«فرانك جافني».. أحد أعتى مروجي نظريات المؤامرة والإسلاموفوبيا مرشح في إدارة «ترامب»

الخميس 17 نوفمبر 2016 05:11 ص

قال الإعلامي السعودي «جمال خاشقجي» في تغريدة على «تويتر» «سخرت وقلت إن ترامب يفكر مثل أحمد موسى المذيع المصري الذي يروج لشتى المؤامرات، بتعيين فرانك جافني أصبح الأمر حقيقة، تابعوه تعرفوا عما أتحدث».

وبحسب ما أوردته الصحف الأمريكية فإن «فرانك جافني» المعروف بعدائه للإسلام السياسي مرشح ليكون مستشارا للقضايا الأمنية فى الفريق الانتقالى للرئيس المنتخب «دونالد ترامب»، وهو الفريق الذى سيتولى بدوره تشكيل الحكومة الأمريكية المقبلة.

و«فرانك جافني»، مؤسس مركز أبحاث هامشي يدعى مركز السياسة الأمنية وسبق له العمل لأربع سنوات في وزارة الدفاع الأمريكية بحقبة الرئيس الأسبق، «رونالد ريغان»، ويصفه اليوم مركز (ساوثرن بوفرتي) المعني بمراقبة الدعوات والنزعات العرقية المتشددة بأنه أحد أعتى دعاة الإسلاموفوبيا بأمريكا وهو يعتزم إضافته إلى قائمة دعاة الكراهية للعام 2016.

نظريات المؤامرة

واشتهر «جافني» بين أوساط القوى اليمينية الأمريكية خلال السنوات الماضية، وشارك في تأليف كتاب يحذر فيه من ما وصفه بـ(تسلل الشريعة) إلى أمريكا والغرب مع ترويج نظريات مؤامرة معادية للإسلام.

وقام المركز الذي يديره «جافني» بنشر الدراسة المزعومة حول ميول المسلمين في أمريكا، والتي جاء فيها أن 51% من المسلمين بأمريكا يعتقدون أن من حقهم المطالبة بتطبيق أحكام الشريعة عليهم. وأن ربعهم يؤيد استخدام العنف ضد أمريكا في سياق ما أسماه الجهاد العالمي.

وسبق أن كتب تدوينة على موقع «تويتر» فى 3 نوفمبر/تشرين ثان الجاري، قال فيها : «الشريعة الإسلامية خطر يهدد أمريكا».

وقالت «هايدي بيريش» ، مديرة قسم الأبحاث بمركز ساوثرن بوفرتي لمراقبة دعوات الكراهية العرقية، إن «لجافني تاريخ حافل بالاتهامات المماثلة ضد المسلمين، فهو مصدر شائعة أن هوما عابدين، مستشارة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، عميلة سرية للإخوان المسلمين.

وأضافت لـCNN«هو مصدر رئيسي لكل نظريات المؤامرة وهذا أمر مقلق للغاية».

الإخوان لعنة!

وسبق لـ«جافني» (63 عاما) أن خصّ جماعة الإخوان المسلمين بالكثير من فرضيات المؤامرة، حيث سبق أن اتهم السياسي «جروفر نيركويست» رئيس جمعية الأمريكيين للإصلاح الضريبى بأنه على علاقة بالإسلاميين وجماعة الإخوان وكتب كتابا نشره مركز السياسة الأمنية عن «نيركويست مع جماعة الإخوان تحت عنوان (الإخوان المسلمين فى أمريكا..لعنة فى 10 أجزاء)، الأمر الذى نفاه «نير كويست»؛ وعلى إثر هذه الاتهامات، تم منع جافنى من حضور مؤتمر سياسى للمحافظين السنوي.

كما كتب مقالا عام 2013 اتهم فيه السيناتور «جون ماكين» وزميله في الكونغرس «ليندسي غراهام» بأنهما كانا الغطاء السياسي لجهود الإسلاميين للسيطرة على ليبيا وسوريا وكتب بذلك المقال قائلا: «نعلم يقينا بأن جماعة الإخوان المسلمين لديها مشروع عالمي لفرض حكم الشريعة الإسلامية المعروفة بوحشيتها وقمعها ومعاداتها لقيم الدستور».

وقال «جافني» في مقابلة عام 2014 إن الهدف الرئيسي للمسلمين في أمريكا هو تدمير الحضارة الغربية من الداخل. 

وهو أيضا مصدر نظرية المؤامرة التي تقول إن الرئيس العراقي الراحل، «صدام حسين»، يقف خلف الهجوم على مركز التجارة عام 1993 وكذلك خلف تفجير أوكلاهوما عام 1995.

