تقرير: ليبيا بين مراهنة «الناتو» على «السراج» ودعم موسكو لـ«حفتر»

الأحد 4 ديسمبر 2016 06:12 ص

أوضح تقرير صحفي أن الأطراف الأطلسية وجهات إقليمية ما زالت تثق في حكومة «الوفاق» الليبية وتدعمها ولا يبدو أنها راغبة في الوقت الراهن في البحث عن بديل لها، بل أن هذه الأطراف الدولية تسعى لأن يبسط «فائز السراج» وفريقه سيطرتهم على العاصمة طرابلس ومنها إلى باقي أنحاء ليبيا.

وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة «القدس العربي»، فالحرس الرئاسي الذي تم الإعلان عن إتمام تشكيله منذ أيام معدودات تدربت عناصره في إيطاليا وبريطانيا في الأساس، كما يبدو أن الأطراف الداعمة لـ«السراج» وفريقه ستضغط من أجل أن يبسط الحرس الرئاسي سيطرته على مقر رئاسة الحكومة والوزارات والثكنات الأمنية والعسكرية التي ما زالت في يد الميليشيات.

وبين التقرير أن من بين غايات تشكيل هذا الفصيل المسلح الذي سيعمل تحت إمرة «السراج» هو تأمين الحماية للبعثات الدبلوماسية المقيمة في طرابلس، وتأمين حياتها، في بلد قتل فيه سفير كبرى دول العالم وتم التمثيل بجثته دون أن يجد منقذا، كما أن من أسباب تشكيله هو استيعاب الميليشيات المسلحة ضمن تنظيم شرعي معترف به يأتمر بأوامر حكومة مدعومة إقليميا ودوليا، وهو ما يبدو أنه سيحصل في المستقبل القريب بعد تجاوز الخلاف المتعلق بالشروط التي وضعتها حكومة «السراج» لقبول عناصر الميليشيات وهو انضمامهم بصورة فردية لا كمجموعات يمكن أن تنقل خلافاتها إلى داخل المؤسسة حديثة النشأة.

ووفق التقرير فإنه، لا يبدو أن للميليشيات خيارات أخرى أمام القوى الدولية الداعمة لـ«السراج» إذ سترضخ في النهاية وتنضم إلى الأجهزة الأمنية التي تتشكل وتلقى كل أشكال الدعم بما في ذلك التجهيزات من سيارات مصفحة وغيرها، وسيكون هذا الانضمام بالأفراد لا بالمجموعات تطبيقا لإملاءات القوى الأطلسية التي لا يمكن السير بخلاف إرادتها بعد أن أحكمت قبضتها على ليبيا.

الروس على الخط

وذكر التقرير أن دخول الدب الروسي على الخط في الأزمة الليبية من خلال «خليفة حفتر» قد يبعثر الأوراق مجددا ويجعل البيت الأبيض وحلفاءه في شمال الأطلسي يراجعون حساباتهم، موضحا أن موسكو يبدو أنها تطمح إلى استعادة ما فقدته من امتيازات برحيل «معمر القذافي» ولا ترغب في أن يستفرد الأوروبيون والأمريكان لوحدهم بالكعكة النفطية الليبية ولا بالموقع الهام المطل على المياه الدافئة في متوسط البحار.

وأشار إلى أن الترحيب الذي قوبل به قائد «عملية الكرامة» في موسكو كان لافتا إلى درجة أن البعض تحدث عن لقاء سري غير معلن تم في الكرملين بين الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» والقيادي العسكري الليبي «خليفة حفتر»، كما أن لقاء الأخير بوزير الدفاع الروسي مثل إشارة لدى البعض بأن موسكو ستمد «حفتر» بالأسلحة والعتاد الحربي لحسم المعارك مع خصومه بعد أن لعب «حفتر» على الوتر الحساس للروس وهو محاربة الإرهاب.

برلمان طبرق

ولفت التقرير إلى أن تصريحات وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» عقب لقائه «حفتر»، التي جاء فيها أن بلاده ستقوم بدورها في دعم العملية السياسية والإبقاء على ليبيا موحدة، لا تدع مالا للشك بأن روسيا ماضية قدما للعب في الساحة الليبية وبكل ما أوتيت من قوة، مشيرا إلى أن «حفتر» سيكون رجلها المدافع عن مصالحها بامتياز وخاصة وأن لديه من العلاقات وراء الحدود الليبية ما يمكن أن ينفع الروس العائدين من بعيد بعد سنوات من الانكسار والغياب عن المسرح السياسي الدولي إثر انهيار الاتحاد السوفييتي.

وأوضح أن زيارة «عقيلة صالح» رئيس البرلمان الليبي في طبرق إلى موسكو تدعم الرأي القائل بأن روسيا تعد العدة للدخول بقوة إلى الساحة الليبية وسيكون جسرها هو جماعة طبرق، أي البرلمان وحكومة «عبدالله الثني» المنبثقة عنه ومن والاهم، مدعومين من قائد عملية الكرامة «خليفة حفتر»، مبينا أن البرلمان الذي رفض تزكية حكومة «الوفاق» برئاسة «فائز السراج» بحاجة إلى الدعم السياسي بعد الضغوط الأطلسية التي سلطت عليه نتيجة لهذا الرفض، وبالتالي فإن الدعم السياسي الروسي سيكون بمثابة المتنفس الذي يمنح جماعة طبرق قدرة أكبر على المناورة وعدم الرضوخ للإملاءات الأطلسية.

رهينة التفاهمات

ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن «محمد درغام» الباحث التونسي في المركز المغاربي للبحوث والدراسات والتوثيق، قوله إنه لا يعتقد بأن روسيا جاءت متأخرة إلى المسرح الليبي، لأن روسيا في رأيه متواجدة في ليبيا منذ مدة وتراقب ما يحصل عن كثب لكنها لم تعلن عن دعم هذا الطرف أو ذاك في انتظار أن تتوضح الرؤية.

وأكد الباحث التونسي على أنه لا يمكن الفصل بين هذا التقارب بين الروس و«حفتر» وبين النتائج الأخيرة التي أفرزتها الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أوصلت الجمهوري «دونالد ترامب» إلى الحكم.

وأوضح أن الروس سيتحركون بأكثر وضوح في المرحلة المقبلة وسيدافعون بشراسة عن مصالحهم، دون أن يعني ذلك إلغاء الطرف الآخر أي جماعة «الناتو» وخصوصا إيطاليا وفرنسا وبريطانيا التي تعتقد أن لها حقوقا تاريخية على ليبيا باعتبارها بلدان استعمار ووصاية عليها خلال القرن العشرين.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

ليبيا روسيا إيطاليا فرنسا بريطانيا الناتو خليفة حفتر حكومة الوفاق فائز السراج