«محمد السادس»: المغرب سيعود إلى مكانه الطبيعي في أفريقيا

الاثنين 7 نوفمبر 2016 06:11 ص

قال العاهل المغربي الملك «محمد السادس»، إن بلاده ستعود إلى مكانه الطبيعي في أفريقيا.

جاء ذلك، في خطاب ألقاه العاهل المغربي من العاصمة السنغالية دكار من أجل إظهار كل الاهتمام، الذي توليه المملكة للقارة الأفريقية.

وقال الملك إن «المغرب راجع إلى مكانه الطبيعي في أفريقيا»، مشددا من جديد على «مغربية الصحراء» الغربية، بحسب «أ ف ب».

ووصل العاهل المغربي مساء الأحد إلى العاصمة السنغالية في زيارة رسمية، آتيا من الغابون، بعد جولة دبلوماسية أجراها في شرق أفريقيا قادته إلى رواندا ومن ثم تنزانيا.

واعتبر الملك في دكار أن «هذا الخطاب من هذه الأرض الطيبة، (هو) تعبير عن الأهمية الكبرى التي نوليها لقارتنا».

وإذ أشاد بالسنغال ووصفها بـ«البلد العزيز»، توجّه الى الشعب المغربي بالقول «إني أخاطبك الآن من قلب إفريقيا، حول الصحراء المغربية»، وتحدث مطولا عن رغبة المغرب بالانضمام مجددا إلى الاتحاد الافريقي.

ويقوم المغرب بحملة دبلوماسية حاليا في القارة الافريقية، بعدما طلب رسميا في سبتمبر/ أيلول الماضي، العودة إلى الاتحاد الأفريقي.

وفي الرسالة التي بعثها إلى القمة الـ27 للاتحاد الأفريقي المنعقدة بالعاصمة الرواندية كيغالي، أوضح الملك المغربي «محمد السادس» أن المغرب الذي انسحب من منظمة الوحدة الأفريقية في ظروف خاصة، لم يغادر أفريقيا أبدا.

وانسحب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية في سبتمبر/ أيلول 1984، احتجاجا على قبول المنظمة عضوية «الجمهورية الصحراوية» التي شكلتها جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب «بوليساريو».

وبقيت عضوية الرباط معلقة في المنظمة ثم في الاتحاد الأفريقي الذي تأسس في يوليو/ تموز 2001، ويضم حاليا 54 دولة.

ويأتي طلب المغرب العودة إلى الاتحاد الأفريقي بفعل قناعة جديدة بأن سياسة المقعد الفارغ لم تعد تصبّ في صالح دفاعه عن وحدته الترابية وفق محللين، في وقت يرى البعض أن جدية مشروع الحكم الذاتي وسحب دول أعضاء في الاتحاد اعترافها بالبوليساريو وراء هذا القرار.

وشدد الملك من دكار على أنه تتوافر للمغرب «أغلبية ساحقة لشغل مقعده داخل الأسرة المؤسسية الإفريقية»، مضيفا: «عندما نخبر بعودتنا، فنحن لا نطلب الإذن من أحد لنيل حقنا المشروع».

وأشار الى أن «السياسة الأفريقية للمغرب، لن تقتصر فقط على أفريقيا الغربية والوسطى، وإنما سنحرص على أن يكون لها بعد قاري، وأن تشمل كل مناطق أفريقيا»، مع انخراط أكبر في مكافحة الإرهاب وقضايا الهجرة وتغير المناخ.

وينعقد في مراكش المغربية المؤتمر الدولي الـ22 للمناخ من 7 الى 18 من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

وسعيا لتعزيز مكانته الافريقية، سيغتنم المغرب فرصة قمة المناخ لتنظيم قمة للقادة الأفارقة في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

من جانبه، قال مصدر دبلوماسي مغربي، إن خطاب الملك سيبقى «تاريخيا ويرسم مستقبل السياسة» التي ينتهجها المغرب إزاء أفريقيا والتي تشمل «القارة بأكملها»، وترتبط بعمق بقضية الصحراء المغربية.

وقضية الصحراء الغربية هي الملف المركزي في السياسة الخارجية للمملكة. ويعتبر المغرب هذه المنطقة «جزءاً لا يتجزأ» من أراضيه.

ويسيطر المغرب على معظم مناطق الصحراء الغربية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 1975، أي بعد خروج الاستعمار الأسباني، ما أدى الى اندلاع نزاع مسلح مع جبهة «بوليساريو» استمر حتى سبتمبر/ أيلول 1991، حين أعلنت الجبهة وقفا لإطلاق النار تشرف على تطبيقه بعثة الأمم المتحدة.

وتقترح الرباط منح حكم ذاتي للصحراء الغربية تحت سيادتها، إلا أن «بوليساريو» تطالب باستفتاء يحدد عبره سكان المنطقة مصيرهم.

ولا تزال جهود الأمم المتحدة في الوساطة بين أطراف النزاع متعثرة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المغرب بوليساريو أفريقيا محمد السادس