صحيفة: مصر تخطط للرد على زيارة مستشار الملك «سلمان» لسد النهضة بـ 4 خطوات

الأحد 18 ديسمبر 2016 06:12 ص

قالت صحيفة المصريون، إن دوائر صنع القرار المصري، تدرس عددا من السيناريوهات للرد على زيارة مبعوثين سعوديين رفيعي المستوي لسد النهضة في إثيوبيا.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أن القاهرة تتجه للقيام بعدة خطوات ردا على الموقف السعودي منها سحب سربي طيران من إحدى القواعد العسكرية في جنوب السعودية المخصصة لحماية المجال الجوي السعودي من تهديدات ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح»، فضلا عن اتخاذ خطوات لدعم الحوثي وصالح بالأسلحة والمؤن، في وقت ترددت أنباء زيارة قام بها «صالح» للقاهرة بشكل سري.

وتابعت «ولن تكتفي القاهرة بهذه الخطوة فلديها أوراق عديدة لتلاعب بها الرياض، منها الانخراط في دعم بشار الأسد، ومعه المشروعان الروسي والإيراني في سوريا، في إطار المكايدة السياسية التي تحكم علاقات البلدين منذ تصويت المندوب المصري في مجلس الأمن لدعم قرار روسي خاص بحلب، وغضت القاهرة الطرف عن الاستياء السعودي».

وواصلت الصحيقة «وقد لا تكتفي القاهرة بذلك بل قد تتجاوز الخطوط الحمراء في علاقاتها مع إيران، وصولًا لاستئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ عام 1979، وهي الخطوة التي رفضت القاهرة طوال 35عامًا الماضية مجاملة لدول الخليج التي ظلت تحتفظ بعلاقات دبلوماسية كاملة مع طهران حتى السنوات الأخيرة».

قطع خطوط الود

وأردفت «وستعمل القاهرة على قطع خطوط الود مع الرياض عبر الإيعاز لمجلس النواب برفض تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية؛ بعد إصدار المحكمة الإدارية العليا، حكما مرجحا برفض اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين الذي تنازلت مصر  بموجبها عن الجزيرتين لصالح الرياض، خصوصا بعد أن أصدرت المحكمة الدستورية العليا، حكما يحرم التنازل عن أراضٍ مصرية بحجة سيادية القرار».

وكشفت مصادر دبلوماسية للصحيفة ذاتها، أن التصعيد من جانب السعودية ضد مصر قد جاء بعد فشل الوساطة الإماراتية بين البلدين؛ إثر تمسك الرياض بتبني القاهرة مواقف داعمة لها في الملفين السوري واليمني، والكف عن دعم حفتر في ليبيا، وتسليم جزيرتي تيران وصنافير بعيدا عن القضاء والنواب وهو ما لم تتجاوب معه مصر.

وكانت تقارير إعلامية، قد أفادت أن مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي «أحمد الخطيب»، قام بزيارة إلى سد النهضة الإثيوبي، وذلك في إطار تواجده حاليًا في العاصمة أديس أبابا للوقوف على إمكانية توليد الطاقة المتجددة.

وتتخوف مصر من تأثير السد على حصتها السنوية من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب)، بينما تؤكد إثيوبيا أن السد سيمثل نفعًا لها خاصة في مجال توليد الطاقة، وأنه لن يمثل ضررًا على السودان ومصر.

ونقلت الأناضول عن مصدر إثيوبي رافق المسؤول السعودي والوفد المرافق له قوله: «إن الخطيب الذي وصل إلى أديس أبابا الجمعة، زار في اليوم نفسه، السد، وكان في استقباله مدير المشروع سمنجاو بقلي».

وبحسب المصدر: «لم يكن معلنا عن جدول زيارة الخطيب والوفد المرافق له، لاسيما لسد النهضة».

خلفية الأزمة

وفي أبريل/ نيسان الماضي، وافقت السعودية على تزويد مصر بـ700 ألف طن من الوقود شهريا على مدة 5 سنوات عبر شروط دفع ميسرة، لكن القاهرة قالت في شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي إن شحنات أكتوبر/تشرين الأول تم تعليقها.

ومع بداية الشهر الماضي، قال وزير البترول المصري، «طارق الملا»، إن شركة «أرامكو» أبلغت الهيئة المصرية العامة للبترول (حكومية) بالتوقف عن إمدادها بالمواد النفطية «لحين إشعار آخر».

وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، صوت مجلس الأمن على مشروع قرار فرنسي يطالب بنهاية فورية للضربات الجوية وطلعات الطائرات الحربية فوق مدينة حلب السورية.

واستخدمت روسيا حق النقض «الفيتو» ضد هذه المشروع، وقدمت مشروع بديل يعتبر في الواقع المشروع الفرنسي مع تعديلات روسية؛ حيث يستبعد المطالبة بنهاية للضربات الجوية على حلب، وأعاد التركيز على الاتفاق الامريكي الروسي لوقف إطلاق النار الذي انهار بعد أسبوع من سريانه.

والغريب أن مصر، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن حاليا، صوتت لصالح المشروع الفرنسي والروسي في الوقت ذاته؛ الأمر الذي أغضب القيادة السعودية؛ خاصة مع ظهور المندوب المصري في الأمم المتحدة في مشاهد ودية مع مندوب نظام بشار الأسد، «بشار الجعفري».

وعلى خلفية ذلك، ولأول مرة، في عهد الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، خرج انتقاد رسمي سعودي لمصر إلى العلن، حيث وصف المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة، «عبد الله المُعلمي»، تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي، بـ«المؤلم».

  كلمات مفتاحية

السعودية مصر سوريا إيران إثيوبيا

مصدر إعلامي: مستشار الملك «سلمان» زار سد النهضة الإثيوبي