هنأ الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، نظيره الأمريكي «دونالد ترامب»، عقب انتخابه رئيسا، في الوقت الذي توقع رئيس البرلمان الأوروبي «مارتن شولتز»، أن تكون علاقات الاتحاد الأوروبي مع أمريكا أكثر صعوبة.

جاء ذلك في الوقت الذي عاودت أسعار النفط الخام ومؤشر الدولار، الأربعاء، صعودها مجدداً بعد تصريحات «معتدلة» من «ترامب» تجاه المجتمع المحلي والعالم، لكنهما يبقيان أدنى من أسعار إغلاق الثلاثاء.

وأشار موقع الكرملين، إلى إرسال الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» ببرقية تهنئة إلى «ترامب»، متنميا له النجاح والتوفيق في العمل المسؤول بعد توليه منصب رئاسة أمريكا.

وأعرب «بوتين» في البرقية عن أمله في «العمل سويا مع ترامب من أجل إخراج العلاقات الروسية الأمريكية من حالة الأزمة، ومن أجل حل القضايا الملحة على جدول الأعمال الدولي، والبحث عن ردود فعالة على التحديات التي يواجهها الأمن العالمي».

كما أعرب الرئيس الروسي، عن قناعته بأن «الحوار البناء بين موسكو وواشنطن على أساس مبادئ التكافؤ والاحترام المتبادل، وأخذ مواقف الطرف الآخر بعين الاعتبار، سيصب في مصلحة الشعبين الروسي والأمريكي والمجتمع الدولي برمته».

علاقات أكثر صعوبة

في الوقت الذي نقلت «الألمانية»، عن رئيس البرلمان الأوروبي «مارتن شولتز»، توقعه أن تكون العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية أكثر صعوبة بعد فوز «ترامب».

وجمع «شولتز» في حوار مع شبكة «ايه ار د» الألمانية، بين التصويت لـ«ترامب» والتصويت البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي، قائلا إن «التصويتين يعدان شكلا من التصويت الاحتجاجي».

الموقف الفرنسي، جاء مطابقا لما أبداه «شولتز»، حين نقلت «الأناضول»، عن وزير الخارجية الفرنسي «جان مارك إيرو»، قوله إن «هناك مسائل رئيسية بحاجة إلى أن تتوضح مع واشنطن، بعد فوز دونالد ترامب بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية».

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير لقناة «فرنسا 2»، حيث قال: «هناك مسائل رئيسية مثل الصراع في سوريا، والاتفاق النووي مع إيران، والتغير المناخي يجب أن تتوضح مع الولايات المتحدة».

واعتبر الوزير الفرنسي أن «شخصية ترامب مثيرة للتساؤلات، تجعلك تفكر وتطرح أسئلة وربما تثير ردود فعل».

إلا أنه عاد وقال: «فرنسا حليف للولايات المتحدة، وستبقى هكذا».

أما وزير الخارجية الإيطالي «باولو جينتيلوني»، فقال إن «العلاقات الودية بين بلاده والولايات المتحدة الأمريكية لن تتغير حتى بعد فوز ترامب».

وأضاف للبرنامج الإذاعي «أنكيو»: «سوف تواصل إيطاليا العلاقات الودية والتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.. لن يتغير ذلك.. وبالمثل لن يتغير نفورنا من الحمائية والانغلاق».

وتابع الوزير الإيطالي قائلا: «لن نغير أسس سياستنا الخارجية وسوف نواصل التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية».

تعافي محدود

جاءت ترحيات الوزير الإيطالي، عقب معادوة أسعار النفط الخام ومؤشر الدولار، الأربعاء، صعودها مجدداً بعد تصريحات «معتدلة» من «ترامب» تجاه المجتمع المحلي والعالم، لكنهما يبقيان أدنى من أسعار إغلاق الثلاثاء.

وبعث «ترامب» في خطاب الفوز الذي أدلى به بعد ظهور النتائج الأولية فوزه بالأصوات المطلوبة، متعهداً بأن يكون رئيساً لكل الأمريكيين، وقال: «أسعى إلى تحقيق شراكات مع دول العالم وليس الصراعات».

