قالت زعمية يمينة متطرفة، في فرنسا، إن انتخاب «دونالد ترامب» رئيسا لأمريكا، يبرز عالم جديد، ويعزز من فرصها لتكون رئيسة لبلادها.

وأوضحت زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسية المتطرف «مارين لوبان»، في حوار مع «بي بي سي»، أن «ترامب قام بما كان يظنه البعض غير ممكن».

وأضافت: «فوز ترامب حجر إضافي في بروز عالم جديد ليحل محل نظام قديم»،

وتابعت: «نأمل أن يتمكن الشعب في فرنسا أيضا من قلب الطاولة التي تتقاسم النخب من حولها ما يتعين أن يكون أمره للفرنسيين»، مقارنة رفض الفرنسيين في استفتاء العام 2005 وضع دستور أوروبي وتصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2016.

وتشير استطلاعات الرأي في فرنسا إلى أن «لوبان» صاحبة الآراء المتطرفة والمعادية للعرب والمسلمين والمهاجرين بشكل عام، قد تصل إلى المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو/ آيار المقبل، إذا ترشحت في الانتخابات كما تعلن دوما.

وقالت في المقابلة التي أجريت معها في فرنسا إن «كافة الانتخابات هي تقريبا استفتاءات ضد هذه العولمة المتوحشة، التي فرضت علينا وعلى الشعوب، وظهرت اليوم حدودها بشكل واضح».

وقالت «لوبان» إن «الناخب الفرنسي سيحظى بالفرصة للاختيار بين مجتمع متعدد الثقافات ومجتمع يضم مواطنين راغبين في السيطرة على مقدراتهم بالكامل»، وذلك بعدما قال البريطانيون كلمتهم وفي الوقت الذي يتنامي فيه «الإسلام المتشدد»، بحسب قولها.

وأضافت: «أؤمن أن لكل مجتمع الحرية الكاملة في الدفاع عن مصالحه».

وأكدت «لوبان» أن الاتحاد الاوروبي هو مجرد «نموذج قمعي»، معربة عن أملها في استبداله باتحاد أوروبي بين «أمم حرة» وهو ما «يصبو إليه الأوروبيون».

وحصل حزب «لوبان» المناهض للاتحاد الأوروبي، على 27% من أصوات الناخبين في الانتخابات المحلية الأخيرة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

لكن الحزب لم يفز في أي منطقة بشكل عام بسبب تحالف الأحزاب الأخرى في فرنسا لمنع حدوث ذلك.

ويتوقع المحللون في فرنسا أن تقوم الأحزاب الفرنسية بالتحالف مرة أخرى ضد «لوبان» في حال وصولها لجولة الإعادة في الانتخابات الفرنسية، ودفع أنصارهم للتصويت للمرشح المنافس لمنعها من الوصول إلى منصب رئيس البلاد.

وأعربت «لوبان» عن تقديرها لسياسة الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، واعتبرتها سياسة «حمائية عقلانية».

وانتقد العديد من رواد الإنترنت في بريطانيا، ظهور «لوبان» في برنامج «أندرو مار شو» السياسي الشهير، واعتبروا «من غير اللائق منحها منبرا خصوصا مع إحياء بريطانيا والغرب عموما ذكرى ضحايا الحرب العالمية الأولى».

ورد مقدم البرنامج «أندرو مار»، بالقول: «البعض مستاء ومصدوم (..) أتفهم ذلك لكن (..) يمكن أن تصبح لوبان، بتوفر ظروف معينة، الرئيسة المقبلة لفرنسا (..) لا أعتقد أن أفضل تكريم للجنود الذين سقطوا يتمثل في عدم تحليل التحدي الكبير المقبل الذي يرتقب أمن العالم الغربي».

وشهدت الساحة السياسية الأمريكية صدمة بسبب انتخاب «ترامب» صاحب السياسات المتشددة في مواجهة المهاجرين والعرب والمسلمين، وذلك بعد أشهر من صدمة تصويت البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.