ورغم كل هذا التاريخ من فرضيات المؤامرة غير الواقعية والنظريات المزعومة حول المسلمين، إلا أن «ترامب» أصر على الاعتماد على معلومات «جافني»، واصفا مركز الأبحاث الذي يديره بأنه مجموعة محترمة جدا من الباحثين الذي يعرفهم جيدا.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست بعض المعلومات عن «جافني، قائلة إنه في يونيو/حزيران من عام 2009، بعد مدة قصيرة من اختتام الرئيس «باراك أوباما» زياراته للمملكة العربية السعودية ومصر، نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقال رأي كتبه «جافني»، تحت عنوان استفهامي (أول رئيس مُسلِم لأمريكا؟)، رجحت أن يكون رئيس أمريكا الجديد مُسلما.

بعد خطاب «أوباما» الذي ألقاه في القاهرة حول العالم الإسلامي، كتب «جافني» يقول: «هُناك كثير من الأدلّة تُشير إلى أن الرئيس لا يُبدي تفهّمه للمُسلمين فقط، ولكنّه في الحقيقة رُبما يكون واحدًا منهم».

تفنيدًا لقائمة الأدلة المُعزّزة لرأيه، في محاولة للتشكيك في ديانة «أوباما»، تابع «جافني»«قال أوباما إنه يعرف عن الإسلام والقرآن الكريم، وأطلق خلال خِطابه جُملة عليهم السلام، حينما تمت الإشارة إلى الأنبياء موسى وعيسى ومُحمّد».

وأجرى مركزه استطلاع رأي، حمل مزاعم تشير إلى تحالُف «أوباما» مع الإخوان المسلمين، واختراق عملاء منهم الحزب الجمهوري والمؤسسات السياسية المحافظة، وهو الأمر الذي مثل المحرك الأساسي للمقترح الذي رفعه ترامب قبل فوزه بالانتخابات لحظر المُسلمين من دخول أمريكا.

وبعد رحيله من إدارة الرئيس الأسبق «ريغان» ، قام «جافني» بتأسيس مركز السياسة الأمنية كمركز أبحاث متخصص في شؤون السياسة الخارجية، ليُصبح المِنصة البارزة التي يُعلذق من خلالها على القضايا السياسية.

تيار إسلامي تسلل لأمريكا

وعلى مدى العِقد الماضي، خرج «جافني» بالعديد من التعليقات النارية والتصريحات المُثيرة للجدل، كما آرائه حول «أوباما».

خلال الانتخابات الأمريكية في 2008، كتب «جافني» مقالًا آخر في واشنطن تايمز، تحت عنوان «التصويت الجهادي»، اقترح خلاله أن عدد كبير من المُسلمين كانوا يدعمون «أوباما» ماديا، وأن «أوباما» لم يولد في أمريكا.

دأب «جافني» على الترويج لفكرة أن تيارا إسلاميا قد تسلّل إلى جذور الإدارة الأمريكيّة، منذ وصول «أوباما» إلى البيت الأبيض، وأن المسلمين يسعون لخلق نظام قانوني جديد في الولايات المتحدة.

عارض «جافني» مُقترح بناء مسجد جراوند زيرو، الذي كان مقررا بناؤه بالقُرب من مِنطقة أرض الصفر أو جراوند زيرو، في مانهاتن، نيويورك.

في حادِثة أخرى شهيرة، خرج «جافني في 2010 يقترح أن شِعار وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكيّة تم تصميمه في شكل يدمج شعار حملة «أوباما مع الهلال الإسلامى.

وفي 2012، دخل «جافني» في سِجال مع محافظ ولاية نيوجيرسى، «كريس كريستي»، الذي وجّه إليه اتهامًا بأنه يقود الولاية بقوانين مُناهضة للشريعة، بعد تعيين مسلم فى قضايا الدولة.

وقبل أيام، أثار إعلان «دونالد ترمب»، الإثنين، عن اختياره رجل الأعمال، «ستيفن بانون»، في منصب كبير المخططين «المستشارين» الاستراتيجيين في البيت الأبيض، انتقادات حادة من منظمات متعددة تقول إن «بانون»- 62 عاما- عنصري يتبنى عقيدة تفوق ذوي البشرة البيضاء.

ويتهم سياسيون، حاليون وسابقون، وفنانون ورياضيون وكتاب وغيرهم «ترامب» بأنه «عنصري معادي للمسلمين والأقليات والأجانب والمهاجرين والنساء وأتباع الديانات الأخرى»، وهو ما شجع، على حد قولهم، العديد من الجماعات العنصرية على تبني خطابه خلال الحملة الانتخابية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ترامب إسلاميين إسلاموفوبيا فرانك جافني