الخميس 27 أكتوبر 2016 12:10 م

يصل مساء الخميس، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج «ثامر السبهان»، إلى لبنان، في زيارة هي الأولى لمسؤول رفيع المستوى منذ توتر العلاقات بين البلدين.

ونقلت «الأناضول»، عن مصادر دبلوماسية إن الوزير السعودي «سيصل بيروت اليوم في زيارة مفاجئة يلتقي خلالها رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام».

وأضافت المصادر أن اللقاء «سيحمل اقتراحات لتذليل العقبات بين البلدين، والحدّ من الاعتراض ضد الاتفاق بين زعيم تيار المستقبل سعد الحريري والعماد ميشال عون (في إشارة لمسألة انتخاب رئيس للبلاد)».

تأتي هذه الزيارة، في الوقت الذي يتجه زعيم مسيحي مخضرم حليف لـ«حزب الله»، التي اتعبترها السلطات السعودية، إرهابية، لملء الفراغ الرئاسي اللبناني في صفقة تعزز صعود حلفاء إيران، وتشير إلى تراجع الدور السعودي في البلاد.

وبحساب الكتل التصويتية في مجلس النواب اللبناني، أصبح من شبه المؤكد أن «ميشال عون» سيصبح رئيسا للبلاد الأسبوع المقبل، بناء على ترشيح غير متوقع من قبل الزعيم السني «سعد الحريري» الذي قاد تحالف القوى المدعومة من السعودية على مدى عقد من الصراع السياسي مع «حزب الله» وحلفائه المدعومين من إيران.

والخميس الماضي، أعلن «الحريري» تأييده ترشيح «عون» لرئاسة لبنان، وهو ما دعمه «حزب الله» الذي يعد أبرز خصوم السعودية في لبنان.

وبحسب «رويترز»، فإنه مع إدراكها صعوبة هزيمة «حزب الله» فيما يبدو، فإن لبنان تراجع إلى قاع قائمة الأولويات الإقليمية للسعودية، بسبب انشغالها بمواجهة إيران في اليمن والبحرين وسوريا.

ودفع هذا حلفاء الرياض في لبنان لعقد صفقات جديدة من أجل الحفاظ على مصالحهم.

وقال «نبيل بو منصف» المعلق السياسي في جريدة «النهار» اللبنانية: «لم يعد لبنان أولوية لدى المملكة العربية السعودية ولم تعد السعودية تدعم حلفاءها في لبنان الأمر الذي أدى إلى إضعاف الرمز الأساسي للسعودية وحليفها الأساسي في لبنان الذي هو الرئيس سعد الحريري وباقي الأطراف في 14 آذار».

وكان رئيس الوزراء اللبناني الأسبق «سعد الحريري» أعلن الأسبوع الماضي في خطاب نقله التلفزيون تأييده ترشيح خصمه لرئاسة البلاد مؤكدا أن قبوله بذلك هو «تسوية سياسية» خوفا على لبنان في ظل شلل الحكومة منذ بداية الحرب السورية.

ولكن ما يجري الآن ينظر إليه على أنه هزيمة لمعسكر «الحريري» حيث قال «بومنصف»: «نحن الآن أمام فريق سلم أمام فريق آخر.. هناك منتصر ومنكسر.. هناك غالب ومغلوب. هذا الأمر في لبنان يرتب دائما تداعيات خطرة على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية وغير ذلك».

وأضاف: «نحن أمام انفراج في انتخاب رئيس جمهورية ولكننا أمام حقول الغام في اليوم التالي».

ويعيش لبنان فراغاً رئاسياً منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق «ميشال سليمان»، في 25 مايو/ أيار 2014، وفشل البرلمان على مدار أكثر من 44 جلسة في انتخاب رئيس جديد نتيحة الخلافات السياسية.

وتوترت العلاقات السعودية اللبنانية بسبب ما سمته المملكة بمواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر الإقليمية والدولية، لاسيما من «حزب الله» الشيعي، عقب الاعتداء على سفارتها في طهران مطلع العام الجاري، بالتزامن مع تجميد مساعدات عسكرية سعودية إلى لبنان بقيمة 4 مليارات دولار.

وجاءت التصريحات الرسمية الصادرة لاحقاً من لبنان تؤكد أهمية العلاقات مع السعودية، أبرزها إعلان رئيس الوزراء اللبناني رغبة بلاده في الحفاظ على العلاقات مع الدول العربية لاسيما المملكة.

يشار إلى أن «السبهان»، كان يشغل قبل أسابيع منصب السفير السعودي في العراق، قبل أن يتم تغييره بناءً على طلب الحكومة العراقية إثر تصريحاته المنتقدة لميليشيات الحشد الشعبي الشيعية.

وحتى كتابة هذه السطور، لم تعلن الجهات الرسمية في كلا البلدين عن هذه الزيارة.

وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/ كانون الثان الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجاً على إعدام «نمر باقر النمر» رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ«التنظيمات الإرهابية».

وتتهم السعودية «حزب الله» بالموالاة لإيران والهيمنة على القرار في لبنان، وتنتقد تدخّله العسكري في سوريا للقتال إلى جانب نظام «الأسد» منذ 2012، وأدرجت عدداً من عناصره على قائمة الإرهاب.

وبدروه يهاجم «حزب الله» السعودية على خلفية مواقفها السياسية، ولاسيما بعد بدء عملية «عاصفة الحزم» في اليمن لدعم الشرعية ممثلة في الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» في مواجهة الحوثيين.

  كلمات مفتاحية

حزب الله لبنان السعودية ثامر السبهان إيران

«عون» يقترب من رئاسة لبنان بدعم من حزب الله