وبعد أن هبط إلى 44.70 دولاراً في وقت سابق اليوم، عاود برميل خام القياس العالمي مزيج برنت تسليم يناير/ كانون ثاني، للصعود إلى 45.65 دولاراً، عند الساعة (08:25 تغ) لكنه يبقى أدنى من أسعار إغلاق الثلاثاء.

وصعد مؤشر الدولار الأمريكي، تزامناً مع خطاب «ترامب» بعد هبوطه إلى أدنى مستوى في شهر، وسجل 97.41 نقطة بحلول الساعة (08:29 تغ) صعوداً من أسعار التعاملات المبكرة لليوم التي بلغت 95.96 نقطة.

وأمس الثلاثاء، أغلق مؤشر الدولار عند 97.88 نقطة.

وبعد موجة ارتداد صعودي مع ظهور مؤشرات فوز «ترامب» في بداية تعاملات اليوم، عاودت أسعار العقود الآجلة للذهب إلى الانخفاض، من 1332 دولاراً، إلى 1302 دولار، مقارنة مع أسعار إغلاق الثلاثاء البالغة 1274 دولار.

وقال «ترامب» في خطاب الفوز، إن لديه برنامجاً اقتصادياً سيدفع نسب النمو في الولايات المتحدة إلى الصعود.

يشار إلى أن المرشح الجمهوري «دونالد ترامب»، حسم المعركة الانتخابية لصالحه في سباق رئاسي تاريخي، من حيث تقارب النتائج في الولايات الرئيسية، ليكون الرئيس 45 للولايات المتحدة الأمريكية.

وتخطى «ترامب» حاجز 270 صوتا بفوزه بولاية بنسلفانيا، ومع انتهاء التصويت في أنحاء البلاد، وبحسب آخر الإحصاءات، فاز «ترامب» بـ29 ولاية، منها: فلوريدا وأوهايو وإنديانا وكنتاكي وويست فرجينيا وتينيسي وميسيسبي وأوكلاهوما وألاباما ونورث كارولينا وساوث كارولينا، بينما فازت منافسته الديمقراطية «هيلاري كلينتون» بـ19 ولاية منها كاليفورنيا وهاواي وكولورادو وإلينوي ونيويورك ونيوجيرسي، وبهذا حصلت «كلينتون» على 218 صوتا مقابل 276 لـ«ترامب».

ولكي يفوز مرشح بالرئاسة الأمريكية عليه أن يحصد 270 صوتا (النصف +1) من أصوات المجمع الانتخابي.

ومن المتوقع أن يصوت المجمع الانتخابي رسميا لانتخاب رئيس الولايات المتحدة في 19 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، ويقر «الكونغرس» الأمريكي نتائج التصويت في 6 يناير/ كانون الثاني العام المقبل.

وسيتولى الرئيس الجديد مهام عمله أثناء مراسم التنصيب في 20 يناير/كانون الثاني 2017.

ويصنف «ترامب» بأنه قريب من اليمين المتشدد في الحزب الجمهوري، واشتهر بعدائه للمهاجرين في أميركا خصوصا المتحدرين من أصول مكسيكية الذين يتهمهم بإغراق البلاد بالمخدرات والعنف، ولا يتردد في الدعوة لإعادة النظر في قوانين الهجرة، ووقف منح الجنسية الأمريكية للأطفال الذين يولدون فوق الأراضي الأمريكية.

وأطلق «ترامب» تصريحات مثيرة للجدل في ما يخص السياسة الخارجية المرتبطة بالعالم العربي، من قبيل دعوته لإعادة احتلال العراق والاستيلاء على حقول نفطه للتصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية».

كما عبر «ترامب» مرارا عن معارضته الشديدة للاتفاق النووي، الذي وقعته طهران مع الدول العظمى في يوليو/ تموز 2015، واعتبره «أسوأ اتفاق»، تعهد بأنه «سيمزقه منذ اليوم الأول» لتوليه مهام الرئاسة.