مؤشرات تعزز إقامة روسيا قاعدة عسكرية في ليبيا مقابل دعم «حفتر»

الأربعاء 30 نوفمبر 2016 07:11 ص

تجنبت أوساط روسية التعليق على معطيات تناقلتها وسائل إعلام حول اقتراح الجنرال الليبي «خليفة حفتر» منح روسيا قاعدة عسكرية في المناطق التي تسيطر عليها قواته، في مقابل تزويده أسلحة ومعدات حربية.

ونقلت صحيفة «الحياة» عن ناطق في «مجلس السياسة الخارجية والدفاع» المقرب من الكرملين، قوله إن موسكو تتطلع إلى تعزيز دورها في الملف الليبي خلال المرحلة المقبلة، التي وصفها بأنها ستشهد تنافسا قويا على النفوذ في حوض المتوسط.

ولفت إلى أن روسيا تعتبر أنه من الضروري تقليص الحظر الدولي المفروض على تزويد ليبيا أسلحة لدعم جهود محاربة الإرهاب في هذا البلد، مؤكدا أن التوجه الروسي يحظى بدعم أطراف إقليمية مهمة.

من جانبه، تجنب الكرملين نفي أو تأكيد نية موسكو تزويد قوات «حفتر» بالسلاح في مقابل قاعدة عسكرية في شرق ليبيا، واكتفت الأوساط الروسية بالحديث عن مساع لتنشيط الدور الروسي في ليبيا خلال المرحلة المقبلة.

جاء ذلك على خلفية، زيارة أجراها «حفتر» إلى موسكو، وأثارت موجة تكهنات بمقايضة اقترحها على الروس تقضي بتوفير قاعدة عسكرية لهم في مناطق سيطرته شرق ليبيا، نظير حصوله على دعم عسكري وسياسي لمواجهة العناصر المسلحة في الغرب وحكومة «الوفاق» التي تحظى بدعم المجتمع الدولي.

ووصفت زيارة «حفتر» موسكو بأنها رسمية، بوصفه «القائد الأعلى للجيش الوطني الليبي»، حيث أجرى مشاورات مكثفة على مستوى بارز في وزارتي الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي الروسي.

وعلى رغم من أن هذه الزيارة هي الثانية لـ«حفتر» إلى موسكو هذا العام، فإن القيادة الروسية منحتها أهمية خاصة، إذ أعلن سلفا عن برنامجها، وأصدرت الخارجية الروسية بيانا حول نتائجها، خلافا للزيارة السابقة في حزيران/يونيو الماضي، التي تكتمت موسكو على تفاصيلها.

وخلال الزيارة، التقى «حفتر» رئيس مجلس الأمن القومي «نيكولاي باتروشيف» ووزير الدفاع «سيرغي شويغو»، وناقش معهما الدعم الروسي المطلوب لمواجهة الإرهاب في ليبيا.

وقال بعد اللقاءين: «إن النقاشات تطرقت إلى عدد كبير من المسائل المتعلقة بالأمور العسكرية، واستعرض الجانب الليبي احتياجاته كافة في مجال محاربة الإرهاب في هذه المرحلة العصيبة، ونحن نعول على دعم روسيا للقضاء على الإرهاب».

وأجرى «حفتر»، بعد ذلك جلسة حوار مطولة مع وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، الذي أشاد بالدور المهم الذي يلعبه العسكريون الليبيون في الدفاع عن استقلال البلاد وسيادتها ووحدة أراضيها.

وقال «لافروف» موجها حديث لـ«حفتر»: «موسكو ترى عمق تفهمكم الروابط بين الدفاع عن السيادة وضرورة سحق الإرهابيين».

من جهته، أشاد «حفتر» بالدعم الروسي فيما يخص تسوية الوضع في ليبيا، مؤكدا أن الجانب الليبي يريد أن تكون له دائما علاقات طيبة ومصيرية مع روسيا.

وأفادت وسائل إعلام روسية، أمس الثلاثاء، بأن «حفتر» استبق زيارته بتوجيه رسالتين إلى الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» ووزير الدفاع «سيرغي شويغو»، ضمنهما طلبا بالبدء بتزويد قواته أسلحة ومعدات.

إلا أن موسكو تجنبت تأكيد أو نفي معطيات حول الموقف الروسي من ذلك، واكتفى الناطق باسم الكرملين «ديمتري بيسكوف»، بالإشارة إلى أن هذا السؤال يوجه إلى وزارة الدفاع.

وقال «بيسكوف» إن «حفتر» لم يجر محادثات في الكرملين خلال زيارته، لكن صحيفة «إزفيستيا» الروسية نقلت عن مصادر تأكيدا أنه بالإضافة إلى اللقاءات العلنية، تم استقباله على مستوى أرفع.

وأكدت الخارجية الروسية في بيان صدر في أعقاب المحادثات مع «لافروف»، أن البحث تطرق إلى تطورات الوضع العسكري السياسي في ليبيا، وتمت الإشارة إلى ضرورة توحيد كل الليبيين لمواجهة الهياكل الإرهابية في جميع أنحاء البلاد.

ومع الاهتمام الخاص الذي منحته موسكو لزيارة «حفتر»، فإن الكرملين أكد في الوقت ذاته أن روسيا منفتحة على المشاورات مع كل الأطراف الليبية.

وأعلن أمس الثلاثاء، أنه من المتوقع أن يصل إلى موسكو قريبا رئيس مجلس النواب الليبي في طبرق «عقيلة صالح».

وكان موقع «ديبكا الإسرائيلي، قد أفاد في وقت سابق بأن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» يسعى للتدخل العسكري في ليبيا إلى جانب قوات «حفتر»، المدعوم من قبل مصر والإمارات مقابل الحصول على قاعدة عسكرية هناك.

وقال الموقع إنه حال كللت هذه المساعي بالنجاح، فسوف تقيم روسيا قاعدة بحرية جوية ثانية في البحر المتوسط، على مسافة 700 كلم فقط من أوروبا.

وأوضح أن «بوتين» يسعى لإقامة قاعدة جوية وبحرية على ساحل البحر المتوسط بالقرب من بنغازي، تكون مشابهة لقاعدة حميميم الروسية القريبة من اللاذقية في سوريا، مقابل المساعدات الجوية والبحرية لقوات «حفتر».

  كلمات مفتاحية

ليبيا روسيا خليفة حفتر فلاديمير بوتين قاعدة عسكرية

«حفتر».. رقم غامض في تحركات الجزائر لحل الأزمة الليبية

موسكو وطرابلس تنفيان نشر أي قوات عسكرية روسية بليبيا

روسيا تسعى لإقامة قواعد عسكرية في 6 دول إفريقية بينها مصر